اليوم العالمي للغة برايل لغة تُضيء العتمة: برايل.. حين تنطق الأصابع بالمعرفة
بقلم د : خالد السلامي
04-01-2025
وسط عالم مليء بالكلمات المكتوبة والكتب المفتوحة، يعيش الملايين في ظلام لا يمكن اختراقه إلا بلغة خاصة، تُحفر على صفحات الحياة كنقاط تُضيء طريق المعرفة. إنها لغة برايل، تلك الأداة التي لم تكن مجرد نظام كتابة، بل كانت نافذة مفتوحة نحو العالم للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر.
تاريخيًا، لم يكن الوصول إلى المعرفة متاحًا للجميع. كانت الكتب تعني الحروف المطبوعة، والأفكار كانت محتجزة بين الأسطر، لا يمكن لمن حُرموا من نعمة البصر أن يلمسوها أو يتفاعلون معها. لكن ظهور نظام برايل أحدث ثورة حقيقية؛ فقد أصبح بإمكان الأصابع أن تقرأ، والأيدي أن تستكشف الأفكار، والعقول أن تنطلق بحرية نحو آفاق جديدة.
إن اليوم العالمي للغة برايل ليس مجرد احتفال بتاريخ أو اختراع؛ بل هو دعوة للتأمل في حقوق التعليم والمعرفة والاندماج الاجتماعي للأشخاص المكفوفين. إنه تذكير بأن المعرفة ليست حكرًا على من يبصرون، بل هي حق إنساني أصيل يجب أن يكون متاحًا للجميع بلا استثناء.
في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذه اللغة المدهشة. سنستكشف قصتها، آليتها، دورها في تشكيل حياة ملايين الأشخاص حول العالم، وتحدياتها في زمن التكنولوجيا المتقدمة. لأن لغة برايل ليست مجرد نقاط على ورق؛ إنها صرخة حرية، وهمسة أمل، وجسر يصل بين الظلام والنور.
ولادة الضوء في الظلام – قصة اختراع لغة برايل
في مطلع القرن التاسع عشر، وُلد طفل فرنسي صغير يُدعى لويس برايل في قرية كوبفراي، لم يكن يعلم والده الحرفي أن ابنه سيُغيّر حياة الملايين حول العالم. في سن الثالثة، تعرّض لويس لحادث مؤلم أثناء لعبه بأدوات والده الحادة، ما أدى إلى فقدانه بصره بالكامل.
رغم الظلام الذي أصبح يُحيط به، لم يستسلم لويس. أظهر منذ طفولته ذكاءً حادًا وعطشًا للمعرفة. التحق بمدرسة للمكفوفين في باريس، حيث اكتشف هناك نقصًا كبيرًا في المواد التعليمية الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. كانت الكتب المكتوبة للمكفوفين حينها ضخمة، تعتمد على حروف بارزة وغير عملية، ولم تكن تساعد على التعلم المستقل.
ذات يوم، سمع لويس عن نظام اتصال عسكري يُدعى “الكتابة الليلية”، اخترعه ضابط فرنسي يُدعى تشارلز باربييه، لتسهيل قراءة الرسائل في الظلام دون الحاجة إلى الضوء. كان النظام يعتمد على نقاط بارزة تُضغط على الورق. ولكن رغم عبقرية النظام، إلا أنه كان معقدًا وصعب الفهم.
في سن الخامسة عشرة فقط، بدأ لويس برايل بتطوير هذا النظام وتحويله إلى شكل أكثر بساطة وفاعلية. بعد سنوات من التجارب المتواصلة، نجح في تصميم نظام كتابة يعتمد على ست نقاط بارزة، يمكن من خلالها تمثيل الحروف والأرقام والرموز الموسيقية. كان هذا الاكتشاف أشبه بثورة صامتة؛ حيث فتح الباب أمام ملايين المكفوفين لقراءة الكتب والدراسة بشكل مستقل.
لكن نجاح برايل لم يكن سهلًا؛ فقد واجه معارضة شديدة من المؤسسات التعليمية والسلطات في ذلك الوقت، الذين اعتبروا نظامه غير ضروري ومعقد. رغم ذلك، أصر برايل على رؤيته واستمر في تعليم نظامه لطلابه المكفوفين، الذين بدورهم أثبتوا للعالم فعاليته.
