.”جماجم بتهاجم”
إيمان العادلى
لو ربنا كرمك وسافرت باريس، ليه تزور برج إيفل ولا متحف اللوفر لما ممكن تزور مكان أشيك وألطف اسمه “الكاتاكومب”.
خلينا نرجع بالزمن لورا شوية أيام ما باريس كان إسمها “لوتيتيا” كان العُمال بيشتغلوا في المناجم والمحاجر في الأنفاق تحت الأرض ويكسروا الصخور عشان يستخدموها في المسارح الرومانية والصروح العتيقة وكمان عشان يبنوا سور ضخم يحميهم من الأعداء.
مع بداية إزدهار مدينة باريس وظهور مباني جديدة بدأت الأنفاق دي تبقى مشكلة لإنها كانت كتيرة، تحت كل مبنى أو قصر تقريبا فيه نفق.
في الوقت ده حصلت الثورة الفرنسية عام 1789 ومات فيها ناس كتير جدا والمقابر كلها اتملت ع آخرها، قاموا بنوا مقبرة جديدة اسمها “مقبرة القديسين الأبرياء”.. لكن الوضع بقى أسوء، لإنهم كانوا بيدفنوا الجثث فوق بعضها وبطريقة عشوائية جدا.. اقلب وارمي وأحيانا من غير كفن أصلا، من هنا بدأت الريحة تظهر في المدينة كلها بشكل بشع والمشكلة تتفاقم.
السلطات الحكومية بدأت تنتبه للمشكلة واقترحوا فكرة إنه إحنا عندنا أنفاق كتير جدا، ما تيجوا ننقل الجثث اللي في المقبرة دي في الأنفاق تحت الأرض؟.. وفعلا الفكرة اتنفذت، تعرف نقلوا كم جثة كانت في المقبرة؟!.. 6 مليون جثة تم نقلها من المقبرة للأنفاق تحت الأرض!.. الموضوع ده خد وقت وسنين عشان يتم.
كانوا بيرصوا الجثث أو الهياكل جمب بعض بطريقة مُنظمة زي ما هتشوف في الصور وزي ما هتشوف بنفسك لو قررت تتجنن وتزور المكان.
وهسيب لكم صور أكتر في الكومنتات.
النفق ده بقى مزار سياحي حاليا بيزوره حوالي 300 ألف سائح سنويا.. ويطلق عليه “كاتاكومب” يعني “سرداب الموتى”.
النفق ع عمق 20 متر تحت الأرض وبطول 350 كيلومتر.. وإنت نازل كده أول ما توصل عند الباب اللي هتدخل منه النفق هتلاقي صخرة مكتوب عليها
“قف.. أنت في حضرة إمبراطورية الموت” قال يعني بيرحبوا بالزائرين!
هناك بقى متّع نظرك وبص ع الجماجم والهياكل اللي في يوم من الأيام كانوا بني آدمين زيك كده بيمشوا ع الأرض وعايشين حياتهم.
الدخول ممنوع للناس اللي عندها مشاكل في القلب والتنفس والناس اللي بتخاف من خيالها وإحنا طبعا.. إلا لو شخص هنا قلبه ميت وأسد يالا فيه إيه!
وكالعادة.. تحب أكتبلك العنوان؟!