محمد أنور السادات قال فيه ؛عاهدت الله و عاهدتكم على أن قضية تحرير التراب
الوطني و القومي هي التكليف الأول الذي حملته ولاءاً لشعبنا و للأمة
عاهدت الله و عاهدتكم على أنني لن أدخر جهداً ، أو أن أتردد دون تضحية مهما
كلفتني ، أو سبيل ، أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على رفع إرادتها
فوق مستوى أمانيها ، و ذلك لأن إعتقادي دائماً كان ، ولا يزال ، أن التمني بلا إرادة
نوع من أحلام اليقظة يرفض حبي و ولائي لهذا الوطن أن يقع في سرابه أو في
ضبابه
عاهدت الله و عاهدتكم على أن نثبت
للعالم أن نكسة سنة 1967 كانت إستثناءاً في تاريخنا و ليست قاعدة
عاهدت الله و عاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجئ بعده
منكسة أو ذليلة ، و إنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها ، عزيزة صواريها ،
و قد تكون مخضبة بالدماء ، و لكن ظللنا نحتفظ برؤسنا عالية في السماء وقت أن
كانت جباهنا تنزف الدم ، و الألم ، و المرارة
عاهدت الله و عاهدتكم على ألا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة ولا أتقدم عنها ، لا
أغامر ، ولا أتلكأ
عاهدت الله و عاهدتكم ، و حاولت مخلصاً أن أفي بالوعد ، ملتمساً عون الله ، و طالباً ثقتكم ، و ثقة الأمة ، و أني لأحمد الله
لقد كان الليل طويلاً و ثقيلاً ، و لكن الأمة لم تفقد إيمانها أبداً بطلوع الفجر ، و أني لأقول بغير إدعاء ، أن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطاً ، و إنما كانت كبوة عارضة ، و أن حركتها لم تكن ثوراناً ، و إنما كانت إرتفاعاً شاهقاً
و ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر و نتباهى ، و لكن لكي نتذكر ، و ندرس ، و نعلم أولادنا و أحفادنا جيلاً بعد جيل قصة الكفاح و مشاقه ، مرارة الهزيمة و ألامها ، و حلاوة النصر و آماله
نعم ! سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص و نروي ماذا فعل كل منا في موقعه ، و كيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره ، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب و هذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام ، ليحملوا مشاعل النور و ليضيؤا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس و الرجاء
و لقد كنا نطمئن بعطف العالم و نحن الأن نعتز بإحترامه ، و أقول لكم بصدق و أمانة إنني أفضل إحترام العالم و لو بغير عطف علي عطف العالم إذا كان بغير إحترام
مقتطفات من خطاب النصر الذى ألقاه الرئيس الراحل أنور السادات أمام مجلس الشعب
القاهرة فى 16 أكتوبر 1973 أكاديمية ناصر العسكرية تحيا مصر يحيا الوطن
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.