بعد وفاة لويس برايل عام 1852، بدأ النظام الذي اخترعه يكتسب اعترافًا عالميًا. واليوم، تُعد لغة برايل من أهم الاختراعات الإنسانية، وأصبحت تُستخدم في كل مكان: من الكتب إلى اللوحات الإرشادية والأجهزة التكنولوجية المتقدمة.
برايل – أكثر من مجرد نقاط بارزة
لغة برايل ليست مجرد نظام كتابة تقني يتكوّن من نقاط بارزة على الورق؛ إنها جسر يُوصل الأشخاص المكفوفين بعالم الكلمات والمعرفة والأفكار. هذه النقاط الصغيرة تحمل في طياتها قصصًا لا تُحصى، وأبوابًا مفتوحة نحو التعليم، الثقافة، والاستقلالية.
كيف تعمل لغة برايل؟
تتكوّن لغة برايل من ست نقاط بارزة مُرتبة في خليّة مستطيلة صغيرة. من خلال ترتيب مُختلف لهذه النقاط، يتم تمثيل كل حرف، رقم، أو رمز موسيقي. يمكن للأصابع أن تتعرّف على هذا الترتيب بسهولة، مما يسمح للمكفوفين بقراءة النصوص بطريقة ملموسة.
النظام ليس مُقتصرًا على الأبجدية فقط، بل يشمل:
• الأرقام والعمليات الحسابية.
• الرموز الموسيقية.
• الاختصارات والاختزال لزيادة سرعة القراءة.
إنه ليس مجرد نمط من النقاط؛ إنه لغة حقيقية تُتيح لصاحبها أن يتفاعل مع العالم بحريّة.
برايل في الحياة اليومية
تُستخدم لغة برايل اليوم في العديد من المجالات لتسهيل حياة المكفوفين:
1. الكتب المدرسية والأدبية: متوفرة بلغة برايل لتسهيل التعليم والقراءة الذاتية.
2. لوحات الإرشاد العامة: في المصاعد، محطات القطار، والخرائط التفاعلية.
3. الأجهزة الإلكترونية: لوحات المفاتيح المخصصة للمكفوفين، وأجهزة قراءة الشاشة.
4. الملصقات الدوائية: أصبحت بعض شركات الأدوية تُضيف تعليمات بلغة برايل على العبوات لضمان الاستخدام الآمن.
5. المال والعملات الورقية: بعض الدول أدرجت رموز برايل على العملات لتمييز الفئات النقدية.
إن انتشار لغة برايل في هذه المجالات يعكس أهمية دمج المكفوفين في المجتمع كأفراد قادرين على التفاعل، الإنتاج، والاعتماد على أنفسهم.
برايل والتعليم: مفتاح المستقبل
التعليم هو مفتاح التمكين، ولغة برايل تُعتبر الوسيلة الأساسية لتحقيقه. القدرة على القراءة والكتابة تفتح أمام المكفوفين أفقًا واسعًا؛ حيث يمكنهم:
• متابعة تعليمهم الأكاديمي.
• الوصول إلى مصادر المعرفة بسهولة.
• تطوير مهاراتهم المهنية.
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المكفوفين الذين يتعلمون لغة برايل منذ الصغر يُحققون معدلات أعلى من النجاح الوظيفي مقارنة بأقرانهم الذين يعتمدون فقط على التقنيات السمعية.
أكثر من مجرد لغة: رمز للاستقلالية
لغة برايل ليست مجرد أداة لتسهيل القراءة؛ إنها رمز للاستقلالية والكرامة. عندما يقرأ شخص كفيف كتابًا بلغة برايل دون مساعدة، يشعر بأنه حر، قادر على استكشاف الأفكار والمعرفة دون قيود.
إنها ليست مجرد نقاط؛ إنها همسات من العالم الخارجي تصل إلى قلوب وعقول من لا يرون، لكنها تُشعل في داخلهم نورًا لا ينطفئ.
القسم الثالث: التكنولوجيا ولغة برايل – شراكة نحو المستقبل
في عصرٍ يتسارع فيه التطور التكنولوجي، أصبحت لغة برايل أكثر تكاملًا مع الأدوات الحديثة، مما فتح آفاقًا جديدة أمام الأشخاص المكفوفين للوصول إلى المعلومات والمعرفة بسهولة ومرونة. لم تعد لغة برايل محصورة في الصفحات الورقية الثقيلة، بل امتدت إلى الأجهزة الذكية والتطبيقات الرقمية، لتواكب احتياجات الأجيال الجديدة وتُعزز استقلاليتهم.
