طارق سالم
دائما ما كنا نسمع من حين لآخر مجنونة يا قوطة بأن جنت القوطة وارتفع ثمنها إلى الحد الغير معقول ولا يصدق وعند السؤال كانت الإجابة هذا يحدث من بين عروة وأخرى وتعودنا على ذالك لدرجة أن هذه الجملة أصبحت دارجة على لسان كل منا كل عام وفي فترة زمنية معينة من العام
ولكن في هذه الفترة ومع تعويم الجنيه وتحرير سعر الصرف تحرر معه كل شيء بالحياة حتى شمل المأكل والمشرب والملبس وكل ما يلزم الشعب من المعيشة بكافة أنواعها وأشكالها وألوانها وارتفعت أسعارها يوما عن يوم لدرجة الجنون الذي لا يتحمله عاقل ولا سائل من هذا الشعب وهو يرى ويسأل ويتساءل ويحدث نفسه التي بين جنبيه وهو يمشي بالأسواق يلتفت يميا ويسارا ويقول ماذا جرى وماذا نفعل وما تبقى بالجيب من شيء .
وليست القوطة هى فقط التي يطلق عليها صفة الجنون ولكن شمل هذا الجنون باقى الخضروات والفواكه التي ترتبط بها سواء كانت جارة أو قرابة أو حتى صداقة أو زمالة أو حتى مجرد الارتباط ولو من بعيد . وهذه الخضروات واللحوم والأسماك أصابها الجنون فجأة ودون مقدمات ولا مؤشرات مرة واحدة حتى أنه أفقدها توازنها وأثر ذالك على سيرتها وشكلها ولونها وأصبحت تخيف الشعب ويهابها ولا يأمن التقرب منها بل اكتفى بالفرجة والنظر من بعيد وهو يشاور بكفيه ويتمتم بفيهه ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله ماذا جرى لهؤلاء ومن تسبب في جنونهم إلى هذا الحد وليس هناك من يعالج أو يراقب أو يصادر كل من أصابه الجنون حتى يأمن الشعب مأكله وملبسه ومعيشته وهو يمشي مطمئننا بالحياة
واليوم نقول بالفعل وبكل قوة وجرأة براءة القوطة من الجنون لأنه ليس بجديد عليها ويأتيها كل عام لفترة معينة ويذهب ولكن الجنون الحقيقي وما نراه ونلمسه الآن بالأسواق والمحلات جنون مخيف وعلى ما يبدوا هو من النوع الذي ليس له علاج من قبل المتخصصين لأنهم أنفسهم يهابون القرب من هذا المصاب بالجنون لأنه من النوع الخطر على حياة البشر
وبهذا الحال وبهذا المرض الذي أصاب كل شيء بالحياة وكأنه فيروس يصيب كل من يقترب سواء باللمس أو النفس أو السلام ووصل حتى إلى إصابة من ينظر بعينيه ويتحسر .
وبالنهاية الآن أصبحت القوطة بريئة من الجنون في هذا الزمان لأن كل شيء أصابه الجنون وأصبح الناس يمشون وهم يتفرجون ويتغامزون في سكون خوفا من التقرب أو حتى مجرد السؤال لماذا هذا الجنون بالاسواق ولا تجد مجيب على هذا السؤال إلا هو كده مش عايشين بالدنيا ولا إيه وهنا يسرع الناس ويهمون بالخروج من الأسواق ويضربون كف بكف لأن ما تحمله جيوبهم من مال لا يكفى حى لقمة عيش ولا حتى قطعة من الفاكهة أو حتى لمسة من لحم وهكذا في باقى الأصناف التى بالسوق .
وهنا انتشرت عدوى الجنون بين بنى البشر لأن كل من يشاهدهم أو يشاهد صورهم يتعجب وهم يحدثون أنفسهم منهم من يتحدث بصوت عال ومنهم من يتمتم بينه وبين نفسه ومنهم من يقول ارحموا من بالأرض يرحمكم من بالسماء ويقول المارة عليهم ماذا جرى للبشر كانوا مطمئنين بحياتهم وعندما يقترب منهم برفق وخوف من العدوى ليسأل ويفهم ما هذه الحياة القاسية التى اصابت البشر فتكون الإجابة أدخل الاسواق وأنت ترى وتسمع وتشاهد لماذ أصابتنا عدوى الجنون الذهنى والعقلى من فيروسات جنون أسعار كل شئ بها ولم نعد نقدر على الشراء أو حتى التقرب والسؤال .
هل منكم من يملك العلاج لهذه العدوى الهيستيرية بالاسواق وهل ممكن نحافظ على الباقى من البشر من هذه العدوى عدوى الجنون المادي والفكري . من يجد بنفسه القدرة على العلاج لهذه الحالة فليتقدم وينقذ البشر من الجنون أو حتى يقدم التطعيم لمن بقى من البشر حتى لا تصيبهم العدوى لكى لا تنتشر لكل البشر وتصبح الحياة بلا عقل أو قلب .
وأخيرا الحق يقال نحن نقر ونعترف بأن القوطة بريئة من هذا الجنون الجماعي الذي اصاب الكل عن عمد وبفعل فاعل .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.