العاصمة

بالتعليم عندما تأتى السكرة فلابد أن تموت الفكرة

0

 

طارق سالم

فكرة التطوع التى يعلمها الجميع بمصرنا الحبيبة هى التطوع للدفاع عن الوطن وأرضه وعرضه وأيضا هناك نوع من التطوع للعمل العام والأهلى ومنهم من يوفق ومنهم من لم يوفق ولكن فكرة التطوع للعمل بالقطاع الحكومى ثقافة جديدة وخطيرة جدا على مجتمعنا وبعيدة كل البعد عن تفكيرنا العملى خاصة بالتعليم لأنه أهم وأخطر على مجتمعنا وعلى طلابنا

خوفى من سكرة تطوير منظومة التعليم وكثرة قرارتها واوامرها الورقية وتعليماتها أن تكون سكرة بالمعنى الحقيقي لها وهو الموت عما كان هذه التطوير يحيد عن الهدف الحقيقي منه .

ما قراته في هذه الايام عن موافقة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على السماح لحاملى المؤهلات العليا التربوية بالعمل بمهنة التدريس تطوعًا وأوضحت وزارة التربية والتعليم أنه سيتم منح المتطوع شهادة تقديرعن الحد الأدنى لمدة العمل التطوعي وشهادة خبرة بنهاية فترة عمله (عام دراسي) بمدارس وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

• وهذه فكرة جاءت بعد سكرة الافكار السابقة بتطوير التعليم وعدم دراسة الأمر جيدا من عدة اتجاهات وتوفير الأدوات اللازمة قبل بدأ منظومة التطويرالذي اسعدنا وأعادة الأمل بالفكرة والتحديث التعليميى والعقلى والفكرى لطلابنا من أجل خلق جيل جديد يحمل أمانة الوطن ومواكبة كل ما هو جديد بالعالم من حوله مما أدى إلى الإتجاه لهذه الفكرة وهى اللجوء للعمل التطوعى بالتعليم ومنها :

1- عدم توفير الأدوات اللازمة لهذا التطوير ومنها تجهيز المدارس بمعدات التكنولوجيا ووشبكات الإنترنت .

2- عدم مراعاة قياس عمر المدرسين والمدرسات في تلقى هذا التطوير من خلال التدريب والإستيعاب وعدم قدرة معرفة معظمهم بالتكنولوجيا واستعمالها لتقدمهم بالسن والعمرلان معظمهم يقترب من سن الخمسين عاما فضعف ووهن بدنه وعقله وايضا مع مشاكل الحياة المعيشية والأسرية التى اصبحت مرهقة لهم جدا من خلال العام الدراسى وخاصة بمرحلة التعليم الاساسي .

3- مدة برامج التدريب التى يحصل عليها هؤلاء المدرسين والمدرسات لا تكفى ليحصدون منها على معلومات كافية لكي توافق منظومة التطوير .

4- هذه المنظومة كان من أهدافها القضاء على الدروس الخصوصية وتخفيف العبئ على كاهل الاسر ولكن للأسف لم تقضى على هذه الظاهرة بل يعتقد الكثيرون أنها اصبحت أكثر شيوعا بين الطلاب والمدرسين .

5- كان لابد من خلق جيل من الجامعات التربوية ويدرس مناهج هذه المنظومة وافكارها طوال الأربع سنوات بالجامعة حتى يتخرج وهو يحمل كل صفات معلم التطوير والتحديث وتطبيق هذه المنظومة من خلال تعينه فور تخرجه لأنه يصبح قادرا على التعامل مع التكنولوجيا وأدواتها وايضا يصبح معلما تربويا في فن التعامل مع الطلاب وهناك ميزة أخرى أنه في سن مبكره وفي مقتبل عمره وقادرا على العطاء وتحمل اليوم الدراسي ويكتسب النشاط والحيوية مما يعود بالنفع على الطلاب والمدرسة وعملية التطوير .