1. الأجهزة اللوحية والشاشات اللمسية التفاعلية
تطورت الأجهزة اللوحية المخصصة للمكفوفين بشكل كبير، حيث باتت تدعم قراءة النصوص بلغة برايل عبر شاشات خاصة تُظهر النقاط البارزة بطريقة ديناميكية. يمكن للمستخدم تصفح الكتب الإلكترونية، قراءة المقالات، وحتى التعامل مع الرسائل النصية بسهولة من خلال هذه الأجهزة.
أبرز الأمثلة:
• الشاشات القابلة للتحديث بلغة برايل: تعرض النصوص بتنسيق برايل في الوقت الفعلي.
• الأجهزة اللوحية الذكية للمكفوفين: مثل أجهزة “BrailleNote” التي تجمع بين الكتابة بلغة برايل واستخدام الإنترنت.
2. التطبيقات الذكية الداعمة للغة برايل
التطبيقات أصبحت نافذة سحرية للمكفوفين. بعض التطبيقات تمكّن المستخدمين من تحويل النصوص العادية إلى برايل، أو العكس. يمكنهم تصفح الكتب، إرسال الرسائل، وحتى التسوّق عبر الإنترنت بسهولة.
تطبيقات بارزة:
• Braille Tutor: تطبيق يُساعد على تعلم لغة برايل.
• KNFB Reader: يُحوّل النصوص المطبوعة إلى لغة برايل أو قراءة صوتية.
• Seeing AI: تطبيق مدعوم بالذكاء الاصطناعي يصف الصور والمستندات بلغة برايل أو صوتيًا.
3. الطابعات الرقمية بلغة برايل
لم تعد الطباعة بلغة برايل عملية معقدة وبطيئة. الطابعات الحديثة أصبحت أسرع، وأقل تكلفة، وأكثر دقة. أصبح بإمكان المدارس والمكتبات إنتاج مواد تعليمية بلغة برايل بسهولة، ما يضمن وصولًا أفضل للمعرفة.
أبرز التقنيات:
• الطابعات المحمولة بلغة برايل.
• الطابعات ثلاثية الأبعاد المستخدمة لطباعة خرائط وأشكال ملموسة للمكفوفين.
4. الكتب الإلكترونية بلغة برايل
الثورة الرقمية جعلت الكتب بلغة برايل أكثر توفرًا من أي وقت مضى. المكتبات الرقمية المخصصة للمكفوفين أصبحت غنية بالمواد المقروءة، سواء كانت تعليمية، أدبية، أو ترفيهية.
أمثلة على المكتبات الرقمية:
• Bookshare: مكتبة رقمية تتيح للمكفوفين الوصول إلى آلاف الكتب.
• Project Gutenberg (إصدارات برايل): توفر كتبًا مجانية بلغة برايل.
5. الذكاء الاصطناعي وخدمات المساعدة الصوتية
تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل Siri وGoogle Assistant سهلت حياة المكفوفين بشكل كبير. هذه الأدوات لا تحل محل لغة برايل، لكنها تُكمّلها. يمكن للمستخدم أن يسأل المساعد الصوتي عن الطقس، المواعيد، أو حتى طلب قراءة الرسائل بلغة برايل.
6. العقبات التقنية التي لا تزال قائمة
رغم التقدم الكبير، إلا أن هناك تحديات تواجه دمج لغة برايل بالتكنولوجيا بشكل أوسع:
• تكلفة الأجهزة الحديثة: الأدوات التكنولوجية بلغة برايل غالبًا ما تكون باهظة الثمن.
• نقص الوعي: بعض المؤسسات التعليمية لم تدمج بعد التكنولوجيا بلغة برايل في مناهجها.
• تفاوت الوصول: في بعض الدول النامية، لا تتوفر هذه التقنيات بسهولة.
7. المستقبل: إلى أين تتجه لغة برايل؟
المستقبل يبدو واعدًا؛ حيث يعمل الباحثون على تطوير أجهزة تُترجم النصوص إلى لغة برايل بشكل فوري. قد نرى قريبًا نظارات ذكية تُمكّن المكفوفين من قراءة العلامات العامة بلغة برايل، أو أدوات تدعم اللمس الافتراضي لقراءة النصوص دون الحاجة إلى أجهزة مادية.
