( دعوة المظلوم ! )
كتبت / ناهد عثمان
دعوة المظلوم شأنها عجيب ، وأمرها فريد غريب ، وبعض الناس قد يستخف بها ، أو يقلل من شأنها ، مع أن المتأمل لنصوص السنة الواردة حولها يعجب لكثرتها ، وتنوعها ، والتعظيم من شأن تلك الدعوة ، والتأكيد على أنها من الدعوات المستجابة
ومن أعجب المعاني في هذا الباب أن دعوة من سوى المظلوم لها شروط إجابة ، وآداب يستحب الإتيان بها ، وقد يرد الدعاء لوجود موانع كأكل الحرام ، وصدوره من قلب غافل لاه ، والعجلة ، والملل من تأخر الاستجابة بأن يقول الرجل قد دعوت فلم يستجب لي ، أما دعوة المظلوم فالظاهر – والله أعلم – أنه لا شرط لها سوى أن يكون صاحبها مظلوما ، ومن ثم فإنها تستجاب ولو كانت من فاسق فاجر ، فإنما فجوره على نفسه ، بل تستجاب من الكافر كما ورد في بعض الأحاديث .
فما بالك لو خرجت دعوة المظلوم من مؤمن صالح ، لا نصير له سوى مولاه سبحانه ، وكان ظالمه فاجرا أفاكا أثيما !
ومما ورد في شأن دعوة المظلوم :-
– قول النبي صلى الله عليه وسلم ” اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ” متفق عليه .
– وقال صلى الله عليه وسلم «اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين “رواه الطبراني وصححه الألباني .
– وقال صلى الله عليه وسلم ” «ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده ” رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .
– وقال صلى الله عليه وسلم «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه» رواه الطيالسي وحسنه الألباني
– وقال صلى الله عليه وسلم “اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب» رواه أحمد وحسنه الألباني
أما وقت إجابة دعوة المظلوم وأوانه ، وكيفية ذلك ، وتعجيله أو تأخيره ، فأمره لله سبحانه الذي بيده مقاليد السماوات والأرض ، ولا يعجل لعجلة العباد ، وكل شيء عنده بمقدار ، وهو سبحانه يحلم ويمهل ، ويملي ويغفر ، حتى إذا بلغ الظلم مداه ، والجور منتهاه ، جاء أخذ الله الأليم الشديد ، وحل بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين .
سهام الليل لا تخطي ولكـــن * * * * لـهـا أمـد وللأمـد انقضاء
وكم خرب بسبب الظلم عمران ، وزالت ممالك ، وسقطت دول وحضارات ، وأهلكت قرى كانت عامرة .
قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )
وقال تعالى ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا )
وقال تعالى ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا )