العاصمة

حقيقة

0

كتبت /ناهد عثمان

هناك كذبة كبيرة نعيشها جميعُاً على حدٍ سواء ، نعيشها بشكلٍ مؤرق ، ونؤمن بهما كما لو أنها عقيدة!

وهي جملة ” مافي وقت ” أو دعنـي أشرح لك قليلاً ليس لدي أي وقت لأضافة إي فضيلة إلي ،
لا وقت لدي لأُراجع حزبي ؟ لا وقت لدي لقراءة وردي لا وقت لدي لتدبر سورة ، لا وقت لدي لحضور دورة وأنا متكئه على سريري ، لا وقت لدي لمشاهدةِ برنامج هادف ، لا وقت لدي لتأسيس قناعة في داخلي !

لكن لدي وقت لتفسح ، للخروج ، للتنزه لهدر الوقت جملةً وتفصـيلا في القيل والقال وكثرة السؤال ، في مشـاهدة مسلسل لا تقل مدة مشـاهدته عن ساعتان ، لديك الإستعداد التام للبحث عن مادة مرئية من بين ألف موقع لتظفر بما يليق بذائقتك لكن ليس لديك أي إستعداد لتبحث عن كلمة ” غاسقٍ إذا وقب ” ما معنى هذه الأية ؟

أندهشت أليس كذلك؟ ماذا عنك وأنت تقرأها في صبح يومك وعشيته لتظفر بالحصن الإلهي وأنت تهذي بحديث لا تعلمه ! كيف يقحم الإنسان نفسه بكل هذا القدر من السـوء ، كيف يتنازل عن كل هذا السبل المتاحة والميسـرة للوصول إلى هذه القدر من المعرفة سوا من الجانب الديني أو المعرفي ؟
هل تستوعب كل هذا الغرق ؟

أنا لا أستوعب كيف تمضـي 24 ساعة يوميه خالية من كل الإمدادات التـي تُقيّم إعوجاج هذا الإنسـان ؟ هل يبقى الإنسان بما يسلبهُ من أفواه المعاشرين وأفكار الرفقة ويترسـب بكل هذه الأخطاء ليصقل شخصيته أم أن باحات مواقع التواصل أبلت بلاءً حسـناً في أن تملئ أذهانكم وأفواهكم وحواسكم بالكلية!

مؤسف جداً أن تذهب هذه الأعمار دون أن تنهل من معين صـافي ، دون أن تتشرب القرآن وهدي السنة دون أن تظفر بالنور الحقيقي ، لا تعتقد أن الذين سادوا بالعلم والقرآن قد رمتهم رياح الحظ على شواطئ آمنه ، بل قد أضناهم سهر الليالـي ، ونمتم وما ناموا ، وسـعوا في الدنيا بحثاً عن نصف حديثِ ،

وجبتم قفار الحياة بحثاً عن متعة ، لا تقل لا يوجد وقت بل إعترف لنفسـك بضياع تلك السـاعات وأنت على شُرفةِ العمر تنظر هدر الليالي دون أن تُعا

اترك رد

آخر الأخبار