شهدت احدى المناطق الشعبية بمحافظة الجيزة أمس الثلاثاء حادث أليم جدًا، وقف أمامه سكان المنطقة بذهول شديد لما وصلت إليه وحشية الأنسان. نتيجة خلاف حدث بين اثنين من تجار المخدرات، قام “محمود شيطان” بقتل “حوكة” رميًا بالرصاص بسبب الإرشاد عنه بنقطة الشرطة التابعة لها المنطقة، تباعًا قام أخوان الثاني بقتل الأول بالسكاكين وحاولوا انقاذ اخيهم ولكن فشلت محاولات انقاذ الاثنين.
في الحقيقة ذلك النوع من الحوادث يثير بداخلي العديد من الأسئلة حول المستوى الاخلاقي والاجتماعي الذي وصل له بعض الفئات بالمجتمع المصري، واسترجع منذ عدة سنوات الثورة التي قامت على الممثل “محمد رمضان” بسبب الأدوار التي كان يقدمها في أفلامه “الألماني” و”عبده موتة” وارجع الكثير من الناس اللوم على الأعمال الفنية التي على شاكلة أعمال محمد رمضان. لطالما كان لدي إيمان بفكرة أن الفن هو الذي يغير البشر والبشر يغيرون العالم. لكن في نفس الوقت لا يمكن فصل الإلهام عن العمل الفني.
رغم اختلاف ذوقي الشخصي مع ما يقدمه محمد رمضان في أفلامه ومسلسلاته من عنف وتجسيد للذكورة المفرطة، لكن لا استطيع إهمال حقيقة أن ما تقدمه السنيما -تحديدًا العربية والمصرية- هو مستوحى بشكل أساسي من قصص المجتمع وليس من وحي خيال كاتب منحرف، وإن كانت من وحي خيال كاتب منحرف، قبل مهاجمة العمل، يجب البحث وراء الإلهام الذي تسللت من خلاله تلك الأفكار لعقل الكاتب.
حادثة القتل التي حدثت اليوم ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لأن الوحشية والهمجية جزء لا يتجزأ من كينونة الإنسان منذ بداية الخليقة وحتى نهاية نسل أدم على الأرض.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.