تحديات تواجه لغة برايل اليوم
رغم مرور أكثر من قرنين على اختراع لغة برايل، ورغم التطور التكنولوجي الذي جعلها أكثر انتشارًا ووصولًا، إلا أنها لا تزال تواجه مجموعة من التحديات التي تعيق دمجها الكامل في حياة المكفوفين. هذه التحديات ليست مجرد عقبات تقنية أو مادية؛ بل تتداخل فيها أبعاد اجتماعية، اقتصادية، وثقافية، ما يجعل مواجهتها مسؤولية جماعية.
1. نقص الوعي بأهمية لغة برايل
في كثير من المجتمعات، ما زال الوعي بأهمية لغة برايل محدودًا. يعتقد البعض أنها أصبحت “قديمة” أو “غير ضرورية” في ظل وجود الأجهزة الصوتية الحديثة. لكن الحقيقة أن هذه اللغة ليست مجرد أداة بديلة؛ بل هي عنصر أساسي يُعزز استقلالية الأفراد المكفوفين ويمنحهم القدرة على القراءة والكتابة بشكل مباشر.
الحل المقترح:
• تنظيم حملات توعية لتعريف المجتمع بأهمية لغة برايل.
• إدراج لغة برايل كجزء من المناهج الدراسية لزيادة القبول العام لها.
2. نقص الموارد التعليمية بلغة برايل
لا تزال الكتب والمناهج الدراسية بلغة برايل محدودة في العديد من الدول، خاصة في المجتمعات النامية. كما أن تكلفة طباعة المواد بهذه اللغة مرتفعة، مما يُقلل من توفرها في المدارس والمكتبات.
الحل المقترح:
• دعم مشروعات إنتاج الكتب بلغة برايل بتكلفة منخفضة.
• تشجيع التعاون بين المؤسسات التعليمية والمنظمات الداعمة لحقوق المكفوفين.
• رقمنة المزيد من المواد التعليمية بلغة برايل.
3. التكلفة المرتفعة للأدوات التقنية
الأجهزة اللوحية والطابعات الرقمية وأدوات التعلم المتطورة بلغة برايل غالبًا ما تكون مرتفعة السعر. هذا يجعلها بعيدة المنال عن كثير من الأفراد، خاصة في المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
الحل المقترح:
• تشجيع الشركات على إنتاج أدوات بلغة برايل بأسعار معقولة.
• توفير دعم حكومي للمؤسسات التعليمية لشراء هذه الأدوات.
• تشجيع المبادرات المجتمعية لتوزيع الأجهزة مجانًا أو بأسعار رمزية.
4. نقص المعلمين المتخصصين في لغة برايل
تعلّم لغة برايل يتطلب معلمين مؤهلين ومدربين بشكل جيد. في كثير من الأماكن، هناك نقص حاد في الكوادر المؤهلة لتعليم هذه اللغة، مما يُقلل من فرص تعلمها بشكل صحيح.
الحل المقترح:
• إطلاق برامج تدريبية متخصصة لإعداد معلمي لغة برايل.
• توفير حوافز للمعلمين المؤهلين للعمل في هذا المجال.
• دعم المؤسسات التعليمية لتوظيف مختصين في لغة برايل.
5. التمييز الاجتماعي وضعف الاندماج
ما زال العديد من المكفوفين يُواجهون تمييزًا اجتماعيًا يحرمهم من فرص التعليم والعمل المتكافئة. يُنظر إليهم أحيانًا على أنهم غير قادرين على المشاركة الكاملة في المجتمع، رغم امتلاكهم المهارات والمعرفة الكافية.
الحل المقترح:
• تعزيز قوانين حماية حقوق المكفوفين.
• إدماج لغة برايل في السياسات العامة للدولة.
• تشجيع بيئات العمل والتعليم الشاملة التي تراعي احتياجات المكفوفين.
6. التحديات التكنولوجية والتقنية
رغم التطور الكبير في دمج لغة برايل بالتكنولوجيا، إلا أن هناك فجوة تقنية واضحة بين الدول المتقدمة والنامية. في العديد من الأماكن، ما زالت الأدوات التقنية التي تدعم برايل غير متاحة أو غير مدعومة.
الحل المقترح:
• زيادة الاستثمار في التكنولوجيا الموجهة للمكفوفين.