6- وهناك مشاكل كثيرة أخرى تخص المدارس والفصول من حيث كثافة الفصول وعدد التلاميذ الذي لا يمكن للمدرس أن يسيطر على هذه الأعداد وتوصيل المعلومة الصحيحة وسط جو هادء حتى يستفيد منها الطالب .

7- أيضا عملية العجز الصارخ للمدرسين بالمدارس مما يحمل المدرسين بالمدارس العبئ والجهد في سد هذا العجز مما يسبب كثير من المشاكل لإدارة المدرسة عندما تكون هناك فصول خالية من المدرسين وحتى إن وجد فإنه يدرس في غير تخصصه وهو في ضيق كبير وفوق طاقته .

8- لابد من متابعة وفحص ومناقشة التقارير التى تصدر من المدارس والإدارات والمديريات التى تصل للوزارة بكل جدية دون النظر أنها تقارير ورقيه تحمل معلومات غير صحيحة وتعد من الإنجازات للوزارة ولمنظومة التعليم وتطويره لأنها غالبا ما تكون حفاظا على الكراسى والمناصب وفقط وأيضا النزول لأرض الواقع لمشاهدة الواقع الحقيقي لكل المدارس وأيضا المدرسين والمدرسات ومقابلتهم ودراسة حالتهم العلمية والنفسية والعقلية من قدرتهم على إستيعاب هذه المنطومة والقدرة على تطبيقها .

هذه المشاكل على سبيل المثال لا الحصر حتى لا أطيل وأكون محبطا للقارئ .

يعد العمل التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي وهو كظاهرة اجتماعية موجود في المجتمعات الإنسانية منذ خلقها االله ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع لآخر ومن فترة زمنية لأخرى.

فتبرز أهميته وتزداد الحاجة إليه كلما تقدمت المجتمعات وتعقدت العلاقات الاجتماعية فيها.

بناء منظومة تعليمية متطورة ومتجانسة مع النُظم التعليمية العالمية يفتح المجال أمام تقدُّم الدولة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وإلى ما غير ذلك فالتعليم هو المحرك الأساسي في تقدم المجتمعات ويقاس تطور ونماء الشعوب من خلال التعليم والعملية التعليمية تقوم علي بناء عقلية الطالب ومحو أمية المجتمع ومع هذا تظل معوقات العملية التعليمية عائقاً كبيراً أمام تطوير منظومة التعليم في مصر لتعم الفوضي جميع المؤسسات التعليمية بعد فشل الإدارات التعليمية في تقديم مستوى تعليمى يحقق ما تنشده من تخريج جيل مؤسس علمياً وأصبح دور المسئولين فى التعليم غير مفعل تماماً وهذه الأسباب التي ينضم إليها المجتمع الخارجي كشريك أساسي في حدوث هذا الخلل الحادث في الفجوة التعليمية التي يضاف إليها غياب الإدارة السياسية وقلة أعداد المدرسين وعدم تأهيلهم ونقص الخدمات التعليمية وسوء المرافق وتهالك الأبنية التعليمية وتكدس الفصول وغياب الأمن علي أبواب المدارس وتسرب الطلاب من المدارس وتفشي ظاهرة الدروس الخصوصية ومن ثم زادت حالة السوء التي تعانيها المدارس الحكومية ما أدى إلى تدهور أحوال التعليم.

من خلال كل هذا هل نتوقع أن تخرج هذه الفكرة للحياة وهل هناك من يريد التطوع أن ينضم لمنظومة هذه المشاكل وأن يتحمل مسئولية علمية من أجل الحصول على شهادة لا تثمن ولا تغنى من جوع أعتقد أنها ستزيد من المشاكل والعبث بالتعليم في جميع المراحل وتكون هناك فوضى إدارية بالمدارس وأيضا لدى الطلاب .

اترك رد

آخر الأخبار