العاصمة

خطبة الجمعه اليوم عن الإسراء والمعراج

0
احمد قبيصي
وهذا عناصر: الخطبه
. … رحلة الإسراء والمعراج ودورها في ترسيخ
الإيمان.
… مكانة النبي (صلى الله عليه وسلم) ومنزلته.
… مشاهد من رحلة الإسراء والمعراج.
. … الصلاة وعظمتها ومنزلتها في الإسلام.
… مكانة المسجد الأقصى في الإسلام.
الموضوع:
تأتي ذكري الإسراء والمعراج علي الأمة الإسلامية هذا العام، وقد مرت بها بعض الأحداث والمحن التي تذكرنا بالشدائد التي سبقت معجزة الإسراء
والمعراج، حيث كان رسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمون معه يعانون أشد المعاناة من أعداء الإسلام بأساليب مختلفة وطرق متنوعة،
فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تفريجًا للكروب وشرحًا للصدور وقربًا من الله علام الغيوب؛ لتثبت قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم وتطمئنه،
وتثبت كذلك قلوب المؤمنين الذين اتبعوه، وتبعث فيهم الطمأنينة فيوقنون بأنهم علي الحق، وأن دينهم الحق، وأن الله ناصر الحق لا محالة.
والإسراء والمعراج من المعجزات التي أيد الله بها نبينا عليه الصلاة والسلام، والإيمان بهذه المعجزة جزء من العقيدة الإسلامية، وبهذا كان التصديق
بمعجزة الإسراء والمعراج ترسيخاً لإيمان المؤمنين وامتحاناً للنفاق والمنافقين الذين ارتدوا عن الدين لضعف إيمانهم وقلة يقينهم، وفاز بالصدق
والصديقية أبو بكر رضي الله عنه فسمي صديقاً، لإيمانه وتصديقه الجازم بمعجزة الإسراء والمعراج، ومثله الصحابة الكرام ممن امتحن الله
قلوبهم بالتقوى، ففازوا بالإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة التي تمثل جزءاً هامًّا منها، ومن ثم كانت رحلة الإسراء اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم
ويقينهم، وفرصة لمشاهدة النبي (صلى الله عليه وسلم) عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في
موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه.
ومن هنا فلا عجب أن يقف العقل البشري عاجزًا أمام هذه المعجزة، حيث أتى القرآن الكريم معلنًا أن الأمر يتعلق بقدرة الله تعالى الذي أسرى بعبده، قال عز وجل: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1].
إننا نجد في هذه الآية الكبرى والمعجزة العظمى – الإسراء والمعراج – تكريمَ الله تعالى لنبيه محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) وعلو منزلته وتثبيته وزيادة يقينه، و عبرة وتمحيصاً وهدى ورحمة وثباتاً لمن آمن وصدق وكان من أمر الله على يقين، ولا أدل على ذلك من أنه (صلى الله عليه وسلم) حينما عاد من رحلته وأصبح في المسجد الحرام جلس واجماً ساكناً فجاءه أبو جهل عليه – لعنة الله – فقال: ما بك يا ابن أخي؟ فأخبره النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأمر فقال له: لو جمعت لك قريشاً تخبرهم؟ قال: نعم، فجمعهم فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذوا في الضحك والصفير والتصفيق، فازدادوا كفراً وضلالاً والعياذ بالله، وارتد ضعفاء النفوس، أما الصديق فقال: إني أصدقه بخبر السماء! ألا أصدقه في الإسراء .. فآمن من آمن وهو على يقين من ربه، وكفر من كفر بعد أن قامت عليه الحجة.
لقد جاءت معجزة الإسراء والمعراج في وقت فَقَدَ فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) الناصر من الأهل، إلا أنه لم يفقد عزيمته في مواصلة الدعوة، فتوجه إلى ربه داعياً: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي)، فجاءت ضيافة الإسراء والمعراج بعد ذلك؛ تكريماًُ من الله تعالى له، وتجديداً لعزيمته وثباته، ثم جاءت دليلاً على أن هذا الذي يلاقيه (صلى الله عليه وسلم) من قومه ليس بسبب أن الله تعالى قد تخلى عنه، أو أنه تعالى قد غضب عليه، وإنما هي سُنَّة الله مع محبيه.
