حكايات عن المقاهى إيمان العادلى
إيمان العادلى
يحكي أن الحديث عن قهاوي حي الأزهر والحسين لم ينتهي بعد فقد كانت
هذه القهاوي ومازالت تتخذ شكلا خاصا في
شهر رمضان فيزداد عدد روادها وتزيد مظاهر البهجة والسرور
كان هذا الحي القديم وقبل أختراع الطباعة هو حي الكتب والمكتبات كان
الخطاطون والنساخون يتخذون من المقاهي
مكانا مفضلا لهم كانت حرفة نسخ الكتب الأدبية والدينية من الحرف الرائجة كما كانت حرفة كتابة المصاحف أكثر رواجا
في شهر رمضان
وذكر علماء الفنون الإسلامية أن القاهرة كانت مركزا هاما من مراكز كتابة المصاحف بأيدي مشاهير الخطاطين الذين أجتمعوا
في حي الحسين ثم أشتركت معها
أسطنبول في هذه المهنة الرفيعة وقبل الفتح العثماني لمصر على يد السلطان سليم بعد هزيمة السلطان الغوري في واقعة مرج دابق كانت القاهرة تنفرد بكتابة
المصاحف الفاخرة
وفن المصاحف لا يرتبط فقط بالخطاطين الذين يكتبونها بل هناك صناع آخرون منهم الرسامون والمذهبون الذين يشاركون الخطاط في تزين المصاحف وزخرفتها بعد
كتابتها ومنهم صناع صناديق المصاحف وكراسي المصاحف وهي صناعات فنية دقيقة ولا ننسى المجلدين الذين يصنعون جلد المصاحف ويذهبونها أيضا في براعه فنية
فائقة
كانت القهاوي هي مراكز اللقاء بين هؤلاء الفنانين حيث لم تكن لمعظهم دكاكين أو ورش بل كانوا يقومون بأعمالهم في بيوتهم وخاصة النساخين والرسامين والمذهبين
وأشار كثير من المستشرقين ومنهم إدوارد وليم لين إلى أنهم كانوا يلتقون من الكتيبة في قهاوي حي الحسين ويطلبون منهم بعض الكتب التي كانت مخطوطة قبل أن
ينشئ محمد علي مطبعة بولاق ويطبع فيها أمهات الكتب العربية
ويبدو أن قهاوي حي الحسين كانت مختصة بالكتب والمصحف وكان يجلس فيها العلماء والكتيبة والخطاطون وغيرهم ممن لهم صله بطباعة الكتب وفي هذا الجو تتردد
المناقشات الأدبية
وفي الجيل الماضي كانت القهاوي في القاهرة لها أختصاصات وقد شاهدت في حي باب اللوق قهوة للمنجدين كانوا يجلسون إليها ومعهم أدوات التجنيد وكان في حي
القلعة قهوة خاصة لكل طائفة من طوائف عمال المعمار مثل البنايين والمبلطين والمبيضين وغيرهم
وكانت قهاوي حي الحسين والأزهر مخصصة لأهل العلم والأدب والفن وقد عرفت منها قهوة الفيشاوي و قهوة شعبان كان بهم روادهما في الصيف والشتاء وفي رمضان
وغيره من شهور العام
ومن نجوم قهوة الفيشاوي الشاعر البائس عبد الحميد الديب والشاعر الظريف كامل الشناوي
المصدر
قهاوي الأدب والفن في القاهرة / عبد المنعم شميس