العاصمة

ذي القعدة

0

 

الكاتبة تهاني عناني

 

قال تعالى (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة 36)

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ؛ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ)(صحيح البخاري)

الله سبحانه وتعالى اصطفى صَفَايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، ومن الكلام ذكرَه، و من الأرض المساجد، ومن الشهور رمضان والأشهر الحرم، ومن الأيام يوم الجمعة، يوم عرفة، ومن الليالي ليلة القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل.

وحددت السنة النبوية الأشهر الحرم أنها أربعة أشهر ثلاثة سرد، وواحد فرد وهي (شهر ذو القعدة، وشهر ذو الحجة، وشهر محرم، وشهر رجب) و الأشهر الحرم تُضاعف فيها الحسنة كما تُضاعف السيئة، لذلك يجب الإكثار من الصدقات وأعمال الخير، وتجنب الآثام والمعاصي والظلم.

فالظلم في هذه الأشهر أعظم خطيئةً ووزرًا، من الظلم فيما سواها، والظلم في الآية يشمل المعاصي كلها كبيرها وصغيرها، كفعل محرم أو ترك واجب.

ويشمل ظلم الإنسان في حقوق الخالق، وظلم الإنسان لنفسه، وظلم الإنسان للإنسان، وظلم الإنسان لأى مخلوق.

وعن شهر ذي القعدة:-

1- هو الشهر الحادي عشر في التَّقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهى الله عن الظلم فيها، تشريفًا لها، وهو أول الأشهر الحرم المُتوالية.

2- سُمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم، لأن العرب كانوا يقعدون عن القتال فيه، للإستعداد لأداء مناسك الحج والعمرة.

3- العُمرة فيه سُنَّة، لأن عُمرات النبي -صلى الله عليه وسلم- كنّ في شهر ذي القعدة، قال أنس رضي الله عنه (اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ) (صحيح البخاري).

4- ذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة في قول الحق سُبحانه وتعالى (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاص) (البقرة 194). والمراد بالشهر الحرام، شهر ذي القعدة “أداء العمرة سنة سَبع هجرية، هو عِوَض عن الشهر الحرام الذي صدكم فيه المشركون عن الحرم سنة سِت هجرية”، كما جاء في تفسير العلماء .

اترك رد

آخر الأخبار