العاصمة

بشروا و لا تنفروا

0

كتب د فوزي الحبال
ذلك نهج الأنبياء بشروا ولاتنفروا‏ ، وأكثروا من الحوقلة لاحول ولاقوة الا بالله فهي تمنع سبعين نوعاً من البلاء أقلها الهم .
أخشى أن تكون سنة الإستبدال قد بدأت ، فيستبدلنا الله و لا يستعملنا ، و يأتى بقوم آخرين يحبهم و يحبونه ، خاصة أنه أتى لنا بكثير من آيات العذاب لعلنا نرجع و نتضرع فلم يزيدنا ذلك إلا كبرا و غرورا و سخريه ، أخشي أن تكون هذه هى الآمارات .
اليوم الكويت ودول اخرى تغلق المساجد فلا جمعة ولا صلوات ، وفي مصر تغلق المساجد ولا تصلي الجمعة لانقطاع الطرق بسبب شدة الامطار، ومن قبلها البيت الحرام يغلق فلا معتمرين ولا طائفين ، ودول اخرى تجعل الاذان والاقامة معاً .
هذا هو البلاء الحقيقي و لاشك أن كورونا وهلعه بلاء ،
وسيول مصر التي احالت ضوء النهار الي ظلام مرعب من شدتها بلاء ، ومن قبلهم ملايين المشردين والقتلي من المسلمين بلا ذنب بلاء ، وخروج الناس من اوطانهم واقامتهم في مخيمات في عز البرد والحار القارس بلاء ، ومايحدث في فلسطين وصفقة القرن بلاء .
ولكن يبقي البلاء الحقيقي هو طرد الله عز وجل للناس من بيوته ، فتكون المساجد في الارض ومن قبلهم البيت الحرام بلا مصلين ، ( أعرضوا عنه …فأعرض عنهم) .
فليبكي الباكون على سكينة المسجد وجلسة الضحى والدعاء الذي لا يرد بين الأذان والإقامة .وليبكي الباكون على أجر صلاة الجماعة وعلي الخطا الى المساجد التي تحط الخطايا وترفع الدرجات ، وليبكي الباكون على اجر من بكّر الى الجمعة واستمع وانصت كانت له بكل خطوة أجر سنة صيام نهارها وقيام ليلها .
انها رسالة من ربًّ غضبان للخلق مفادها انا غنيٌ عنكم وعن عبادتكم .
وكيف لا يغضب الله جل وعلا وقد حاربه اهل هذا الزمان بصنوف من المعاصي لم تكن موجودة من قبل واصبحت للمعاصي فنون واشكال يضيق المقام والمقال عن سردها والجميع يعلمها الصغير قبل الكبير ، ولكنه برحمته ما تركنا هكذا هملاً نلاقي عاقبة الذنوب وانما ارشدنا برحمته لطريق رفع البلاء .
قال تعالى ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا….) 43 الأنعام .
فقد جاء البلاء فأين التضرع ؟
والتضرع هو التذلل والإستكانة لله عز وجلّ ، فإذا أنزل بأسه بقومٍ ووفقهم للتوبة والرجوع كان البلاء تطهيراً وتمحيصاً ،
وإذا نزل بهم البلاء فلم يوفقهم للتوبة والرجوع بل تمادوا في غيهم وعصيانهم كان الهلاك والعياذ بالله .
إنّ الأمة تحتاج إلى توبة عامة ترجع بها الى الله عز وجلّ ،
ويحتاج كلُ واحدٍ الى توبةٍ خاصة يقلع فيها عن شهواته ويخالف هواه .
اللهّم لا تقطعنا عن بيوتك ولا تحرمنا بذنوبنا نعيم صلاة الجماعة ، وردنا اليك رداً جميلاً واقبل توبتنا ، واحفظنا وجميع المسلمين من عضال الداء وسيء الأسقام بعفوك يا كريم .

غداً إن شاء الله تصبح الكورونا من الماضي ، كالحصبة والجدري التيفود واليرقان والطاعون وڤيروس سي وإنفلونزا الخنازير والطيور
غداً يرجع المعتمرون إلى الحرم والزائرون إلى المقامات
والمصلون الى المساجد والجوامع والكنائس .
غداً يعود السياح إلى سياحتهم والتجار إلى تجارتهم والأولاد الى مدارسهم والموظفون إلى أعمالهم غداً تفتح النوادي والمطاعم ودور العباده والسينما أبوابها وغداً يتحسن الاقتصاد ،
غداً تمتلىء المقاهي والشواطئ والساحات والمتنزهات ،
غداً ينتهي العام الدراسي ونسمع زغاريد النجاح والأعراس والحفلات ، غدا يبدأ الفيروس بالإنحسار والشفاء منه بإذن الله، غداً أجمل بإذن الله ،
غدا نستقبل رمضان مبتهجين مطمئنين بإذن الله غداً تتفتح الزهور ويسطع النور وتغرد الطيور خذ جرعة أمل ولا تيأس من رحمة الله شدة وتزول .
ويا ما دقت علي الرأس كورونا
ِ

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار