العاصمة

تعرف على أسباب انتكاس دولة التلاوة المصرية…

0

كتب : محمد جلاب
قال المستشار هشام فاروق عضو شرف نقابة القراء ورئيس محكمة الإستئناف

بالأسكندريه إذا كانت المقدمات طيبة كانت النتائج طيبة ؛ وإن كانت خبيثة

فالنتائج حتما تكون خبيثة كذلك! تلك القاعدة الثابتة والسُّنة الكونية التي أوردها رب العزة جل وعلا في قوله تعالى:”وَالْبَلَدُ

الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا”(الأعراف-58)
وفي خصوص ساحة التلاوة يتساءل

الكثيرون عن أسباب انتكاس دولة التلاوة المصرية في هذه الأيام ، وتراجعها بشكل حاد عن زمن القراء القدامى في الأجيال

السابقة ؛ وأُجيبهم باختصار:هي (1) أصحاب الليالي والعزاءات المُتفاخرون!
(2) أصحاب محلات الفراشة (الفراشون)!
(3) مقدمو الليالي والعزاءات الذين

يُسمون أنفسهم زورا بالإعلاميين!
(4) القراء المُقلدون والمُغنون غير المُلتزمين الذين اتخذوا القرآن تجارة

ووسيلة لاكتساب وجمع الدنيا من شهرة ومال!
(5) مصورو الليالي والعزاءات!
(6) مشجعو القراء “الهتيفة بالأجر”!

(7) بعض موظفي الإذاعة ولجان الاختبار!
باجتماع كل تلك العناصر معا أصبحت

قراءة القرآن – بأي شكل وبأي طريقة ولو بالتحريف والتأليف والتخريف! – محض تجارة رابحة يسعون لرواجها بكل وسيلة!

صارت مافيا للمُتاجرة بكلام الله تستخدم أساليب العصابات بأتم معنى الكلمة! بل إنها أسوأ من أخطر العصابات

العالمية:المافيا الإيطالية والأمريكية لأن هؤلاء وإن كانوا مجرمين إلا أنهم لا يجترئون على حُرمة كتابهم المقدس!

لكن هذه التجارة بكلام الله رابحة فقط في عقولهم وأذهانهم المريضة ، ففي

الحقيقة هي كاسدة في الدنيا والآخرة معا! فأما عن كسادها في الآخرة فمعلوم يقينا!

تخوَّفَ النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّتِه ستَّ خِصالٍ…عدَّ مِنها نَشْوا [أي نشئا:أحداث الأسنان] يكونُون في آخرِ

الزَّمانِ يتَّخِذونَ القُرآنَ مزاميرَ ، يُقدِّمونَ الرَّجُلَ ليس بأفقَهِهم ولا أعلَمِهم ولا

بأفضَلِهم يُغنِّيهم غِناءً.(صحيح بمجموع طرقه) وعن بشير بن أبي عمرو الخولاني

أن الوليد بن قيس التجيبي حَدَّثه أنه سَمِع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول:سَمِعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول:يخلف قوم مِن بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا ، ثم يكون قوم يقرؤون القرآن

لا يعدو تراقيهم ؛ ويقرأ القرآن ثلاثة:مؤمن ومُنافق وفاجر. قال بشير:فقلت للوليد:ما هؤلاء الثلاثة؟ قال:المُنافق كافر به ،

والفاجر يتأكَّل به ، والمؤمن يؤمن به.(صحيح) وقال معاذ بن جبل رضي الله ت

عنه:سَيَبْلَى الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ كَمَا يَبْلَى الثَّوْبُ فَيَتَهَافَتُ ؛ يَقْرَءُونَهُ لَا يَجِدُونَ لَهُ شَهْوَةً وَلَا لَذَّةً ؛ يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ ؛ أَعْمَالُهُمْ طَمَعٌ ، لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ ؛ إِنْ قَصَّرُوا قَالُوا:سَنَبْلُغُ ؛

وَإِنْ أَسَاءُوا قَالُوا:سَيُغْفَرُ لَنَا ، إِنَّا لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا! وقال أيضا:يكون في آخر

الزمان قراء فسقة… وقال كعب الأحبار:ليقرأنَّ القرآنَ رجالٌ ، وإنهم أحسن أصواتا من العزَّافات وحُداة الإبل ، لا ينظر

الله إليهم يوم القيامة. [العزَّافات:المُغنِّيات بآلة عزف. حُداة الإبل:سائقوها بالحُداء ؛

وهو صوت الغناء للإبل] وقال وَهْب بن مُنَبِّه:كَانَتْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قُرَّاءٌ فَسَقَةٌ ، وَسَيَكُونُ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الأُمَّةُ قُرَّاءٌ فَسَقَةٌ.

وأما عن كسادها في الدنيا – التي يبحثون عنها ويسعون خلفها – فلأن المال

المُتحصل منها حرام! والحرام ممحوق البركة! يُصرف على المرض والمشاكل والمصائب ولا ينتفع منه صاحبه بشيء!

هل يفهمون؟! هيهات!
“سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ”(البقرة-32) .

اللهم اغفر وارحم ؛ وتجاوز عما تعلم ؛ إنك أنت الأعز الأكرم…

اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

تعرف على أسباب انتكاس دولة التلاوة المصرية...

اترك رد

آخر الأخبار