إن رحلة الإسراء والمعراج بيان لفضل نبينا (صلى الله عليه وسلم) الذي يتجلى في هذا اللقاء العظيم الذي مَثَّلَ فيه كلُ نبي أمتَه، إنه مؤتمر الأقصى الذي جمع الله تعالى فيه الأنبياء جميعًا، والعجب العجاب حين تأتي الصلاة فينتظر الأنبياء أيُّهم يصلي إمامًا، فيأخذ جبريل (عليه السلام) بيد النبي (صلى الله عليه وسلم) فيقدمه معلنًا إمامة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لا لأمته فقط وإنما للأنبياء والمرسلين أجمعين، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): ( … فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ … ) (صحيح مسلم)، وكأن الله عز وجل بذلك يريد أن يرسل بلاغًا إلى عباده جميعًا أن دين الأنبياء واحد، فلقد جاء جميع الأنبياء بالتوحيد الخالص، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ) (رواه البخاري)
وفي إمامته (صلى الله عليه وسلم) للأنبياء إشارة إلى أنَّ أمر النبوة قد ختم، وأنَّ هذا النبي الكريم هو خاتمهم، كما جاء في الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- قَالَ (مَثَلِى وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلاَّ وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ – قَالَ – فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ) (متفق عليه) ولأنَّ هذا حدث في المسجد الأقصى مهبط الرسالات ومبعث الأنبياء، ففي ذلك إشارة من الله عز وجل أنه وضع حماية المقدسات في الأرض في يد هذا النبي الكريم وأمته من بعده.
وقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) جانباً من هذه الرحلة وكيف كان على نحو من التفصيل فقال: (أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ – وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ – قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ – قَالَ – فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ – قَالَ – ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ – عَلَيْهِ السَّلاَمُ – بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ -صلى الله عليه وسلم- اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ) وبهذا، ومنذ هذه الليلة تأكدت الصفة الأولى لهذا الدين وهو أنه دين الفطرة.
فليعلم القاصي والداني أن سلامة الفطرة لب الإسلام، ويستحيل أن تُفتح أبواب السماء لرجل فاسد السريرة عليل القلب، فإن الفطرة الرديئة كالعين الحمئة لا تسيل إلا قذرًا وسوادًا، وربما أُخفى هذا السواد الكريه وراء ألوان زاهية، ومظاهر مزوقة، ويوم تكون العبادات نفسها ستارًا لفطرة فاسدة فإن هذه العبادات الخبيثة- والحال كذلك- تعتبر أنزل رتبة من المعاصي الفاجرة .. ، ولم لا و الإسلام هو الدين الذي يلبي نوازع الفطرة في توازن بين الروح والجسد والدنيا و الآخرة، وقد كان هذا من أهم أسرار سرعة انتشار الإسلام و إقبال الناس عليه، على الرغم مما يوضع أمامه من عوائق وعقبات؟ قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم:30].
جدير بالذكر أن معجزة الإسراء والمعراج جاءت في منتصف فترة الرسالة التي مكثت ثلاثة وعشرين عاما، حيث كانت في نهايات العهد المكي وعلى مشارف العهد المدني للدعوة الإسلامية، وتحديداً كانت قبيل الهجرة النبوية بنحو عام، وبذلك فقد كانت علاجاً مَسَحَ متاعب الماضي ووضع بذور النجاح للمستقبل.
إن رؤية طرف من آيات الله الكبرى في ملكوت السموات والأرض له أثره الحاسم في توهين كيد الكافرين وتصغير جموعهم ومعرفة عقباهم. وقد عرف محمد (صلى الله عليه وسلم) في هذه الرحلة أن رسالته ستنتشر في الأرض وتتوطن الأودية الخصبة في النيل والفرات وتنزع هذه البقاع من مجوسية الفرس وتثليث الروم، فكان الإسراء والمعراج فَتْحًا لأبواب السماء للترحيب بالرسول في هذه الرحلة القُدْسِيّة، وتكريمًا له، وبيانًا لعلوّ قَدْرِهِ ومنزلته في الأرض والسماء، وإمامته لجميع الأنبياء الذين التقاهم في رحاب المسجد الأقصى، إيذانًا بأنَّ نبوّته خاتمة لكل الرسالات، وأنَّ ميراث الرسل قد انتقل إليه وإلى أمّته: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة:143].
