العاصمة

حلقات حول شعراء الوطنية في مصر

0

 

 

( رفاعة رافع الطهطاوي)

 

كتب/عبدربه أحمد عوض سالم

مولده ونشأته

مصرى ولد بالصعيد نشأ نشأة عادية وتعلم بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم طلق العلوم الدينية التحق بالأزهر الشريف تفرد بالقرب علي نظرائه تسامت شخصيته إلي عليا المراتب لأنه كان يحمل بين جنبه نفسا عالية وروحا متوثبة وعظيمة ماضية وذكاءا حادا وشغفا بالعلم وإخلاصا للوطن وبنية تهيأت له أسباب الجد والنبوغ فاستوفى علوم الأزهر في ذلك العصر ثم اصطحب البعثة العلمية الأولى من بعثات محمد علي والتحلق بمعاهد العلم في باريس واستروح نسيم الثقافة الأوروبية فزادت معارفه واتسعت مداركه ونفذت بصيرته لكنه احتفظ بشخصيته واستمسك بدينه وقوميته فأخذ من المدنية الغربية أحسنها ورجع إلى وطنه كامل الثقافة مهذب الفؤاد ماضي العزيمة صحيح العقيدة سليم الوجدان واعتزم خدمة مصر عن طريق العلم والتعليم فبر بوعده ووفي بعهده واطلع بالنهضة العلمية تأليف وترجمة وتربية فملأ البلاد بمؤلفاته ومعرباته وتخرج علي يديه جيل من خيرة علماء مصر وحمل مصباح العلم والعرفان يضيء به أرجاء البلاد وينير به البشائر والأذهان فظل يحمله نيفا وأربعين سنه وانتهت إليه الزعامة العلمية والأدبية في عهد محمد علي إنه رفاعه رافع الطهطاوي ولد في طهطا بمديرية جرجا 1801ودخل الأزهر صار من العلماء تولي عدة مناصب في التعليم وأنشأ مدرسة الألسن 1836 أدركته الوفاه 1873 جادت قريحته وهو في باريس بقصيدة عبر فيها عن الحنين إلي الوطن وأهله

ناح الحمام علي غصون البان

فأباح شيمة مغرم ولهان

ثم انتقل ذكر مصر وأهلها

هذا لعمري إن فيها سادة

قد زينوا بالحسن والإحسان

يا أيها الخافي عليك فخارها

فإليك إن الشاهد الحسنان

ولئن حلفت بأن مصر لجنة

وقطوفها للفائزين دوان

والنيل كوثرها الشهي شرابه

البر كل البر في إيماني

وقال

يا صاح حب الأوطان من شعب الإيمان

في أفخر الأديان. آية كل مؤمن

ومصر أبهى مولد وأزهي. محمد

ومربع ومعهد. للروح أو للبدن

أبناؤها رجال. لم بينهم محال

وجودهم صنديد. وقلبه حديد

وخصمه طريد. بل مدرج في كفن

وتتجلى روحه الوطنية المتطلعة إلى الحرية في تعريبه نشيد الحرية المارسلييز فإن النفس لا تميل إلا إلى ما هو محبب إليها وهذا النشيد قد استثمار ولا شك إعجاب رفاعه حتى مالت نفسه إلى تعريبه إظهار ما احتواه من العواطف الوطنية الفدائية في حلة عربية قشيبة

وتلمس عظمة الجندى المصرى فى خطابه لهم

يا أيها الجنود. والقادة الأسود

إن أمكم حسود. يعود هانى المدمع

فكم لكم حروب. ينصركم تؤوب

لم تتمكن خطوبه. ولا اقتحام معمع

وكم تعدى من طغى على حماكم يصرع

ولعلك تلحظ نقل شعره من الجمود والركود في مرحلته الانتقالية إلى الشعر الحديث الذى حمل لواءها البارودى وإسماعيل صبرى وشوفي وحافظ

لذا نحن لا نغفل أنه كان في فترة الركود الأدبي واضمحلالها فله على نهضة الشعر الحديث والأدب دور كبير

مع خالص تحياتي وتقديري لكل شعراء الوطنية في مصر وإلى حلقة أخرى مع شاعر آخر الأديب والمفكر المصري

 

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار