وحكايه مدينتى هيراكليون ومنتيس الغارقتان
عثر الباحثون عن آثار الإسكندرية القديمة وأبو قير
تحت الماء علي أطلال غارقة
عمرها 2500 سنة لمدن فرعونية–إغريقية
وكانت مدينتا هيراكليون ومنتيس القديمتين قرب مدينة الإسكندرية القديمة
وحاليا علي عمق 8 متر بخليج أبو قير
وكانت هيراكليون ميناء تجاريا يطل علي فم
فرع النيل الذي كان يطلق عليه فرع كانوبس
ومدينة منتيس كانت مدينة دينية مقدسة
حيث كان يقام بها عبادة إيزيس وسيرابيس
والمدينتان غرقتا في مياه البحر الأبيض المتوسط علي عمق نتيجة
الزلازل أو فيضان النيل وكان لهذا ميناء هيراكليون الفرعوني
شهرته لمعابده وأزدهاره تجاريا لأنه كان أهم الموانيءالتجارية الفرعونية
علي البحر الأبيض المتوسط فلقد أكتشفت البعثات الأستكشافية
مواقع الثلاث مدن التراثية التي كانت قائمة منذ القدم
وهي هيراكليون وكانوبس ومينوتيس
فعثرت علي بيوت ومعابد وتماثيل وأعمدة
فلأول مرة تجد البعثة الأستكشافية الفرنسية شواهد علي هذه المدن
التي كانت مشهورة بمعابدها التي ترجع للآلهة إيزيس وأوزوريس
وسيرابيس مما جعلها منطقة حج ومزارات مقدسة
ظل ميناء هيراكليون مزدهرا تجاريا حتي بني الإسكندر الأكبر
مدينة الأسكندرية عام 331 ق.م. وكان علي العالم الفرنسي فرانك جوديو
رئيس فريق البحث الدولي عن الآثار البحرية التفتيش علي
عمق 20- 30 قدما في هذه المنطقة لمدة عامين في الساحل الشمالي
وكان يعاونه فريق البحث والتنقيب في خليج أبو قير
حيث أكتشفت أعمدة من الجرانيت تحت الرمال بالقاع
ويقول جوديو معلقا علي مدينة هيراكليون
إن هذا أهم اكتشاف في تاريخ العثور علي آثار بحرية
فلقد عثر الفريق علي رأس فرعون
وتمثال نصفي مجعد الشعر وله ذقن للإله سرابيس وتمثال طولي بلا رأس
من الجرانيت للإلهة ايزيس وهما من الآلهة الفرعونية القديمة
ويقول المؤرخون أن مدينتي مينتوس المدينة الدينية
وهيراكليون التجارية الغارقتين قد شيدتا
إبان القرنين السادس والسابع قبل الميلاد
وقبل مجي الإسكندر لأكثر من قرنين وستظلان قابعتين تحت الماء
ولن ينتشل منهما سوي الآثار التي يمكن رفعها ووضعها في المتاحف
ولقد تحدثت كتابات الأقدمين عن هاتين المدينتين التراثيتين باستفاضة
وعن أهمية المنطقة التي كانت تضم موقعهما قبل أن تغمرهما مياه البحر
بسبب ما يقال بزلزال
وكانت مدينة هيراكلون قد فقدت أهميتها الاقتصادية
بعدما شيد الإسكندر مدينته الإسكندرية
لتكون عاصمة لمصر لقربها من أثينا اليونانية
وقد قسي عليها الزمن فدأهمها الزلزال في القرنين السابع والثامن
بعد حوالي ألف عام من إنشائهما فمالت أعمدتها وجدران معابدها
تجاه البحر حتي غمرتها المياه لتصبح آثارها غارقة علي بعد 4 ميل
من شاطيء خليج أبو قير وهذا ما يتضح من خريطة المسح المغناطيسي
للموقع قد اكتشفوا في الموقع تحت الماء
عملات ذهبية وجواهر إسلامية وبيزنطية
وفي دراسة أخرى يقال أن المدينتين القديمتين هيراكليون ومينتوس
قد غرقتا بسبب الفيضان عندما فاضت مياهه عند مصب فم النيل
حيث كانت المدينتان وحللت المياه التربة وحولتها لعجينة سائلة تحتهما
فانزلفت المدينتان لمياه الخليج بسبب شدة مياه الفيضان التي كانت
تنحر التربة تحت أساساتهما فجرفتهما
وهذا ما بينته تحليلات الرسوبيات في خليج أبو قير
وهذه النظرية قد بينها العالم الجغرافي الأثري
جيان ستانللي من مؤسسة سميثسونيان
مستبعدا مقولة اختفاء المدينتين بسبب الزلازل أو غمر مياه الخليج
فعكس مايقال فقد توصل إلي أن النيل قد فاض وارتفع مترا عن المعتاد
ما بين عامي 741 و742 م. وأيا كان فالمدينتان قد غرقتا بعد عام 730 م
لأن العملة الإسلامية التي وجدت بين الأطلال الغارقة عليها نقشت هذه السنة
هذه الكارثة التي أحدقت بأبوقير كانت قد طالت أيضا 20% من الإسكندرية
التي بناها الإسكندر الأكبر حيث اختفت أجزاء منها تحت المياه بسبب
الزلازل ما بين القرنين الثالث والثامن
وخلال خمس سنوات من بداية البحث عن الآثار
الغارقة عام 1994م في منطقة فاروس
أكتشف تمثالا عملاقا لفرعون و26 تمثالا لأبو الهول ومئات الأعمدة
وآلاف من قطع أحجار البناء وقد يكون موقع
الميناء كان يوما ما مزارآ سياحيا تحت الماء
وكان الفريق قد اكتشف عام 2001م موقع أحياء المدينة الغارقة
وحددوا ثلاثة شوارع منها و30 بناية من بينها ثلاث بنيات رئيسية
كما أكتشف موقع راكوتا (راقودة) القرية الصغيرة التي بني بجوارها
الإسكندر الأكبر مدينته حيث تم العثور علي أحجار والسور
الخشبي لميناء قديم كان موجودا قبل بناء الإسكندرية