العاصمة

حكاوى الأمهات في صباح يوم المدرسة

0
طارق سالم
دائما ما تتحمل الأم النصيب الأكبر بالبيت من التعب في بداية العام الدراسي
فتكون على موعد مع إنكار الذات وتحرص على تنفيذ كل طلبات الأولاد كل فيما يخصه وتؤثر راحتهم على راحتها .
هكذا هو حال الأمهات مع أول الدراسة فلا مجال للنوم لوقت متأخر فبعد اذان الفجر وفى الساعات
الأولى من بداية كل يوم تتحول البيوت المصرية لخلية نحل تبدأ بمغامرة ومعاناة كل أم فى
ايقاظ اطفالها مبكرا ثم تذهب تحضر الفطار والسندوتشات وربما تعود لتجدهم فى السرير
مجددا وتعيد الكره وتتمم على كتب هذا وتصفف شعر ذاك وهكذا تدور الدائرة كل يوم على مدار العام الدراسة..
هذا المجهود يختلف من أم لأخرى حسب طبيعة استجابة اطفالها وعددهم وعمرهم وايضا
إن كانت تذهب بهم للمدرسة أم يأتى الباص أو انهم يذهبوا بمفردهم وعليه تباينت “حكاوى” الأمهات .
• بالنسبة للأم المدرسة : بداية رحلة عناء حيث أنها تضطر للاستيقاظ مبكرا قبل أفراد منزلها جميعا
لتطهو طعام الغداء وتحضر الساندوتشات والفطار وتوقظ الصغار..
وبعد الانتهاء من هذه المهمة ترتدى ملابسها سريعا وتصطحبهم فى رحلة كل صباح
إلى المدرسة ثم تتجه للحضانة لارسال صغيرها البالغ من العمر عامين.
بعدها تهرول مسرعة وتضع نفسها فى اى وسيلة مواصلات والتى دائما ما تكون
مكدسة بالركاب بسبب الدراسة ولكى تلحق بطابور الصباح وبداية اليوم الدراسي
وأن اليوم لا ينتهى عند هذا الحد بل يبدأ حيث تمر على السوق والسوبر ماركت
لاحضار الخضروات وتصطحب طفلها من الحضانة وحينما تصل للمنزل تضع
الطعام وتبدأ حفلة الواجب والمذاكرة وبكاء الصغير بين الحين والآخر.
• ورواية لأم أخرى تقول : انا باستنى المدراس بفارغ الصبر مجرد ما
بينزلوا باخد نفسى واكمل نوم واصحى ارتب بيتى واكمل الاكل وممكن
اريح تانى يعنى تقدر تقول باخد هدنة حتى لو كانت كم ساعة فى اليوم”.
• وأم أخرى تحكى : أنا أم لطفلين أحدهما فى المرحلة الاعدادية والأخر فى الثانوى المعاناة دلوقت مش زى زمان دلوقت هم كبروا ووفروا عليه مشوار توصيلهم للمدرسة رايح جاى بس قلقى عليهم كل ما يكبروا بيزيد”.
اصحى يا واد اصحى يا بت هكذا استهلت حديثها لنا لافتة إلى أن هذا أكثر شئ يؤرقها كل صباح وأشارت أن تلك المهمة تستغرق منها يوميا ما يقرب من الساعة.
ولكنها أكدت أن المعاناة بدأت مبكرا مع شراء ملابس المدرسة التى استهلكت ميزانية كبيرة من البيت لافتة إلى أن أقل طقم فى السوق كلفها 200 جنيه بخلاف الاحذية.
وتابعت: فضلًا عن رحلة جلب الأقلام والكشاكيل والجلاد وحفلة تجليد الكتب وغيرها كل عام فضلًا عن الذهاب لمكتب البريد لدفع المصروفات ثم العودة للمدرسة لاستلام الكتب.
• وهذه حكاية بنت أصبحت اليوم أما ل3 أطفال تروى وتقول :
أنا الآن أم لـ 3 أطفال، لم اشعر بكم المعاناة والقلق وغيرها من المشاعر والاجهاد الذى كانت تتكبده امى طيلة سنوات تعليمنا فى المدرسة والجامعة إلا بعد أن تزوجت وأصبحت أما ومررت بالتجربة.
“دائما كنت اراها تبتسم وهى تحضر السندوتشات لنا هكذا استكملت سمر حديثها عن والدتها وتابعت قائلة كنا متعبين فى صحاينا كل يوم الصبح بس عمرها ما حسستنى انها زهقت مننا واختتمت:
“ماما كانت دايما بتقوم بدورها على أكمل وجه يا رب أكون زيها
هناك 22 مليون طالب يتوجهون للمدراس يوميا على مستوى الجمهورية يمر معظمهم مع ذويهم بهذه التجارب وكل منهم له ذكرياته معها ولأمهاتهن ايضا ذكريات تخرج منها مع كل موسم دراسى .
وهكذا يكون دور الأم على مدار العام كل يوم دون كلل أو ملل أو شكوى حتى توفر لأولادها راحة تلقى العلم والعلم فقط . وهنا لابد أن يعلم الأولاد قيمة هذا الدور بما فيه من تعب ويحرصوا على العلم وتحصيله بكل جدية وتفوق في كل المراحل حتى تجنى هذه الأم ثمرة تعبها وجهدها طوال العام وهى فرحة مسرورة وعندها تنسى كل التعب والأرق عند نجاح أولادها بنهاية العام .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading