العاصمة

خطورة الكبر ….. اسلام محمد

0

اسلام محمد

للكبر آثار ذميمة وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة ؛ فالمتكبر دائماً يمقته الناس

ويبغضونه ولا يألفونه ؛ الكل يتأفف من رؤيته والجلوس معه ؛ ” روي عن أبي بكر

الهذلي قال: بينما نحن مع الحسن إذ مر علينا ابن الأهثم يريد المقصورة وعليه

جباب خز، قد نضد بعضها فوق بعض على ساقه وانفرج عنها قباؤه وهو يمشي

يتبختر، إذ نظر إليه الحسن نظرة فقال: أف.. أف..

شامخ بأنفه ثاني عطفه مصعر خده ينظر في عطفيه، أي حميق أنت تنظر في

عطفيك في نعم غير مشكورة ولا مذكورة غير المأخوذ بأمر الله فيها ولا المؤدي

حتى الله منها، والله أن يمشي أحد طبيعته يتخلج تخلق المجنون في كل

عضو من أعضائه لله نعمة، وللشيطان به لفتة، فسمع ابن الأهثم فرجع يعتذر إليه

فقال: لا تعتذر إلي وتب إلى ربك، أما سمعت قول الله تعالى ” ولا تمش في

الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولت تبلغ الجبال طولاً .

وعن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير أنه

رأى المُهَلَّب وهو يتبختر في جبة خز، فقال: يا عبد الله، هذه مشية يبغضها الله

ورسوله. فقال له المهلب: أما تعرفني؟ فقال بلي، أعرفك، أولك نطفة مذرة،

وآخرك جيفة قذرة، وأنت بين ذلك تحمل العذرِة. فمضى المهلب وترك مشيته تلك”

. ( إحياء علوم الدين ).

وعليك أن تتذكر يا ابن آدم أنك: تنتنك عرقة، وتؤذيك بقَّةٌ، وتقتلك شرقة، فكيف

تتكبر وهذا حالك؟!

وانظر كيف كان عاقبة المتكبرين من الأمم السابقة كما ذكرت في القرآن الكريم كمثل ق

وفرعون وعاد وغيرهم ؛ وانظر – أيضاً – إلى هذا الرجل الذي منعه الكبر أن يأكل

بيمينه ؛ فقد روي أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: «كُلْ بِيَمِينِكَ». قَالَ: لَا

أَسْتَطِيعُ. قَالَ: «لا اسْتَطَعْتَ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ». قَالَ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ.”. ( مسلم ) .

أما في الآخرة فقد تواترت السنة النبوية في الحديث عن ما أعده الله من عقوبات

للمتكبرين في الآخرة ؛ فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُحْشَرُ المُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ

فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمُ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ

يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الخَبَالِ ”

. ( أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ) .

وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل الجنة الضعفاء وأكثر أهل النار

المتكبرون ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

احْتَجَّتِ النَّارُ ، وَالْجَنَّةُ ، فَقَالَتْ : هَذِهِ

يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ ، وَالْمُتَكَبِّرُونَ ، وَقَالَتْ : هَذِهِ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ ، وَالْمَسَاكِينُ ،

فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ : أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَقَالَ لِهَذِهِ : أَنْتِ

رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ” . ( مسلم ) .

وعن حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ

الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ ،

لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : كُلُّ عُتُلٍّ

جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ “. ( متفق عليه ).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ

الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زَانٍ ؛ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ؛

وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ ” . ( مسلم ) .

وهكذا كانت عواقب الكبر والتكبر في الدنيا من المقت والبغض والكراهية.

وتنتهي بالهلاك والدمار كما حل بالأمم السابقة.

ناهيك عن الذل والعذاب الذي أعده الله للمتكبرين في الآخرة .

اترك رد

آخر الأخبار