على أن من أهم ما أثمرته هذه الليلة المباركة تلك الهدية التي رجع بها النبي (صلى الله عليه وسلم)، ألا وهي الصلاة، غرة الطاعات، ورأس القربات، وعماد الدين، وعصام اليقين، وقد أراد الله تعالى أن تُفرض الصلاة مباشرة دون وساطة جبريل (عليه السلام) أو غيره لتكون الصلةَ الدائمة بين المسلم وبين ربه، وإعلانًا بعظيم منزلتها وعلو قدرها، وإلفاتًا لأنظار الناس بجلال حجقدرها وأن من أقامها فقد أقام الدين.
وفي فرض الصلاة في هذه الليلة دلالة على عظيم فضل الله تعالى على عباده، فقد انتهى الأمر بكونها خمسًا في العمل وخمسين في الثواب، فهل هناك فضل ويسر أعظم من ذلك!! بل إن هناك إشارة إلى ذلك في قول الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) في سورة الإسراء: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 78، 79]، وقال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17، 18].
ويعتبر فرض الصلاة بهيئاتها وأعدادها وأوقاتها اليوميَّة المعروفة على المسلمين في رحلة المعراج دليلاً على أن الصلاة صلة بين العبد وربه، وهي معراجه الذي يعرج عليه إلى الله بروحه، وأنها الوقت الذي يناجي العبد فيه ربه، فالصلاة إذن عماد الدين؛ من تركها وأهملها فكأنه هدم دينه وأضاعه.
فللصلاة منزلتها الكبيرة في الإسلام، ومما زادها أهمية وفضلا أنها فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، وفي هذا اعتناء بها، وزيادة في تشريفها، ومن ثم كانت آخر ما وصى به رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قبل موته، ففي الحديث عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ مِنْ آخِرِ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) حَتَّى جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُلَجْلِجُهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يُفْصِحُ بِهَا لِسَانُهُ. (رواه الإمام أحمد).
ولقد ربطت هذه المعجزة بين المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى في القدس، حيث كان ابتداؤها من المسجد الحرام بمكة المكرمة وانتهاؤها بالمسجد الأقصى من الأرض المباركة، وهذا مما يدل على قدسية هذين المسجدين وما يحيط بهما من أرض شهدت مبعث النبوات وكانت مهد الرسالات، ولهذا كان المسجد الأقصى القبلة الأولى التي لا تنسى للمسلمين، وكان المسجد الحرام القبلة الدائمة التي يتوجهون إليها كل يوم، ويحجون إليها كل عام.
وإذا كان المسجد الحرام هو أول بيت وُضِع للناس في الأرض؛ فإن المسجد الأقصى هو المسجد الثاني والقبلة الأولى. جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي ذَرٍّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الأَقْصَى) قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا قَالَ: (أَرْبَعُونَ سَنَةً) ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ)
وإذا كان المسلمون يتوجّهون في صلاتهم إلى الكعبة المشرّفة في اليوم خمس مرات لأداء الفريضة، فمن المهم أن يدرك هؤلاء المسلمون أن هذه الفريضة العظيمة التي هي عمود الدين قد فرضها الله تعالى من فوق سماء بيت المقدس التي هي بوّابة الأرض إلى السماء، وفي هذا ما يكفي لتذكير المسلمين بأهمية المسجد الأقصى ومكانته في عقيدة المسلمين، إذ إنه مَسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه إلى السماوات العلى، وكان القبلة الأولى التي صلى المسلمون إليها في الفترة المكية، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) عَنِ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: (لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ (صلى الله عليه وسلم) وَمَسْجِدِ الأَقْصَى) (متفق عليه)، وفي ذلك توجيه للمسلمين بأن يعرفوا منزلته، ويستشعروا مسئوليتهم نحوه، وهذا يقتضي وجوب المحافظة من قبل المسلمين على هذه المساجد ورعايتها.

اترك رد

آخر الأخبار