كتب لزهر دخان
كانت روسيا الإتحادية منذ نشأتها كدولة جاءت بعد الإتحاد السوفياتي
لتحقق أحلام الملايين. تعيش بالإعتماد على إبنها البار السيد الرئيس
فلادمير بوتن. وهو رجل حسب إختيار الشعب .والشعب كثيراً ما قال أن
لروسيا الحق في السماح لبوتن بالقيام بالواجب. وهذا الواجب كما هو
معروف يتمثل في قيادة الدولة .إنطلاقا من منصب الرئيس. والرئيس في السنوات الأخيرة أشهر كل سيوفه في وجه
الغطرسة الغربية. وهذا جعل الشعب يصفق ويتفق على أن بوتن هو الحل .ولآن روسيا بعد الإنتخابات الرئاسية التي كانت في
بداية سنة 2018م. قررت أن تجدد العهد لبوتن مرة أخرى ليقول للغرب ما يشاء .ويتحداه كما يشاء ثم يهزمه هزيمة في الصباح
وأخرى في المساء . لا بد أن نفكر كما يفكر الشعب في روسيا. وهي طبعاً دولة تكن لنا نحن العرب الكراهية والعداء. ولا
تخلص لنا أكثر من ما تخلص للغرب .ولا تساعدنا إلا بعدما تساعد الغرب علينا . وهذا يجعلنا لا نتمنى لها رغد الحياة في ظل
حكمة رئيسها. وفي ظل قيادة وزير دفاعه سيرغي شويغو.
المرحلة الثانية من هذا المقال تتمحور حول مناورات الشرق 2018 م .وهي من إنتاج روسيا التي تعتبر بعد تطبيقيها وتنفيذها .
قد خرجت للحرب ضد الغرب في قوة 150 من ألف مقاتل. بالتحالف مع جيرانها الصين ومنغوليا .
وعن أراء الروس في المناورات التي حضرها رئيسهم في كل مراحلها أيضا سنتحدث . ونبدأ برأي وزيره شويغو عندما ظهر
في حديث لقناة “روسيا 1″( إن بوتين سيرأس في أكتوبر المقبل اجتماعات لبحث نتائج مناورات “الشرق 2018” التي ستنتهي
غدا الاثنين.) وعندما نتذكر في أكتوبر القادم أثناء رئاسة بوتن للإجتماعات المذكورة. ربما سننسى مناورات الشرق . أما الأن
فنحن ما زلنا تحت التأثير المغنطيسي العسكري الذي أبهرنا عندما شاهدنا وسمعنا عن طريقة شرقية مبتكرة للخروخ للحرب . والعودة منها خلال أربعة أيام .
ولآننا نؤمن فعلا بأن مناورات الشرق 2018 م كانت كما قال شويغو “أوسع وأعمق بكثير مما شهدتها البلاد عبر الشاشات
التلفزيونية ومما حدث في الواقع”. وأن دور بوتن كان أكبر من ما تحدثت عنها وسائل الإعلام .سنبقى نتسائل ونراقب أعداء
روسيا . وهل تمكنت موسكو وبكين من ردع العدو بالحرب أثناء المناورات . وهل سترد واشنطن ولندن لتعاقب الصين وروسيا
لآنهما قاما بالهجوم .وكيف كان الهجوم هل هو إلكتروني فقط أو وتكنولوجي أيضاً . وهل هاجمت روسيا في المناورات الأهداف
الوهمية فقط .أو كل ما رأته أجهزتها المتطورة أمامها . سيما أن الحرب والأزمات ينتجان كل شيء .وربما يكون شجعان روسيا
قد تعمدوا إزعاج الغرب مجدداً. وضربه بسلاح ما سرا ًوعلنا .وهذا طبعاً سيرهق بوتن ولافروف الباحثان دوماً عن لغة أهدأ ،في التعامل مع لغة أخشن. تتحدث بها واشنطن ولندن منذ العام 2014م.
ولم يكن الرئيس بوتن في المناورات في وضع المتفرج بل كان في وضع القائد العسكري الميداني . وهذا يعني أنه يستعد
للحرب أولاً ويعني أنه يحارب ثانيا. وحسب شويغو كان بوتن قد شارك في إختيار الجبهات العسكرية والجهات العسكرية التي
ناور بها الصين والعدو الإفتراضي . كما إختار شبكة المواصلات وقطاع الصناعة العسكرية في البلاد . التي شاركت في
المناورات بناء على تعليماته..
ومن جهة أخرى تحدث شويغو أيضا على مناورات روسية أخرى كانت ساحتها مياه البحر الأبيض المتوسط . و شملت 36 طائرة
و28 سفينة حربية . وحدثت بالتزامن مع مناورات الشرق 2018م . وإستخدمت فيها كل المعدات والأسلحة التي تحملها
الطائرات والسفن المشاركة .وإستمرت من الفاتح من سبتمبر إلى غاية الثامن منه.
وواصلت روسيا على لسان وزير دفاعها إستعداها لعدم إعلان الحرب ونفت “مهاجمة جهة ما أو حرب”. من وراء المناورات التي
ظهرت فيها بصمات كثيرة للظباط الأحرار الروس الغاضبين من شدة تعنت الغرب معهم وإذلالهم دولياً.
أما الشركاء المشاركين في مناورات الشرق فقد كانت لهم خططط بخصائص ، هي كما قال شويغو(الخطط الموضوعة (من
قبل الوزارة) لا تتضمن أي خطط تنطوي على شن عمليات هجومية في أراضي دول أخرى . على عكس خطط شركائنا(. التي إختصت في النيل من الغرب .