• تطوير تطبيقات وأجهزة بأسعار ميسورة.
• تشجيع الابتكار في مجال تقنيات لغة برايل.
7. الحاجة إلى سياسات حكومية واضحة
في كثير من الدول، لا توجد سياسات واضحة تلزم المؤسسات بتوفير مواد بلغة برايل أو تضمن حق المكفوفين في التعليم المتكافئ.
الحل المقترح:
• إصدار قوانين تُلزم المؤسسات بتوفير مواد بلغة برايل.
• مراقبة تطبيق السياسات لضمان وصول المكفوفين إلى حقوقهم الأساسية.
• تشجيع المنظمات الدولية على دعم مبادرات لغة برايل في الدول الفقيرة.
كيف ندعم لغة برايل؟
إن دعم لغة برايل ليس مسؤولية فرد واحد أو مؤسسة واحدة، بل هو جهد جماعي يتطلب تكاتف الأفراد، الحكومات، والمنظمات المجتمعية. إنها ليست مجرد لغة تُسهّل حياة المكفوفين؛ بل هي رمز للمساواة والحق في الوصول إلى المعرفة دون قيود. في هذا القسم، سنستعرض خطوات عملية يمكن من خلالها دعم لغة برايل وضمان انتشارها واستدامتها.
1. تعزيز التعليم بلغة برايل في المدارس
التعليم هو الأساس الذي يُبنى عليه المستقبل. يجب دمج لغة برايل في المناهج التعليمية وضمان توفير المواد الدراسية بطريقة تتناسب مع احتياجات الطلاب المكفوفين.
• تخصيص فصول دراسية مخصصة لتعليم برايل في المدارس.
• تدريب المعلمين على تعليم لغة برايل بطرق مبتكرة وفعّالة.
• توفير كتب مدرسية وأدوات تعليمية بلغة برايل.
2. دعم الابتكار التكنولوجي بلغة برايل
التكنولوجيا أصبحت أداة قوية لتعزيز لغة برايل. يمكن دعم الابتكارات التي تساعد على جعل هذه اللغة أكثر وصولًا:
• الاستثمار في تطوير تطبيقات تدعم قراءة وكتابة برايل.
• تشجيع إنتاج أجهزة إلكترونية منخفضة التكلفة تدعم لغة برايل.
• التعاون مع شركات التقنية الكبرى لدمج لغة برايل في أجهزتها الذكية.
3. نشر الوعي بأهمية لغة برايل
الوعي هو أول خطوة نحو التغيير. كثير من الناس يجهلون أهمية لغة برايل ودورها في تمكين المكفوفين.
• تنظيم ورش عمل وفعاليات حول لغة برايل.
• نشر قصص نجاح لأشخاص حققوا إنجازات بفضل هذه اللغة.
• دمج لغة برايل في الأماكن العامة كالمستشفيات، المطاعم، والمواصلات.
4. تسهيل الوصول إلى المواد المطبوعة بلغة برايل
لا يزال الوصول إلى المواد المطبوعة بلغة برايل يشكّل تحديًا في كثير من الأماكن.
• إنشاء مكتبات عامة تحتوي على كتب بلغة برايل.
• رقمنة الكتب والمراجع بلغة برايل لتسهيل الوصول إليها إلكترونيًا.
• تقديم حوافز للناشرين لإنتاج مواد بلغة برايل.
5. تشجيع بيئات العمل الشاملة
يمكن للمنظمات والشركات أن تلعب دورًا هامًا في دعم لغة برايل من خلال:
• توفير أجهزة تدعم لغة برايل في أماكن العمل.
• تدريب الموظفين المكفوفين على استخدام الأدوات الحديثة بلغة برايل.
• ضمان المساواة في الفرص الوظيفية ودعم بيئات عمل دامجة.
6. دعم المنظمات المهتمة بلغة برايل
المنظمات غير الربحية تلعب دورًا كبيرًا في نشر لغة برايل.
• تقديم تبرعات للمنظمات التي تعمل على طباعة الكتب بلغة برايل.
• التطوع في ورش العمل التعليمية للمكفوفين.
• دعم المبادرات المحلية والدولية الموجهة لنشر لغة برايل.
7. السياسات الحكومية والتشريعات الداعمة
الحكومات تتحمل مسؤولية كبيرة في دعم لغة برايل من خلال:
• فرض قوانين تُلزم المدارس بتعليم لغة برايل.
