العاصمة

حكمة خير الأنام في العمل في شهر شعبان

0

كتب اسلام محمد
الحكمة من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشهر شعبان وكثرة العبادة والتقرب لله تعالى وحده

ليلفت النبي صلى الله عليه وسلم أنظار المسلمين إلى العناية بهذا الشهر الكريم والتقرب الى الله تعالى بالطاعات ومزيد من القربات ليكونوا على صلة دائمة بخالقهم عز وجل

فالنبيَّ – صلى الله عليه وسلم – عندما أجابَ أسامة عن سؤاله بقوله: ((ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل الناسُ عنْه

بيْنَ رَجَب ورمضانَ، وهو شَهْرٌ تُرْفَعُ فيه الأعْمال إلى رَبِّ العالمين، فأحِبّ أنْ يُرْفَعَ عملي وأنا صائِمٌ)).


كأنَّه أرادَ أن يقولَ لكلِّ مسلمٍ: يا مسلم، لا ينبغي لك أن تغفُلَ عن الله حينَ يغفُل الناسُ، بل لا بُدَّ أن

تكونَ مُتيقظًا لربِّك – سبحانه وتعالى – غيْر غافلٍ، فأنت المقبلُ حالَ فِرارِ الناس، وأنت المتصدِّقُ حال

بُخْلِهم وحِرْصهم، وأنت القائمُ حالَ نومِهم، وأنت الذاكرُ لله حالَ بُعْدِهم وغَفْلَتِهم، وأنت المحافظُ على

صلاتك حالَ إضاعتهم لها. وقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم

وفي طاعتهم لله تعالى وعبادة وحدة في شهر شعبان فلقد كانوا يستحبون إحياءَ ما بيْن العِشَاءَين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة يغفُل الناسُ عن طاعة الله.
وقدْ كانوا يهتمون بهذا الشهر اهتمامًا خاصًّا؛ لِمَا عرفوا من نفَحَاته وكَرَاماته، فكانوا ينكبُّون على

كتاب الله يتلونه ويتدارسونه، ويتصدقون من أموالهم، ويتسابقون إلى الخيْرات، وكأنهم يُهيِّئون قلوبَهم

لاستقبال نفحات رمضان الكُبرى، حتى إذا دخلَ عليهم رمضان دَخَلَ عليهم وقلوبُهم عامرةٌ بالإيمان وألسنتُهم

رطبةٌ بذِكْر الله، وجوارحُهم عفيفةٌ عن الحرام طاهرةٌ نقيَّةٌ فيشعرون بلذَّة القيام وحلاوة الصيام،

ولا يَملُّون من الأعمال الصالحة؛ لأنَّ قلوبَهم خالطتها بشاشةُ الإيمان وتغلغَل نورُ اليقين في أرواحِهم.


بل كانوا يقولون: شهرُ رجب هو شهرُ الزرع، وشهرُ شعبان هو شهرُ سَقْي الزرع، وشهرُ رمضان هو

شهْرُ حَصادِ الزرع، بل شبَّهوا شهرَ رجب بالريح، وشهرَ شعبان بالغيم، وشهْرَ رمضان بالمطَرِ، ومَن

لم يَزْرعْ ويَغْرِسْ في رجب، ولم يَسْقِ في شعبان، فكيف يريد أن يحْصدَ في رمضان؟!


وتجدر الإشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم كذلك من ضمن حكمة بشهر شعبان فقال


(وهو شَهْرٌ تُرْفَعُ فيه الأعْمال إلى رَبِّ العالمين، فأحِبّ أنْ يُرْفَعَ عملي وأنا صائِمٌ) ولعل الحكمة

من رفع الأعمال في هذا الشهر خاصة
ان شعبان نهاية العام التشريعي من كل عام إذ أن بدء نزل القرآن الكريم كان في شهر رمضان

وبه كان التكليف وباياته شرعت الأحكام وعن طريقه عرف الحلال والحرام وبذلك يكون قد بداء قلم

التسجيل في رمضان وينتهي العام التشريعي في شعبان ومن ثم ترفع الأعمال إلى الله تعالى

فالسعيد من يرفع عمله وهو على طاعة وعبادة وعمل صالح لله رب العالمين


وها قد مَضَى رجب، فماذا أنت فاعل في شعبان إنْ كنتَ تريدُ رمضان؟ هذا حالُ نبيِّك وحالُ

سَلَف الأُمَّة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعُك من هذه الأعمال والدرجات

اترك رد

آخر الأخبار