كتب لزهر دخان
قبل كل شيء قدمت جبهة التحرير الوطني الجزائرية وهي بإسمها الأخر الحزب الحاكم في البلاد . قدمت عرضها الذي ضنته مغريا . قدمته للشعب الجزائري على طبقها الثوري الأخضر. المدجج بالوعود المنفذة التي وعدت بها الشعب منذ سنة 1954 م .وحققتها له على قدر الإستطاعة تباعا . وكان أخر هذه الوعود هو قيادة الجزائر بالرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة .وتعهدت الأفلان آن ذاك بضمان سلامة الجزائر بمكتسباتها .ونجحت في الوصول إلى الفائدة الكبيرة من خلال الوعود الكبيرة.
ولآنها فعلتها سابقا ونجحت . تقدمت في نهاية العام 2018م إلى الشعب الجزائري وكافة مؤسساته العملاقة . تقدمت بنفس الطلب ممثلا في إعادة إنتخاب بوتفليقة عبد العزيز ليحمي البلاد لعهدة خامسة . وجاء هذا الطلب من الجبهة بدون أي مخاوف من أي معارضة كبيرة على مستوى الشارع الجزائري .الذي كان كله في الجيب ومن بين ما سيقوم به حتما هو التأييد غير المشروط لرئيس البلاد .
وباقي القصة أخي القاريء الكريم أنت تعرفها . وتعرف أن الشعب الجزائري لا يوافق حاليا على فكرة العهدة الخامسة. بل إن الذي حدث في الجزائر من حراك توالت مليونياته جعل بوتفليقة نفسه غير موافق على العهدة الخامسة. وكذلك فعلت جبهة التحرير نفسها .التي صبرت بعد الغضبة الشعبية طويلا .وإلتزمت الصمت في حالة قراءة لما يحدث في الجزائر. وبتأني قرأت كل ما أرسل إليها من رسائل سريعة رفضا لسياستها. وبعدما أكملت التأني .أجابت بنعم للغضب الشعبي . ووضعت يدها في يد الشعب . ورفضت بنفسها مخططاتها . وقالت بلسانها أنها ليست ضد الشعب وأنها تبارك مظاهراته الحضارية السلمية. وقد خرج السيد المنسق العام لشؤون الحزب معاذ بوشارب وأكد أن الأفلان مع كلام الناس.
وعندما إجتمع بوشارب مع مسؤولي الأفلان في الولايات قال “الشعب قال كلمته كاملة غير منقوصة وأبناء “حزب جبهة التحرير الوطني” يساندون مساندة مطلقة هذا الحراك الشعبي ويدافعون بكل إخلاص من أجل أن نصل إلى الأهداف المرجوة وفق خارطة طريق واضحة المعالم”.
وأكمل تأييده للشعب قائلا “الشعب طالب من خلال مسيرات حاشدة بالتغيير وكان له هذا التغيير وقالها رئيس الحزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصريح اللفظ والعبارة بأنه ذاهب نحو تغيير النظام.. لذلك يجب علينا جميعا أن نجلس إلى طاولة الحوار للوصول إلى جزائر جديدة”.
ورغم أن الشعب الجزائري طالب بتوقيف العهدة الخامسة وفقط في البداية. تمكن أعداء الأمة الجزائرية من إقاعه في فخ الربيع العربي الهدام. وأصبح للشعب حاليا أهداف أخرى .وهي المواجهة مع النظام ورموزه . وتوالت طلبات إسقاط النظام . هذه الطلبات التي رد عليها بوتفليقة بقوله في أخر رسائله بكونه سيبقى في السلطة بعد تاريخ18فبراير أي يوم الإنتخاب لسنة 2019م. وقال أنه لن يرحل مثل المستقيل أويحى . وسيبقى حتى إنتهاء دور الندوة الوطنية التي سيجلس فيها أهل الحل والربط في السياسة الجزائرية. وستقودها شخصية وطنية ذات كفاءة ومصدر ثقة. وبعد الندوة سيتم تعديل الدستور والإقتراع من أجل إختيار رئيس دولة . وللإشارة كان بوتفليقة قد أوكل لوزير الداخلية نور الدين بدوي مهمة تشكيل حكومة جديدة. وهو الأن في أخر ساعات الإعداد والإستعداد لإطلاق الحكومة الجديدة.