وليلى” أو قصة “روميو وجولييت” بل هي أقرب إلى حكاية
“علي وإنجي” في فيلم “رد قلبي” فبطل حكايتنا “جودة” نشأ
طفلا يعيش في قرية ميت العز التابعة لمركز ميت غمر بالدقهلية
كأحد أفراد أسرته الفقيرة رقيقة الحال وكان بطلنا يعمل بالزراعة
إحيانا ويرعى الماشية والغنم أحيانا وكان يسير في طرقات
قريته حافيا كعادته لأنه لم يكن يجد ثمن حذاء يرتديه في قدميه
كما أنه كان يستحم في ترعة قريته كسائر أطفال القرية وأصيب بالبلهارسيا مثل الكثيرين منهم وزاد عليهم إصابته
بفيروس سي والقراع أيضا لكن الله من عليه بالشفاء
وحكاية “جودة وكريمة” تكاد تتطابق مع حكاية “علي وإنجي” بالفعل فبطلتنا “كريمة” سليلة إحدى الأسر العريقة
في مصر ووالدها كان محاميا شهيرآ يشار له بالبنان ومن أقطاب حزب الوفد في العصر الملكي وتم أنتخابه عضوآ
بمحلس النواب وعضوا بمجلس الشيوخ قبل ثورة يوليو 1952م ونشأت كريمة في طفولتها نشأة مرفهة وعاشت في طفولتها عيشة منعمة وكأنها أميرة ما عليها إلا أن تشير فيبادر الجميع ملبين لتنفيذ ما تحلم به على الفور
بطلنا “جودة” ظل يعمل ويدرس ويذاكر ويكافح حتى قهر المرض والفقر وحصل على الثانوية العامة بل وحصل على المركز الثاني على القطر المصري كله وتم دعوته لحضور حفل التكريم في عيد العلم ومقابلة الرئيس المصري جمال عبد الناصر ويوم الحفل لم يجد بطلنا “جودة” ملابس تليق بمقابلة مثل هذه فأستعار من أحد معارفه ملابس ليحضر بها الحفل،0 وبالفعل حضر الحفل وصافح رئيس الجمهورية وبعد الثانوية التحق بطلنا بأول دفعة التحقت بكلية “الاقتصاد والعلوم السياسية” وهناك التقى بطلته وبطلة حكايتنا “كريمة” فتقول بطلة حكايتنا “كريمة”: “كان يسبقني بعام لقد ملت إليه بشدة ملت إليه بعقلي هو أحبها وانجذب إليها أما هي فكانت صادقة معه ومع نفسها فبطلنا لم يكن مثل جانات السينما بل كان يوجد بين زملائه من هو أوسم منه لكن بطلتنا مالت إليه لتفوقه فقد كان الأول على الدفعة دائما
وأتفق بطلانا على الزواج ورغم معارضة أهلها إلا أنها أصرت على الزواج منه والسفر معه خارج مصر لأستكمال دراستهما معا وأشترط والدها أن يحضر العريس خاتما من الألماس لعروسه لكن كيف وهو فقير ربما يكون ما تنفقه بطلتنا على الشيكولاتة أكبر من راتبه واقترحت بطلتنا ووالدتها أن يحضر بطلنا خاتما “فالصو” فالأب لن يعرف لكن بطلنا رفض وكحل وسط أحضر خاتما مستعمل كحل لهذه المشكلة وسافرا إلى كندا لأستكمال دراستهما العليا ولم تطلب أو تقبل مساعدة من أسرتها الثرية بل أعتمد كلاهما على نفسه فقط وهناك في الغربة ولحرصهما على تكملة دراستهما فقد عملا بجانب الدراسة وبطلنا معتاد على العمل فعمل كبستاني وكبائع متجول أما بطلتنا بنت الحسب والنسب التي لم تكن تعمل لنفسها كوبا من الشاي وكان يحيط بها الخدم والحشم داخل منزل أبيها ماذا تعمل؟! لقد عملت ويا للعجب كمساعدة طباخ في أحد المستشفيات وعملت كبائعة متجولة مرة تبيع المقشات ومرة تبيع الكتب
ورغم الأيام القاسية التي عاشاها معا إلا أنهما صبرا وتحملا معا في سبيل تحقيق هدفهما معا ورغم تربص أحد أساتذتهما ذوي الميول الصهيونية بهما وكراهيته لهما لأنهما مصريين إلا أنهما نجحا وتفوقا وحصلا على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة “مكماستر” الكندية بتقدير أمتياز مع مرتبة الشرف الأولى وهكذا كللت رحلة كفاح الشاب الإشتراكي والفتاة ربيبة الأسرة الليبرالية بالنجاح الباهر وعرض عليهما العمل في جامعات أمريكية وأوروبية بآلاف الدولارات لكنها رفضا وعادا إلى مصر للعمل بها براتب لا يبلغ في مجمله 100 دولار
فقد عادت “د. كريمة كريم” لتصبح أستاذا للاقتصاد بجامعة الأزهر أما “د. جودة عبد الخالق” فقد أصبح أستاذا للاقتصاد بجامعة القاهرة وخبيرآ اقتصاديا يشار له بالبنان ثم أصبح وزيرا للتضامن والعدالة الإجتماعية وللتموين بعد يناير 2011م وقد سجل كل منهما حكاية زواجهما ورحلة كفاحهما المشترك في كتاب سيرتهما الذاتية الذي اشتركا معا في كتابته وأسمياه حكاية مصرية بين تحدي الوجود وإرادة الصمود