#حكايات_جدتى #الحلقة_الثانية
بقلم سهير عسكر
مضت أيام قليلة والجدة آمنه تمكث عند إبنها محمد تأكل وتشرب وتنام فى ركن منزوى من أركان منزله بعد أن رفضت النوم على المرتبة الوثيرة والمفرش الحرير وإكتفت بسجادة بسيطة على اﻷرض تجلس وتنام عليها
وفى الصباح الباكر وقبل شروق الشمس مر محمد على أمه سمعها تقول فى خشوع بعد إنتهاءها من صلاة الفجر
سبحان من صبح اﻷصباح سبحان من خلق اﻷرواح سبحان من رفع السما بلا عمدان استغفرك وأتوب إليك يارب
فدخل إليها محمد وقال مبتهجا:
-اللهم تقبل يا حاجة
-منا ومنك يا ولدى
وجلس بجوارها على اﻷرض ثم استطرد:
-ايه رأيك يا حاجة نروحوا للدكتور النهارده
-ليه انت صدقت كلام أخوك وفاكرنى خرفت
-معاذ الله.أنا عاوز أطمن عليكى
سكتت برهه ثم قالت بصوت متهدج يشوبه الضعف:
-فاكر الحمزاوى بيه؟
محمد: يوووة .الدكتور حمزاوى الله يرحمه دا مات من سنين أنا فاكرة كويس
الجده: دا أول دكتور فتح عيادة فى بلدنا مكنش بيروحله غير وﻻد اﻷكابر كان حدانا المرض عيبه .العيان يدسوه ويخافوا ﻻ الناس يعرفوا
محمد: أيوه أيوه وفاكر كمان لما أختى صفيه تعبت وغلب فى علاجها المزين
الجده: المزين يروح وياجى ويعمل اللبخة ويوصف الدوا لحد العيان مايطيب أو يموت
محمد: وكان العيان يدعكوه ببصل أوبخل أو بلمون أو يعمله المزين لبخة بدقيق قيضى وأقصاها حد يجيبوله قزازة كاكوﻻ يحطها جاره ويشرب منها لحد ما يخف.اشتريت واحدة ل صفية اختى والعزبه كلاتها تجرى ورايا وبيسألونى خبر ايه كفا الله الشر مين عيان حداكوا؟ وأبويا يوميتها زار الحاجة زنوبه مرت أبويا براهيم ودريت ب صفية وقالتله ﻻزمن يشوفها الدكتور حمزاوى ولد أخويا دا شاطر قوى لسه متخرج جديد
الجده: جابوا الطبيب ليا جابولى الدوا قلت أنا ميه
جاني طبيبي وطل فيا وقالي تموتى وﻻ خسارة
وﻻ جروحك قويه وماﻻقى فيها بصارة
يومها أبوك رجع البيت وراسه وألف سيف ﻻ البت تروح تكشف وعطانى اليوميه بتاعته كلاتها.كنا غلابه ياولدى بس عندنا قلب .الناس عابت علينا قالوا دى بت ماتسيبوها تموت
وغنت الجده بصوت حزين
جابولى الطبيب يداوينى قلت جرحى بين ضلوعى
والنوم مجافينى زاد وجعى قلت ربي يعافينى
واستطرد محمد: يوميتها كشفنا ب ميه فضه وعطيتينى يا أمايا الفلوس كلها ركبت القطر وجبت العلاج من صيدلية المركز وبالباقى حلاوة حمرا وأرواح ﻻخواتى حبيت أفرحهم قومتى عطيتينى قتله مليحه بمحساس الفرن عشان كنا هنتعشى بالباقى ويوميتها اتعشينا بتاو وجبنه قديمه ،ووصل أخويا رابح من السفر وجايبلنا معاه سندوتشات فول وطعميه اشتراها فى القطر وهو نازل اجازة من الديش.الله يرحمه
وعادت الجده لغنائها الحزين وكأنه ذكرها بشئ غالى وأنين الوجع فى صوتها:
-قسموا النوايب كنت أنا غايب اللى حضر خد نايبه زايد
قسموا النوايب كنت انا فى الغيط اللى حضر خد نايبه وياريت
فات الضفيرة والزعف مبلول كان الجدع شملول
فات الضفيرة والزعف عالى كان الجدع غالى وآآآه عليك يا ولدى
فقاطعها محمد: ماتوحدى الله يا أماى
***يتبع***
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.