تحقيـــق زواج القاصرات

تحقيـــق زواج القاصرات – مهــا أحمد

زواج القاصـــرات قضية عالميــة

سجن التقاليد الشرقية المغلوطة

ضمير المجتمع هو صمام الأمان
يعتبر زواج الأطفال قضية عالمية يزيد عددها في البلدان النامية وتكثر

في المناطق الريفية بالأخص بينما تقل في المناطق الحضرية نتيجة

لانتشار الوعي و الثقافة حيث تمثل نسبة الفتيات المتزوجات في الريف ضعف الحضر نتيجة للجهل و سجن التقاليد ، وفقًا لهذه

الرؤية يناقش هذا التحقيق مشكلة زواج القاصرات و الأمراض الجسدية و النفسية الناتجة عنه و النواحي الفقهية و القانونية

لهذا الزواج .
(فقهاء)
اتفق الفقهاء على مشروعية الزواج للفتيات و تقييد المباح للمصلحة و اختلفوا في تحديد سِنه ، أجاز البعض منهم تحديد سن

الزواج و استدلوا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه و الذي أجاز تغيير الفتوى بتغير الحال ، و البعض الآخر بعدم جواز تحديد سن

الزواج و هو ما ذهب إليه أهل الكتاب و السنة و لكن بعد عرض أدلة الفقهاء و الاختلاف من بلد لآخر بناء على الاختلاف في سن

البلوغ و درء المفسده و رعاية حقوق الأطفال و منع المتاجرة.
(دستـور)
وضع الدستور المصري مواد تنص على حماية الطفل بنص دستوري صريح لحماية المرأة و الطفل من الزواج المبكر ، و أصدرت

وحدة السياسة العامة وحقوق الإنسان ورقة سياسات جديدة لهذه الظاهرة أوضحت فيها أن هناك التزامات دولية تقع على

عاتق الحكومة حيث أن مصر طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التحيز ضد المرأة و اتفاقية حماية

الطفل إضافة لاتفاقية الأمم المتحدة لحماية العمال المهاجرين و أفراد أسرهم سنة ١٩٩٣ ، و عملت على تشديد العقوبات في

القوانين المختلفة لمنع و تجريم الزواج مع تعديل المادة ٢٢٧ من قانون العقوبات و رفع عقوبة الإدلاء بأقوال غير صحيحة بقصد

إثبات بلوغ السن المحددة ، إلى جانب حكم المادة ١١٦ مكرر من قانون الطفل رقم ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ الذي يضاعف العقوبة إذا

ما وقعت تلك الجريمة .
كما أوصى بإعادة النظر في المادة ٢٢٧/١ من قانون العقوبات و التي تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين أو

بغرامة لا تزيد عن ٣٠٠ جنيها و القانون سيشمل حظر زواج الأطفال من الذكور و الإناث خاصة أن المسح السكاني كشف تزويج

أطفال ذكور تحت سن ١٨ سنة .
(إحصائيات)
بلغت نسبة زواج القاصرات حتى عام ٢٠٠٦ حوالي ١٥% من نسبة المتزوجات أي حوالي ١٥٣ ألف حالة أي ٢٩% من إجمالي

حالات الزواج ، و أشارت بيانات التعداد السكاني أن حوالي ١١% من الإناث في الفئة العمرية ( ١٦ -١٩) متزوجات حاليا أو سبق لهن الزواج
( فتـور)
قالت ( ن . ف ) و ( ث . ع ) و (س.م) من إحدى قرى الشرقية :أن زواجهن مبكرا و إنجابهن الأطفال سبَّبَ لهن حالة كبيرة من

الإعياء المستمر و البرود الجنسية نتيجة لانهيار حالتهن الصحية و تعرضهن أحيانا للاستغلال و العنف النفسي ، وخاصة إذا

تزوجت الفتاة برجل يكبرها بعشرون عاما كمثال.. فإنها تشعر بالفرق عندما تنضج نفسيا و تبدأ المشكلات أو الخيانات الزوجية .
(صحـة)
الأصل في مصطلح” زواج القاصرات “هو مصطلح “زواج الصغيرات” مما يدل على أن الفتاة صغيرة السن غير مكتملة جسديا و

نفسيا .. قال الدكتور أحمد عماره أستشاري الصحة النفسية بالطاقة الحيوية : أن الواقع السلبي للزواج المبكر لا جدال فيه

كما أنه طويل وعميق و سبب من أسباب لجوء الأطفال في الإدمان وانتشار الأمراض ( النفسجسمية ) مثل السكر والضغط و

القلب و ذلك يعود للأزمات النفسية التي تتعرض لها الفتاة ، كما أنها تؤثر على حياة الأولاد لأن هذه الأزمات النفسية تنتقل

إليهم ، و ممارسة العلاقة الحميمة في سن مبكر تعرضهن للاكتئاب و الوسواس القهري و فصام الشخصية .

و أكد الدكتور أحمد عماد وزير الصحة و السكان أنه سيتم صياغة مذكرة تشمل على مخاطر ظاهرة زواج الأطفال و آثارها

السلبية عاى ارتفاع عدد السكان بنسبة ٢٠% سنويا و ستقوم بدورها لحفظ براءة الأطفال بتدشين حملات توعوية لتثقيف

الأهالي بمخاطر الزواج المبكر
(تهتــك)
كما تحدث الدكتور محمد جودة أستاذ النساء و التوليد أن هناك حوالي ٢ مليون فتاه مصابة بالسلس البولي و تهتك في عضلات

الحوض بسبب الولادة في سن مبكرة والبعض يحدث لهن نزيفا حادًا أثناء الجماع إضافه لسوء التغذية و بعض حالات الوفاة من

عمر 15:19 سنة بسبب عدم اكتمال نمو الجسم حيث توجد 70 حالة وفاة سنويا .

توصيــات
______
من هذا التحقيق توصلنا لعدة توصيات للحد من هذه الظاهرة منها :
تقديم الدعم للفتيات المتزوجات مبكرا عن طريق مراكز الدعم و الاستشارات النفسية .
يجب تضافر جهود المؤسسات الرسمية و غير الرسمية مثل الأزهر و الكنائس لتثقيف المجتمع من النواحي الدينية و التشريعية و تجريم الزواج قبل السن المحدد .
الاهتمام بشئون المرأة و تعليمها و عمل دورات تدريبية و تنفيذية و تأهيلها للمشاركة في خطة التنمية الشاملة و اندماجها في العمل لتغيير نظرة المجتمع لها
القضاء على مثلث الخطر في مصر (الجهل ، الفقر ، المرض) و الذي ظهرت أضلاعه خلال السنوات السابقة في أشكال مختلفة
ختــــــــام
======
بعد هذا العرض لأضرار زواج الصغيرات و محاولات الدولة للقضاء عليه .. متى سينتهي صراعنا مع الأعراف ؟ ومتى سيستجيب المجتمع و ينتهي الإتجار ببراءة الأطفال و اغتصاب حقوقهم ؟