إيمان العادلى
عندما تسمع أسم كاتب بحجم العقاد ربما أول ما سيتبادر إلي ذهنك كتاباته الجادة أو حتي ثقافته الاستثنائية دون إتمام تعليم رسمي وربما يخطر في بالك هيئته الجادة الصارمة بكوفيته الصوف والطاقية
لكن هناك شخصية العقاد العاشق الضعيف أمام الحب مثلنا جميعا والتي ظهرت بعفوية في حوار أجراه العقاد مع هند رسّتم ليتم نشره بمجلة آخر ساعه عام ١٩٦٣م حيث كان العقاد يريد حينها أن يُسند دور بطلة روايته سارة إليّ هند رستم
ولكن سارة ليست بطلة روايته فقط بل حبيبته التي لم يستطع نسيانها بسهوله أبدآ
وعندما ألتقي العقاد بهند رستم قال لها: عندما رأيتك لأول مرة في فيلم شفيقة القبطية شعرت أنك أقرب إنسانة إلى سارة.. ولذا أنا أرشحك لتمثيل هذا الدور إنك سارة نفسها بكل ما فيها من ذكاء الأنثى وطبيعة الأنثى ورغبتها في أن تستجيب والفارق الوحيد بينك وبين سارة هو أن الناحية العصبية عندك طاغية وهى على عكسك لدرجة أنك لو قفلت شفتيك بدون كلام لمدة خمس دقائق لارتعشنا على الفور
وهنا تساءلت هند: لكن من كلامى مع الأستاذ العقاد.. واضح إنه بيحب المرأة قوى!
• أومن بالحب والإرادة.. وأنا في الواقع ضعيف أمام العاطفة!
• إلي أي درجة؟
• إلى درجة أنى كنت لا أستطيع أن أنام أو أصحو إلا على صورتها التي علقتها أمام سريرى
وقام العقاد من مكانه وقادنا إلى مكان الصورة وهو يقول: وعندما أردت أن أنساها لجأت إلى الفن.. فأحضرت تورتة عليها صرصار والى جوارها كوب من العسل يتساقط فيه الذباب.. وضعت هذه اللوحة المنفرة بدلا من صورتها.. وها هي، وفى نفس المكان.. حتى تجعلنى أنفر من ذكراها! .
وأستغربت هند رستم من أغرب طريقة للنسيان
وقالت للعقاد: لكن إنت قلت الإرادة وبالطريقة دى إنت بتهرب من الحب!
قال لها
بعد أن عدنا إلى نفس المكان الذي بدأ فيه الحديث: أنا عايز الإرادة وإرادة واحدة للعاطفة ما تكفيش!
• يعنى الحب والعاطفة في رأيك أقوى من الإرادة؟
• شوفى أمام العواطف أنا ألجأ دائما لحاجتين: للفن وللعقيدة الدينية لإن الإرادة في مثل هذه المواقف لا تكفى!