العاصمة

  الهجرة النبوية الشريفة    بمناسبة رأس السنة الهجرية 1442/ ١٤٤٢

0

هنا نابل/ الجمهورية التونسية

 

 

 

بقلم المعز غني

▪ تاريخ الهجرة النبوية أذن الله سبحانه و تعالى لنبيّه بالهجرة إلى المدينة المنورة بعد ثلاث عشرة سنةٍ من البعثة والدعوة في مكة المكرمة،[٤] وورد عن إبن إسحاق أنّ الهجرة النبوية كانت في السابع والعشرين من شهر صفر من السنة الرابعة عشرة من بعثة النبي محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، أمّا وصوله إلى المدينة المنورة فكان في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وذلك على إعتبار أنّ شهر محرّم الشهر الأول من السنة الهجرية.[٥]

 

▪ أسباب هجرة الرسول من مكّة إلى المدينة أسبابٌ متعلّقةٌ بموقف قريش لم تكن أُولى حركات الهجرة متمثّلةً بهجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة؛ فقد سُبقت الهجرة إلى المدينة بهجرة بعض المؤمنين الأوائل من الصحابة -رضي الله عنهم- من مكّة إلى الحبشة، وكان ذلك بأمرٍ من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ نظراً لاشتداد أذى المشركين في مكّة عليهم، ولم يكن لهم من يحميهم من أذى قريش، بينما كان رسول الله في حماية عمّه أبي طالب، لذا فإنّ من أعظم أسباب ودوافع الهجرة سواءً إلى الحبشة ومن بعد إلى المدينة المنوّرة؛ حماية أنفسهم من إيذاء المشركين الذي مسّ الصّحابة رضي الله عنهم، فقد تعرّض كثيرٌ منهم إلى التعذيب الجسديّ في سبيل دين الله تعالى، والثّبات عليه، فعُذّب بلال بن رباح رضي الله عنه، وأُلقي في الصحراء في شدّة الحرّ، وعُذّب آل ياسر رضي الله عنهم، ووعدهم رسول الله لقاء صبرهم بالجنّة، وعُذّب كثيرٌ من المسلمين غيرهم.[٦] كما إنّ من أبرز الأسباب الدّافعة للهجرة؛ الحصار الذي فرضته قريش على المسلمين وعلى بني هاشم خاصّةً، حيث تآمرت قريش و إجتمع رجالٌ منها على تنفيذ حصارٍ ظالمٍ يقتضي مقاطعة المسلمين، وحصارهم إقتصاديّاً إجتماعيّاً؛ فلا يتزوّجوا منهم أو يزوّجوهم، ولا يبتاعوا منهم أو يبيعوهم، وأصاب المسلمون من هذا الحصار أذىً وسوءاً شديداً؛ حتّى إنّ منهم من أكل ورق الشجر من شدّة الجوع، وإستمرّ الحصار والمقاطعة حتّى أجتمع أربعة رجالٍ من قريش يرفضون فيما بينهم مقاطعة أبناء عمومتهم وأرحامهم من بني هاشم، وإتّفقوا على إنهاء المقاطعة، وجاؤوا إلى قريش ليخبروهم بوجوب إنهاء المقاطعة، فلمّا رجعوا إلى الصحيفة التي كُتبت عليها بنود المقاطعة وجدوها وقد أكلتها حشرة الأرضة إلا لفظ الجلالة.[٦] وقد بلغ من تآمُر كفّار قريش على النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أن أجتمعوا؛ ليخطّطوا لكيفيّةٍ يتخلّصون فيها من رسول الله، ويوقفون دعوته، فمنهم من أقترح حبسه، ولم يلْقَ هذا الرأي القَبول خوفاً من مَنعة بني هاشم قوم النبي له، ومنهم من رأى نفيه وإخراجه، ورُفض هذا الرأي أيضاً؛ خشية أن يجتمع النّاس عليه ويسمعوا دعوته، إلى أن إتّفقوا على أن يأتوا من كلّ قبيلةٍ برجلٍ يقف على باب بيته، فإذا خرج ضربوه ضربة رجلٍ واحدٍ؛ فلا تتمكن حينها بنو هاشم من المطالبة بالقصاص، ويضيع دمه بين القبائل، وقد أطلع جبريلُ -عليه السّلام- رسولَ الله بمؤامرة قريش، فأمر الرسول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالنوم في فراشه، وأغشى الله النّعاس على الرجال وكانوا عشرة، فلم يروا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ونجّاه الله -تعالى- من سيوفهم.[٦]

كل عام و أنتم فألف خير بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة

اترك رد

آخر الأخبار