بمجرد تخرج الطالب مقاتل محمد زرد ابن قرية تفهنا العزب بزفتا الغربية، في الكلية الحربية عام 1966م،
كان ضمن القوات المصرية العاملة في حرب اليمن باليمن الشقيق لمساندة الثورة اليمنية التي اتخذت من ثورة يوليو 1952 بمصر مثلا يحتذى وقدوة تتبع، لكنه
مالبث أن عاد مع استقرار الأوضاع هناك بعد أن قضى هناك قرابة العام.
ومع أحداث نكسة يونيو 1967 التي كانت بمثابة الجرح الغائر للعسكرية المصرية، وغطت الآلام النفسية
لهذه النكسة على الآلام البدنية التي كان يشعر بها زرد من الإصابة التي عاد بها في عظام فخذه من اليمن تلك الإصابة التي كانت سببًا في استصدار قرار من قيادة
القوات المسلحة بإبعاده من الوحدات العسكرية المقاتلة، وإسناد مهمة أخرى اليه وهى التدريس بمدرسة المشاة.
وهناك أدى عمله على الوجه الأكمل في الوقت الذي ناشد فيه القيادة بالسماح له بالعودة إلى التشكيلات
المقاتلة للمشاركة في الاستعداد لمعركة الثأر والكرامة المرتقبة. وأخيرًا حقق الله أمنيته لاسيما بعد أن عادت ساقه إلى حالتها الطبيعية، وألحق البطل بإحدى
وحدات المشاة في نطاق الجيش الثالث الميداني في الجبهة على حافة قناة السويس مباشرة امام النقطة الاسرائلية 149.
في يوم 6 أكتوبر من عام 1973 م كلفت القيادة المصرية السرية الأولى من كتيبة الشهيد محمد زرد
بتنفيذ عملية اقتناص الدبابات حول النقطة.
وعندما الضربة الجوية التي افتتحت مجريات المعركة، ومع التمهيد النيراني للمدفعية المصرية المركزة بدأ التنفيذ بدفع مجموعات اقتناص الدبابات التي كانت أسبق من العدو في احتلال مصاطب مرتفعة.
وفى يوم السادس من أكتوبر من عام 1973 م كلفت القيادة المصرية السرية الأولى من كتيبة الرائد محمد
زرد بتنفيذ عملية اقتحام وتدمير النقطة الحصينة 149 والتي سبق لها التدريب على تنفيذها مرات عديدة قبل السادس من أكتوبر.
وتحدد للتنفيذ الساعة الثانية والثلث من يوم 6 أكتوبر ومع بدء الضربة الجوية التي افتتحت مجريات
المعركة، ومع التمهيد النيرانى للمدفعية المصرية المركزة بدأ التنفيذ بدفع مجموعات اقتناص الدبابات
التي كانت اسبق من العدو في احتلال مصاطب الدبابات حول النقطة.
وعندما وصلت احتياطيات العدو القريبة من المدرعات كان ابطال مصر من رجال اقتناص الدبابات المترجلين
في صبر ورباطة جأش في انتظارهم بصواريخهم الموجهة فتم تدمير ثلاث دبابات مما أدى إلى فرار باقى الدبابات وانسحابها شرقا.
كانت المسافة بين خندق “زرد” ورجاله وبين النقطة الحصينة لا تتعدى المائة متر ولكنها منطقة مكشوفة
وشديدة الخطورة. وبنى زرد خطته على التقدم بمفرده إلى منتصف المسافة زاحفا ثم ينهض ويركض بأقصى سرعة إلى دشمة العدو.
وبالفعل بدأ زرد في الزحف لأعلى بأقصى مايملك من قوة وهو لا يملك إلا عددًا قليلا من القنابل اليدوية وسلاحه الشخصى مسدس من عيار 9 مم.
وعند منتصف المسافة تقريبا نهض زرد وبيديه قنبلتان كان قد نزع فتيلهما وركض في اتجاه دشمة العدو وألقى قنبلته الأولى في المزغل الأول.
ثم اتجه بسرعة إلى المزغل الآخر ليلقى فيه قنبلته الثانية ليسكت هذا الرشاش اللعين ويهوى البطل
بجسده على فتحة المزغل وهو يضغط بكف يده على أحشائه ليعيدها إلى مكانها بعدما أصابت دفعة رشاش كاملة بطنه وأحدثت بها فجوة بجدار بطنه وبعد أن
صمت الرشاش الإسرائيلى يلتفت البطل إلى قواته يطالبهم بالاستمرار حتى تحرير النقطة الحصينة.
وأخيرا أمر المقاتل سمير رجاله بنقل قائده الجريح وبالفعل تم نقله على وجه السرعة غرب القناة حيث تعهدته أيدى أطباء مستشفى السويس في محاولة
لإنقاذ حياته.
وفى مستشفى السويس فعل الأطباء كل ما في وسعهم
لإنقاذ البطل لكن الله سبحانه وتعالى كان قد أعد له منزلة عالية تليق بفدائيته وتضحيته ففاضت روحه إلى بارئها.
وتكتمت القيادة نبأ وفاته نظرا لشهرته الواسعة في ذلك القطاع. وسجلت السجلات العسكرية قصة البطل
الشهيد محمد محمد زرد ضابط رائد مصري الذي قاد وحدته للاستيلاء علي النقطة 149 أثناء حرب أكتوبر، وأسر 20 إسرائيليا، وتحامل علي نفسه حتي رفع علم