• تقديم إعفاءات ضريبية للشركات التي تُنتج مواد أو أجهزة بلغة برايل.
• مراقبة تطبيق السياسات للتأكد من وصول الموارد إلى مستحقيها.
8. تشجيع تعلم لغة برايل بين الأفراد المبصرين
تعلم لغة برايل ليس مقتصرًا على المكفوفين؛ يمكن للأفراد المبصرين تعلمها لدعم أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم من المكفوفين.
• إقامة دورات تدريبية قصيرة لتعليم أساسيات لغة برايل.
• تشجيع المعلمين على تعلم اللغة لنقلها إلى طلابهم.
• دمج أساسيات لغة برايل في المناهج الدراسية لزيادة الوعي.
9. تضمين لغة برايل في الفضاءات العامة
لغة برايل يجب أن تكون حاضرة في كل مكان:
• لوحات إرشادية بلغة برايل في المواصلات العامة والمرافق الحكومية.
• قوائم طعام بلغة برايل في المطاعم.
• توفير خرائط تفاعلية ملموسة للأماكن العامة.
10. تشجيع الفن والثقافة بلغة برايل
الفن هو لغة عالمية، ويمكن أن يُستخدم كأداة لتعزيز لغة برايل.
• تنظيم معارض فنية تفاعلية تستخدم لغة برايل.
• إنتاج كتب أدبية وشعرية بلغة برايل.
• دعم مبادرات الموسيقى والتعبير الفني التي تُدمج لغة برايل.
الخاتمة: لغة تُنير الطريق – برايل بوابة الحرية والمعرفة
في ظلام الإعاقة البصرية، وُلدت لغة برايل كضوء يُبدد العتمة، ونافذة تُفتح على عوالم مليئة بالمعرفة والقصص والأحلام. لم تكن مجرد نقاط تُطبع على الورق، بل كانت ثورة صامتة غيّرت حياة الملايين، وجعلت التعليم والقراءة حقًا ملموسًا يمكن الوصول إليه بالأصابع والقلوب.
لقد رأينا في هذا المقال كيف تحوّلت لغة برايل من مجرد فكرة بسيطة لطفل صغير فقد بصره، إلى لغة عالمية تعبر الحدود، وتصل إلى كل زاوية يُريد أصحابها أن يلمسوا المعرفة بأيديهم. لغة برايل ليست مجرد أداة؛ إنها رمز للكفاح، للإرادة، وللإصرار على التغلب على التحديات مهما كانت صعبة.
اليوم، في عصر التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات المتسارعة، أصبحت لغة برايل تتنفس من خلال الشاشات الرقمية، تتجلى في الأجهزة اللوحية، وتجد مكانها في المكتبات الإلكترونية. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تتطلب منا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، العمل يدًا بيد لضمان وصول هذه اللغة إلى كل شخص يحتاجها.
إن دعم لغة برايل ليس مجرد تلبية لاحتياج فئة معينة؛ بل هو تأكيد على أننا نعيش في عالم يسوده العدل والمساواة، عالم يُتيح للجميع فرصة متكافئة للتعلم والتواصل والنجاح.
كل جهد يُبذل لنشر لغة برايل هو خطوة نحو بناء عالم أكثر شمولًا، أكثر وعيًا، وأكثر إنسانية.
لنكن جزءًا من هذا التغيير. لنساهم – كلٌ بما يستطيع – في نشر لغة برايل ودعمها. لأن لغة برايل ليست مجرد حروف منقوشة على الورق؛ إنها صوت يصرخ بالحرية، وجسر يمتد من العتمة إلى النور، وأمل يُزهر في قلب كل من يلمس نقاطها البارزة.
العقل يرى، والقلب يُبصر… ولغة برايل تُجعل هذا ممكنًا.
المستشار الدكتور خالد السلامي .. حصل على “جائزة أفضل شخصيه تأثيرا في الوطن العربي ومجتمعية داعمه ” لعام 2024
حصل المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم .
وحاصل أيضًا! على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي لعام 2023 ؛ ويعد” السلامي “عضو اتحاد الوطن العربي الدولي وعضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي .
كما حاصل على “جائزة أفضل شخصيه مجتمعية داعمه “وذلك لعام 2024 وعضو في المنظمه الامريكيه للعلوم والأبحاث.
ويذكر أن ” المستشار خالد “هو رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021.