بقلم مصطفى سبتة
دارت الدنيا تحاكى الأرض يوما والرحا
وكل ما فى الكون حينها من ثباته قد صحا
يبعث البدر الآمال فى القلوب ويملأ
ثم أيقظت الجميع تزورهم شمس الضحا
والطيور هناك تشدو فى الآجام سعيدة
والربيع أزال حزنا بالرياض وقد محا
حين حلق طيفه يحيى السعادة فى الفؤاد
ويقصص النيل الرواية للخميل ويشرحا
صادحا صوت البلابل فى الفضا حيى النسيم
أتراه كان أرق من صوت البلابل صادحا
وإن أقمت على إمتداحك ياحبيب قصائد
فما عسانى لو فعلت أوفيك حقك مادحا
أيا سماء تزينت والنور ذاع بساحها
وإليها ألقى الشعر بدرا ورماها مازحا
والأرض حيا بساطها زرعا تجلى للعيون
يازرع منك الخير غصنا قد أتانا طارحا
أفنيت زهرة عمرى أبحث عن حبيب
مابين كونى فى المساء مسافرا أو مصبحا
حين إهتديت إليك يازهر الربيع
العذب أنت من المياه شتان تغدو مالحا
تأجج الشوق بليلى وأرضعتنى بدوره
ضياء ود وهوى والشوق يهتف صائحا
من جداولك تراه الآن يروى أرضه
وعن ذراعيه يشمر فى نشاط كادحا
قم وحيى ذاك فلاحا كفاحه آية
من يكون كمثل حاله فى الحياة مكافحا
وياربيع فكن له من الحياة مرافقا
أرسل نسيمك آية وأهمس لحاله ناصحا
والنيل يسرى فى رباه نور الحياة
والوجد فى مقل الورود وللمشاعر فاضحا
الخير عم الكون ليل للدجى ونهاره
إناء سعده يافرحتاه يفيض شهدا ناضحا
وفى صفاء والنقاء هذى القلوب هنيئة
وكل من حمل الخصام للتو أضحى مسامحا
السحر يأتى فى مواكب للربيع يزينها
عشقت صمتك والحديث اليوم أمس وبارحا
هاك صباح للآمال ترى النسيم جواره
وترى الآمال ترق لى ما كان طيفها جارحا
أزهار بستانى التى و بالعبير ستعبق
جلت غمام القلب وغدت سماؤها واضحا
ماقالوا فسد من الزمان تراه عاد
منه المنافع جمة وغدت حياتى صالحا
الخير فى تلك الربى شهد الزمان
كيف قالوا عنك يوما ياحبيبى طالحا
وياربيع فيك عشقت طرح النخيل
إثمار روضك والحقول ومن زهورك رائحا
فتابعوه فإنه للتو فاق وقد صحا
إلى ربه يبقى الفقير بوحدانيته مقرا
أسموه بعد الميلاد كاملا والحياة مسرحا
فيما بقى الكمال لله وحده ليس إلا
خالق الأكوان وإن أراد فكل شيئ محا
فى رحلة بلا حدود ألف حرفها رحالة
فى مساء الود وليل الدجى وإشراقة الضحى