بقلم/ ايمن بحر
سمعت احد المواطنين مما تظهر عليه علامات قهر الزمن يقول للبائع .. كيلو البطاطس
بكام .. فقال له بـ ٨جنية .. فقال له الرجل .. طيب ممكن تدينى نصف كيلو بـ ٣جنيه لانى مش معايا فلوس تكفى .. فنظر اليه البائع بأحتقار وقال له “ياعم غور هى ناقصة شحاتين على اخر اليوم عليه الطلاق ارمى البطاطس على الارض ومابعهاش ليك” ..
فجاءت ابنته الصغيرة وامسكت بيد ابيها.. وقالت ” يلا يابا مش لازم نتعشى النهارده” فنظر اليها الرجل بحزن لم ارى مثله طيلة حياتى ..
وفجأه انهمرت الدماء من انفه وفمه وسقط على الارض من غير نفس .. اجتمع الماره من حوله .. وبعد دقائق نزل احد الاطباء من عيادته الخاصة الموجودة بالمنطقة .. فنظر الى الرجل ووضع السماعه على قلبة .. ونظر الى الاهالى .. وقال لهم “البقاء لله”..
فسقطت الابنه مغشياً عليها .. وترحم الجميع على الرجل.. وقاموا بحمله داخل احد “التكاتك” وذهبوا .. سألت الدكتور .. ماهو تفسيرك لحالة الوفاة .. فقال لى تعرض لضغط عصبى ونفسى شديد ادى الى ارتفاع الضغط بشكل كبير وحدث انفجار داخلى…
وهنا فقط علمت ان الرجل مات مكسوراً لانه لم يستطع توفير وجبة العشاء لاطفاله .. مات بعد ان رأى الدموع فى عيون نجلته الصغيره .. مات بعد ان مد يده وأذل نفسه لأخ له فى الانسانية لكنه لم يرحمه .. فقرر ان يترك دنيانا الى دنيا اخرى قد تكون أحن عليه من دنيا البشر ….
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.