هل يعقل أن التحليل الدهنى كان ليكشف اسرار لم نكن نعلمها من قبل !!!
نعم هذا ماحدث تحديدا عندما قام العلماء بفحص التحليل الدهنية لخزفيات من العصر الحجري .
لتكون المفاجئة لهم فقد اكتشفوا أن النظام الغذائي للقدماء يحدد تاريخ الثورة الزراعية
قدم علماء جامعة سمارا الروسية، فرضية جديدة تفيد بأن العمليات الاقتصادية نشأت في حوض الفولغا السفلي وشمال بحر قزوين ، بوقت سابق لما اعتقده العلماء.
ويفيد المكتب الإعلامي للجامعة، بأن العلماء يستندون في فرضيتهم إلى نتائج التحليل الدهني لخزفيات من العصر الحجري التي عثر عليها في هذه المناطق، من تحديد تاريخ ظهور منتجات الألبان.
ويشير العلماء، إلى أن نتائج التحاليل تشير إلى أن بداية تربية الماشية في أوروبا الشرقية كان في نهاية القرن السادس قبل الميلاد. وهذه المعطيات تغير كثيرا تصورات العلماء عما يسمى بـ “الثورة الزراعية”، التي جوهرها يكمن في الانتقال إلى الإنتاج.
ويقول الخبراء، أن أهم اكتشافات علماء الآثار هي الأواني والقطع الخزفية التي يعثر عليها خلال عمليات الحفر. لأن هذه القطع إضافة إلى المعلومات التي تعطيها عن الحضارة ومستوى التكنولوجيا، تعطي معلومات عن النظام الغذائي للمجتمع الذي كان يستخدم هذه الأواني الخزفية. لأن تحضير الطعام وحفظه في أواني طينية خشنة الجدران يسمح بامتصاص الدهون الموجودة في المواد الغذائية.
ويقول إيغور بلاتونوف، رئيس قسم الكيمياء في الجامعة، موضحا، “إذا كانت الدهون تسحب من جدران هذه الأواني بصورة صحيحة ومن ثم يتم تحليلها باستخدام أجهزة خاصة، فإن نسبها يمكن أن تعطينا معلومات دقيقة عن المواد الغذائية التي كان يستهلكها أصحابها”.
ويشير العلماء، إلى أنه قبل استخدام التحليل الدهني، كان الباحثون يعتقدون أن عمليات الإنتاج ظهرت في حوض الفولغا خلال حضارة بروغان كورغان (خفالين) في القرنين الخامس- الرابع قبل الميلاد. ويقول ألكسندر فيبورنوف، رئيس قسم التاريخ الوطني والآثار في جامعة سمارا للعلوم الاجتماعية التربوية، “أظهر التحليل الدهني، أن تربية الماشية وجدت قبل انتشار حضارات حوض بحر قزوين”.
ووفقا للخبراء، لقد ساعد التحليل الدهني على حل مسألة أصل الاقتصاد الإنتاجي في المناطق موضع الاهتمام. وقبل هذا كانت الفرضيات تبنى على أساس، بقايا الحيوانات البرية والمدجنة. لذلك كانت هذه الفرضيات موضع نقاش مستمر.