حكمة الله فى عقوبةالجلد إيمان العادلى
من الآيات التي تستحق الوقوف أمامها طويلاً وتدبرها جيداً ذلك المشهد الذي صوره لنا القرآن من مشاهد
يوم القيامة عندما يُعرض أولئك المشككون بكلام الله على النار لتشهد عليهم جلودهم بما كانوا يفترون
على الله كذباً في الدنيا يقول تعالى: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا
جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْوَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا
قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 19-21].
وأيضآ هذه الأية التى هى محور مقالنا
﴿الزّانِيَةُ وَالزّاني فَاجلِدوا كُلَّ واحِدٍ مِنهُما مِائَةَ جَلدَةٍ وَلا تَأخُذكُم بِهِما رَأفَةٌ في دينِ اللَّهِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللَّهِ
وَاليَومِ الآخِرِ وَليَشهَد عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ﴾ [النور: ٢]
نلاحظ المفهوم العقابي المحدد بالعذاب للمرتكب لهذا العمل الفاضح فى العلن (الزاني والزانية هم أناس
قرروا عن وعي وادراك ممارسة الفاحشة فى العلن وامام الناس بدون اَي أعتبار لأي احد) وهذا العمل
حدد له الله نوع خاص من العذاب الذي تشهده الناس (نفس نوع العمل بما أنه فاضح امام الناس فالعذاب
فاضح وأمام الناس) ولاحظوا أنه من الممكن أن يكون زوج وزوجته من قاما بهذا العمل الفاضح وليسوا
متزوجين أيضآ ووجوب أثبات أنه كان فى العلن بحيث يحضر هذا الفعل على الأقل أربعة
المهم هنا عند تعذيبهم عدم هتك الجلد والتمسك بالعذاب المؤثر ألماً فى شبكة الأعصاب الحسية فى
الجلد بجلدها عدد مائة جلدة بادوات لا تتسبب فى تقطيع الجلد او خروج الدم والا أصبح مخالف لكلام الرحمن
ماهو الرابط بين الجَلدَّ وجِلْدٌ الانسان؟
لسنوات عديدة حاول العلماء كشف أسرار الذاكرة وتوجهوا إلى أعماق الخلية بهدف الكشف عن أماكن تخزين الذكريات والمعلومات لدى الإنسان إنهم يعلمون أن هنالك ذاكرة وراثية يتم تخزينها في شريط المعلومات الوراثي المسمى DNA فماذا كانت نتائج آخر الأبحاث العلمية حول الذاكرة؟ وبخاصة أن العلماء بدأوا بالفعل يتحدثون عن ذاكرة للقلب وذاكرة للخلايا وذاكرة للجلد وغير ذلك من أنواع الذاكرة إن هذه الاكتشافات فسرت كثيرآ من أيات الجلد كعقوبة للزنا وقذف المحصنات بالباطل لأن خلايا الجلد مثلاً تتذكر ما مر بها من آلام سابقة مثل أولئك الذين تم بتر إحدى أيديهم فهم يتألمون وكأن يدهم لا زالت موجودة ولذلك فإن خلايا الدماغ لا تزال تخزن ذكريات الألم وتتذكر هذه الآلام وتعمل على تحفيزها بأستمرار ولذلك فإن الألم الذى يسببه الجلد للزانى والزانية سيستمر فى ذاكرة الجلد ليرسل أشاراته للمخ أنه يتذكر الألم وبالتالى يمنعه عن ممارسة الزنا مرة أخرى
﴿وَالَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ ثُمَّ لَم يَأتوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ فَاجلِدوهُم ثَمانينَ جَلدَةً وَلا تَقبَلوا لَهُم شَهادَةً أَبَدًا وَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ﴾ [النور: ٤]
وهاهنا نجد نفس النوعية من العذاب الذي يسبب الألام بدون خروج الدم من الجسد ولا يشترط علانية العذاب
﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِنا سَوفَ نُصليهِم نارًا كُلَّما نَضِجَت جُلودُهُم بَدَّلناهُم جُلودًا غَيرَها لِيَذوقُوا العَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزيزًا حَكيمًا﴾ [النساء: ٥٦]
النضوج يحدث حتى فى جلود الفواكه فتصبح جاهزة للاكل دون تهتك هذه الطبقة الحافظة لمحتوى الفاكهة. وهذا يعني بالضرورة موت شبكات الأعصاب الناقلة للألم والإحساس به فيتم تجديد الجلد بجديد لان الهدف هنا من العذاب الاحساس بالألم
إن العلماء يؤكدون وجود صوت لخلايا الجلد تنطق به ولكننا لا نفقه ما تقوله وهذا الاكتشاف حديث لم يكن لأحد علم به زمن نزول القرآن ولكن القرآن أخبرنا بأن كل شيء ينطق ويسبح الله وً أن لكل شيء في الكون تردده الصوتي الخاص به ويسمى الرنين الطبيعي
أتمنى ان أكون وفقت فى نقل صورة جديدة تحمل دقة فى المعنى وشعرنا بقوة الرحمن وحزمه فى ردعنا عن أرتكاب المعاصى وأدركنا رحمته أيضا فالعذاب معد أصلآ للردع وعدم تخطي حدود الله وأهم معاني العذاب هي التأثير النفسي بالأساس.