بطل حقيقى جمعة الشوان أو أحمد الهوان
إيمان العادلى
الحلقة الأخيرة
قصصت على الريس كل ما حدث بداية من السويس, مرورا باليونان حتى محطات اوروبا المليئة بالاحداث ثم قدمت له الحقيبة مؤكدا ان بها (185) الف دولار مشيرا الى ما حدث في المباحث وكيف فشلوا في العثور على المبلغ رغم تفتيشها مرات عديدة, فطلب مني الرئيس ان افتحها كما علموني ليشاهد بنفسه كيف تم الاخفاء ثم سألني ولماذا لم تفتحها للمباحث فقلت له لاقدمها لسيادتك فلم يكن ببالي ان اصطدم بالمباحث فضحك الرئيس ووضع يده على رأسي قائلا بصوت حنون لا تغضب فهذه المباحث العامة ثم قال رحمه الله سأرسلك الى رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه لان ما حدث معك بالفعل شغل موساد.
وأوصاني ان اقص عليهم كل شيء كما فعلت معه وودعني بعدما شكرني على موقفي مربتا على كتفي بحنان الأب مؤكدا على عدم اغفالي اي تفاصيل ثم اعطاني رقم هاتفه الخاص وقال اذا اردت اي شيء فاتصل بهذا الرقم وساكون قريبا منك ولا تنس ان مصر بحاجة إلى امثالك هذه الكلمة وحدها هي التي جعلتني اصمد كل هذه السنوات.
ذهبت من الرئاسة بسيارة خاصة الى مبنى المخابرات العامة بكوبري القبة وهناك طلب مني الضابط ان اكتب كل ما حدث لي بالتفصيل فجلست لساعات اكتب كل شيء ثم طلب مني ان اقص كل شيء وبالفعل اعدت ما كتبته بالتفصيل ثم سلمت الحقيبة الملىئة بالدولارات وصور جوجو وخطاباتها وثلاثة عناوين كان ابراهام اعطاها لي في النمسا, والمانيا, ولندن لارسل على احدها خطاباتي ثم طلب مني الضابط المصري عنواني وعناوين اسرتي ووعدني بلقاء بعد اسبوع لاول مرة اشعر بالراحة وان حملا ثقيلا ازيح من على صدري .
عدت للمنزل بعد غياب ثلاثة ايام لاجد زوجتي قد اخذت الاولاد وسافرت الى الصعيد عند ابي لتسأل عني وهي في قمة القلق, فذهبت على الفور الى هناك لاتعلل لهم بانني ذهبت الى السويس بعد الحصول على تصريح ثم ذهبت الى الدقهلية لتوصيل خطابات خاصة باصدقائي من اوروبا.
ـ ثم ذهبت لمبني المخابرات ثم تسللت بعدما تأكدت تماما عدم وجود اي عيون ورائي, وفي مكتب احد القيادات الكبيرة جاءني صوت الضابط الكبير بتودد كيف حالك وحال فاطمة والاولاد والعائلة ثم قال لي بصوت قاطع هل تعلم ان مهمتك صعبة ولابد ان تكون قادرا عليها والا فلتصارحني من اولها.
وجدني اقول بحماس سأفعل اي شيء من اجل مصر , فطلب مني ان ابدأ فورا في البحث عن مكتب كما طلبوا مني وبالفعل خرجت من مبنى المخابرات الى وسط البلد وبحثت عن شقة فاخرة في عمارة راقية وبالفعل وجدت شقة في احدى العمارات الشهيرة في القاهرة وافتتحت المكتب وقمت بتأثيثه بأفخر الاثاث واطلقت على المكتب شركة (تريديشن)وقمت باختيار طاقم من السكرتارية التي تجيد العديد من اللغات.
ـ و لم يكن هناك نشاط, وحتى لا يكتشف احد انها شركة وهمية قمت بتفريغ اسماء وعناوين وتليفونات السفارات الاجنبية بالقاهرة وطبعت مجموعة من الفواتير تحت دعوى انها فواتير نقل عفش السفارات, وقمت بتوزيع هذه الفواتير على العاملين بالمكتب لملئها ثم كنت اقوم بجمعها لحرقها بالمنزل, واستمريت على هذا الوضع حوالي عشرين يوما حتى جاء موعدي مع الرئيس زكريا او الضابط المصري الكبير وكان اسمه (الحاج احمد) وهناك طلب مني ان ابعث بالرسالة الاولى. نصها كان كالآتي:
اخي العزيز / محمد سليم بعد التحية الطيبة التي ابعث بها من قلب مصر, وبعد ان اطمئنك على جميع الاهل والاقارب والاصدقاء, واتمنى ان تكون بصحة جيدة, والحقيقة يا صديقي ان الحياة هنا صعبة وحالة السوق لاتدعو للطمأنينة فكما انت تعلم لم اجد حتى الآن فرصة عمل لذلك اتمنى ان تبحث لي عن فرصة عمل لديكم وتبعث لي بالتذكرة واي مبلغ مالي يساعدني على الوصول اليكم وعلى فكرة يا محمد الاهلي هزم الزمالك و جماهير الزمالك على المقهى لايحضرون جلساتنا اليومية بعد هزيمتهم الاخيرة.
تحياتي واشواقي وقبلاتي اخوك ..
احمد الهوان ثم كتبت على الرسالة عنوان ابراهام في لندن
ـ ومعنى هذه الرسالة؟
* انني قمت بتأثيث المكتب واصبح جاهزا للعمل. *
وبعد عشرة ايام جاءني الرد من محمد سليم وتذكرة باخرة ومئة دولار في رد الرسالة يقول محمد سليم
ـ وهو ابراهام
ـ لقد وجدت لك فرصة عمل ونحن في انتظارك.
* بالطبع ذهبت الى الحاج احمد بالمخابرات واعطيته الخطاب .. فراح يشرح لي ابعاد اللعبة, وطمأنني ان كل شيء يسير وفق مايريدون وطلب مني ان اسافر بعد تجهيز اوراقي بنفسي دون الاعتماد على المخابرات حتى يسير كل شيء طبيعيا وبمعرفة المخابرات المصرية وقامت بإعطاء الموساد الإسرائيلي المعلومات التي كانوا يريدونها .
حيث عملت بتلك الفترة عميلا مزدوجا، ولكن نصر أكتوبر المجيد عام 1973 قلب حسابات الجانب الإسرائيلي، وهو ما دفعهم للاعتماد عليه في الحصول على أكبر كم ممكن من المعلومات، حيث قاموا بإعطائي أحدث أجهزة التجسس في العالم بذلك الوقت.
ونجحت في خداع الجانب الإسرائيلي بعد أن مررت بجهاز كشف الكذب لاحصل في النهاية على ذلك الجهاز، واعود به إلى القاهرة، ليتفاجئ بالنهاية الجانب الإسرائيلي برسالة موجهة من جهاز المخابرات المصرية يوجهون إليهم الشكر في الحصول على ذلك الجهاز بالعبارة الشهيرة بمسلسل”دموع في عيون وقحة”
“نشكركم على حسن تعاونكم معنا”
#شكراً_مخابرات_مصر
ملحوظة :
الريس زكريا هوة اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية في فترة من الفترات
ومن سلم جمعة الشوان أحدث جهاز التجسس هوة شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل