” جبر الخاطر ” يزيل الضغوط الاجتماعية
علاء حمدي
بقلم م : فتحي جبر عفانة
سفير الأسرة العربية
تبرز الكلمة الطيبة الراحة النفسية التي تزيل كافة الضغوط الاجتماعية حيث يعتبر جبر الخاطر مصطلح يستخدم لوصف حالة تكون فيها الشخص مضطراً لفعل شيء ما برغم عدم رغبته في ذلك. قد يحدث جبر الخاطر في العديد من الجوانب في حياة الإنسان، سواء كان ذلك في العمل، العلاقات الشخصية أو حتى الشؤون الاجتماعية. في بعض الأحيان، يكون جبر الخاطر هو نتيجة للظروف الخارجية التي تجبر الشخص على اتخاذ قرار معين، حتى لو كان ذلك خلافاً لرغبته. قد يكون الشخص في موقف لا يستطيع فيه أن يختار بحرية نتيجة للظروف المحيطة به.
في العلاقات الاجتماعية، قد يضطر الشخص إلى تقديم تسهيلات للآخرين رغم عدم رغبته الحقيقية في ذلك، سواء كان ذلك بسبب الضغوط الاجتماعية أو الرغبة في تجنب الصدامات. وفي العمل، قد يجبر الشخص نفسه على العمل في بيئة غير مريحة أو التعامل مع زملاء يسببون له الإجهاد، وذلك حتى لا يخسر وظيفته أو يفقد فرص التقدم المهني.
كما يعد جبر الخاطر يستخدم لوصف ظاهرة تحدث عندما يُجبر الشخص نفسه على قبول شيء ما، بالرغم من عدم رغبته الحقيقية في ذلك. قد يحدث جبر الخاطر في عدة مواقف، سواء كانت عاطفية أو اجتماعية أو حتى مهنية. على سبيل المثال، في العلاقات العاطفية، قد يواجه الشخص ضغوطًا من شريكه لقبول شيء لا يرغب فيه، ولكنه يُجبر نفسه على الموافقة من أجل حفظ العلاقة. وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى شعور بالإحباط وعدم الرضا.
ومن الجدير بالذكر أن جبر الخاطر قد يكون أحيانًا ضروريًا لتحقيق مصلحة الطرف الآخر، وفي هذه الحالة يتوجب على الفرد أن يتجاوز رغباته الشخصية من أجل الحفاظ على العلاقات الاجتماعية أو الحفاظ على السلام والاستقرار. من الضروري أن يتعامل الإنسان مع جبر الخاطر بحكمة وذكاء، وأن يكون قادراً على التفاوض والحوار من دون أن يضر هذا بشخصيته أو تقاليده. إن الاحتفاظ بالهوية الخاصة وفي الوقت نفسه التعايش بسلام مع الآخرين هو تحدي يجب على الجميع تجاوزه.
في النهاية، يجب أن يكون الشخص قويًا وصلبًا في وجه جبر الخاطر، وأن يعتبره تحديًا يمكنه تجاوزه بالحكمة والصبر. قد يكون جبر الخاطر مؤلمًا في بعض الأحيان، ولكنه قد يكون أيضًا فرصة للنمو والتطور الشخصي. بشكل عام، يعتبر جبر الخاطر آلية دفاعية تستخدمها الأفراد لتجنب المواجهة المباشرة مع الصعوبات أو الضغوط، ولكنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة التوتر النفسي والعواطف السلبية. لذلك، من المهم أن يتعرف الشخص على حدوده ويتعلم كيف يعبر عن احتياجاته ورغباته بوضوح ودون قيد أو شرط.