حكاية عم عتمان مع الفانوس أبو شمعه
كتب / عبد السلام السايس _ علاء ابو غانم
نحن الأن موجودون فى اقدم الاماكن الاثريه بالمحله الكبرى
فى سوق الليمون أمام مسجد الأمير عاصم
حيث يوجد محل عم عتمان الذى أمضى عمره فى هذه المهنه حيث صناعة فوانيس رمضان هذه الصناعة الحرفية التى اشتهرت فى مصر منذ مئات السنين، ولها حرفيين متخصصين يشكلون الصاج ليصنعون اجمل الفوانيس بأحجام وبأشكال مختلفة، وألوان زهية تخطف الأنظار وتضيف البهحه ، ويأتيها زبائنها لشرائها وتعليقها فى الشوارع وبالمنازل، احتفالا بشهر رمضان المبارك.
واليوم قد التقى محررى بوابة العاصمه بأقدم صانع للفوانيس بمدينة المحلة الكبرى ، وهو “عتمان محمود السيد” مواليد مدينة المحلة عام 1943 ، وداخل محل صغير فى شارع جانبي متفرع من سوق الليمون، يجلس “عم عتمان” بشعره الأبيض الذى غطى رأسه، على كرسي صغير منحنيا على ترابيزة، ممسكا بأدوات بسيطة وقطعة من الصفيح، يصنع منها فانوس صغير ليضمه إلى أساطيل الفوانيس التى صنعها بيده بفن وحرفه لامثيل لهم
يقول عم “عتمان”، أنه بدأ فى صناعة الفوانيس منذ أن كان فى سن السابعة من عمره، وبدأ بصناعة الفانوس الريفى، والذى كان يستخدم قديما فى إضاءة المنازل لعدم وجود مصابيح كهربية، ثم صناعة الفانوس الصغير، وتطورت الصناعة بأشكالها الجميلة، وأسمائها المختلفة.
وأضاف، أن الفانوس الصيني والخشبي لا تعتبر فوانيس ولكنه مجرد لعبه لاتحمل روح رمضان ولاتعبر عنه اما الفانوس الصاج هو فانوس رمضان، وهناك أصناف مختلفة للفوانيس، مشيرا أنه يعملون طول العام فى صناعة الفوانيس، ويبدأ العمل بعد إجازة عيد الأضحى.
وقد أطلق عددا من الأسماء على الفوانيس منها فانوس “بولات” ، فانوس “بلمان” ، فانوس “برج” ، فانوس “محجب” ، فانوس “مصحف” ، فانوس “اللوتس” ، ولكل فانوس ذكرى جميله بداخله
وأوضح أنه يستخدم الصفيح والزجاج والقصدير فى الصناعة، ويدخل فى عدة مراحل منها التقطيع والحفر والطباعة واللحام، وصولا لشكله النهائى، مؤكدا أنها صناعة فنية شاقة لايتقنها الامن يهواها حقا، وأن الفانوس يستخرج منه يومان فى صناعته.
وأعرب عم عتمان” عن استيائه من الفوانيس الصيني والخشب، التى أغرقت الأسواق والمحلات ، والتى لا قيمة فنية لها، مضيفا، أن سعر الفانوس يبدأ من 20جنيه وحتى 400 جنيه، بأشكال وأحجام مختلفة، .
وأضاف عم “عتمان” أن الصناعة دائمة ولكن “الصنايعية” انقرضوا مع مرور الوقت، بعد غزو الفانوس الصيني للسوق ولكنه متأملا بان يعود الفانوس الصاج لمكانته
وأشار، أن له زبائن من محافظات الدقهلية وكفر الشيخ، ومن قرى مركز المحلة، وقال “بحمد ربنا على الصحة وأشعر بالسعادة كل موسم” وأنا ببيع انتاجى من الفوانيس وبحس بالنعمه والموهبه الكبيره اللى ربنا أنعم عليا بيها .
ولكنه عبر عن قلقه الشديد تجاه مستقبل هذه المهنه لأن ابنه لن يكمل مسيرته فهو كما قال لم يتورث ابنه منه هذا الفن وهذه الموهبه المهدده بالانقراض
كما عبر عن استيائه من الوضع الحالى والأحداث الراهنه وماصاحبها من حظر تجوال وغلق المحل دون الساعه5عصرا
مخالفا لما كان معتادة عليه حيث كان بمجرد حلول شهرشعبان
كان المحل لايغلق ليل نهار
واختتم حديثه داعيا الله أن يزيح هذه الغمه عن مصرنا الحبيبة
وأمتنا العربيه والعالم أجمع .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.