العاصمة

خطيبة النساء 

0

 

الكاتبة تهاني عناني

 

هي أسماء بنت يزيد الأنصارية، كانت تشتهر باللباقة والفصاحىة أسلمت فى العام الأول للهجرة، واشتهرت بمتابعة دقائق أمور دينها، وكان أخواتها النساء يستعن بها فى سؤال الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن دقائق أمورهن الخاصة فتستجيب لهن، فتنقل أسئلة النساء للرسول وتنقل إجابة الرسول للنساء، لذا عُرفت بوافدة أو خطيبة النساء.

وروي عنها (أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك، وأعلم نفسي – لك الفداء – أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، فما نشارككم في الأجر؟

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مُساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا: يارسول الله! ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء إن حسن تبعل إحداكن لزوجها، يعدل ذلك كله. فخرجت وهي تكبر وتهلل يعدل ذلك كله يعدل ذلك كله.

• بلغ عدد الأحاديث التى روتها أسماء بنت يزيد عن الرسول صلوات الله عليه واحد وثمانين حديثاً وتعد الثالثة بين النساء فى رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يسبقها السيدة عائشة، والسيدة أم سلمة، رضى الله عنهن وأرضاهن جميعاً.

• وقد كان لها دور فى الغزاوت فقد شهدت مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر، وخرجت مع من خرجن من النسوة لمداواة الجـرحــى ومناولة السهام وطبخ الطعام.

وبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام شهدت معركة اليرموك، خرجت مع جيش خالد بن الوليد لملاقاة الروم في معركة اليـرمــوك وقيل إنها اقتلعت من خيمتها عموداً وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت منهم يومئذ تسعة .

• بعد معركة اليرموك أقامت بالشام وأخذت تُحدث النساء بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتروى عنه حتى توفيت ودفنت في دمشق بالباب الصغير.

وقد نالت أجر الجهاد مرتين، الأولى وهي في بيتها، والأخرى في ساحة القتال.

رحم الله أسماء ورضي عنها فقد صدق فيها حديث رسول الله صلوات الله عليه (رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياؤهن من التفقُّه في أمور دينهن) (صحيح أبي داوود).

اترك رد

آخر الأخبار