العاصمة

بشارة طائر الأشجان

0
زيد الطهراوي
الرحلة تبدأ فينا و عواطف من ساروا طامحة لسماوات
أم تحضن طفلا طار بعيد حنان و سبات
و تورثه عادتها في إنعاش الشوق لأقمار تتحدى الليل بنبضات
يا هذا الطائر من علمك الشعر و من كون بنيان البصر الثاقب في صورتك الممتلئة بالهالات
يصبح كل العالم وهج رماد مات
لتجيء وحيدا و تدافع عن حقك في سبك الكلمات
لم تزدد الا نصبا و الشأن لأعدائك يسمو في الجاه و في الساحات
من أنت لتضحك ضحكتهم و تضمك أغلى الباقات
أنت المستبطىء عنهم فاقبع في صمتك و اسكب في درب شحوبك أنقى الدمعات
يا هذا الشاعر من علمك التحليق و من في أعشاش الضر الكالح أرساك
تختار طريقك من طرق و تخالف سرب الظلم لتسلم نفسك للمنفى و شتات
( أحلم بالأشجار البرية لا تقطع صولتها أسلاك حديد
و تعيش على الشمس و هدهدة الريح و تربتها و هديل
العزة تسري في أعماق وريد
و تلون بالتربة جبهتها: أيخون التربة غصن يتغذى من أصل نضارتها كوليد
أحلم بالأشجار و حلمي أبسط من نهر لكن كالقمر بعيد)
يا شاعر يا طائر تؤلمهم هذي الصرخات
فثقافة أجنحتك أقلقت الهامات
هامات بين الأشجار البرية تلبس لبستها و تخون التربة و النبضات
و لعلك حين ركنت لتأخذ درعا يكفيك الطعنات
كان الدرع هو السيف الأعمى يضرب قلبك كالومضات
ستغرد في منفاك الأقسى عن جوع الأشجار البرية في الخصب و ألوان البركات
ستغرد عن من كان السبب لقلعك من تربتك الأنقى من كل التربات
و تغرد عن حلم آت
(إني سواح في أرض الله و أشجاري تتكسر في الريح
أثوابي تبلى و فؤادي صب و جريح
أشتاق و شوقي جمر و مناي مغادرة المنفى و الجيب شحيح
أجنحتي تتكسر و الشعر بقلبي أنات كسيح
و شذى الورد بقلبي فوار و صريح
من يشعر أني أخشى أن ألقى بدل العودة أذرعة ضريح)
الطائر عاد بعيد الألم الخانق للقلب و للهمسات
لم يتقصف بعد الورق المتشبث بالأغصان
و سينهل من بذخ الغيمات
و الأغصان كذلك تحتفظ بحبل العهد على الأجفان
لا يتوقف قلب الطائر عن شوق للفجر النابع من رئة الأوطان
أمجاد الحب الثكلى أصغت – بعد التعب الحاني للظهر – لمقطع صمت و سبات
فإذا بالعطر المتناثر فوق الأكفان
يوقظها كسناء أو أقوى و حنين عذب كالريحان
قمر و عناد و بكاء في سمت الطائر، و الأنوار
تقتحم الغدر و مهد الزيف الغاشم و الظلمات
و فؤاد الطائر يتفتح كالوردة صامدة في الإعصار
اللب هو الأعتى في حرب تقمع أزهار الشرفات
يا شاعر يا طائر في قلعة بأسك قاوم أعماقك أخرج منها العثرات
لتغرد فيها رئة الحق و تصفو رغم الأكدار
(الشدة تغلق أبوابا و تدمر مركب عمري و الأفنان
فقر مرض تشريد و الغربة كالجمر و كالأكفان
قد تغلق كل الأبواب و لا يغلق باب الرحمن
ليمد الله العبد بنور في سلم طاعات في أرض الحرمان
يا خالق دنيانا أقبلت إليك بقلبي فارزقني شط أمان
فحصيلة بعد عن غايتنا هي أرض ملآى بالطغيان
الظلم سيدحر و الآمال ستبنى و ستبلى الأحزان
يا رب أتيتك أبكي ندما قبل الخسران
فأذقني يا رب حلاوة إيمان
فأذقني يا رب حلاوة إيمان
فأذقني يا رب حلاوة إيمان

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار