العاصمة

المنظمات الدولية في البروتوكولات

0

إيمان العادلى
أما أغرب ما وافق البروتوكولات من أحداث كبري وأصدقها في الدلالة علي صحتها فليس الثورات ولا الحروب ولا الأنقلابات ولكن إنشاء عصبة الامم ثم وريثتها هيئة الامم المتحدة .
إذ حين يريد ان يلفق أحد مؤامرة وينسب لفرد أو جماعة تدبيرها فإنه ينسب لها الهدم لا البناء والعمل علي التخريب لا الإنشاء مع تحري العموميات والبعد عن التفصيلات ما أمكن مما قد يلفقه اي أحد لأي احد.
أما إن يلفق أحد مؤامرة وينسبها لليهود فيضع علي لسانهم أنهم سيسعون في إنشاء منظمة عالمية تتولي هي تسيير العالم ودفع أممه وشعوبه في أتجاه الهدف اليهودي فهو شئ لا يفهمه عقل رشيد ولا يقبله نظر سديد إذ هو خروج علي منطق المؤامرة وفلسفة التآمر نفسها.
فى البروتوكول الخامس يقول المتحدث (سنضع موضع الحكومات القائمة مارداً يسمي ادارة الحكومات العليا
وستمتد أياديه كالمخالب الطويلة المدي وتحت إمرته سيكون له نظام يستحيل معه أن يفشل في إخضاع كل الأقطار)
وهو نص ينطبق حرفياً علي عصبة الأمم ووريثتها هيئة الامم المتحدة .
وقد كان أول عمل تقوم به عصبة الأمم بعد إعلان إنشائها هو توجيه السير إريك درموند رسالة رسمية الي زعيم الحركة الصهيونية حاييم وايزمان يؤكد له فيها إن حماية حقوق اليهود ستكون من أهم واجبات عصبة الأمم
ثم أصدرت عصبة (عصابة) الأمم صك الأنتداب علي فلسطين في 24 يوليو 1922م وقد نصت في ديباجته علي انه : لما كانت دول الحلفاء الرئيسية قد وافقت علي أن تكون الدولة المنتدبة مسئولة عن تنفيذ التصريح الذي صرحت به حكومة جلالة ملك بريطانيا في 2 نوفمبر 1917م (وعد بلفور) وصادقت عليه الدول المذكورة بأن ينشأ في فلسطين وطن قومي للشعب اليهودي ولما كانت الحكومة البريطانية قد قبلت الأنتداب وتعهدت بتنفيذه بالنيابة عن عصبة الامم طبقاً للنصوص والشروط الأتية.
وبهذا النص تحول وعد بلفور من تصريح شخصي أو بريطاني الي وثيقة دولية يلتزم بها ويعمل علي تنفيذها كل من يريد الأنتساب للأسرة الدولية والشرعية الدولية بل ويصبح من يرفضه أو يعترض عليه أو يحاول إيقاف آثاره إرهابياً مارقاً علي إرادة المجتمع الدولي وبه تحولت بريطانيا من بلطجي الذي يشرد أهل فلسطين منها ويبيدهم فيها ليحل اليهود محلهم الي دولة راقية متحضرة إنصاعت للأسرة الدولية وضحت بأموالها وجيوشها من أجل إنفاذ ما أتفقت عليه إرادة أعضائها !
وفي الفقرة التي حذفناها ينص علي انه ( ولما كان ذلك أعترافاً بالصلة التاريخية التي تصل الشعب اليهودي بفلسطين والبواعث علي إعادة إنشاءوطنهم القومي في تلك البلاد..)
ولا يوجد عند من أصدروا صك الأنتداب أي وثيقة أو مستند أو مصدر أو مرجع تاريخي أو دليل أثري يثبت انه كان لليهود دولة في فلسطين حتي ينصوا فيه علي ( إعادة إنشائها ) لا مجرد إنشائها إلا مصدر واحد فقط لا غير هو التوراة
فلا يمكن ان يكون من صاغ صك الأنتداب الذي لا تري في ظاهره إلا المجتمع الدولي والشرعية الدولية والدول الحليفة هذه الصياغة السحرية والتي بها تحولت التوراة الي صك ملكية ووثيقة تاريخية ومستند دولي لايمكن إلا أن يكون يهودياً أو من يستوطن اليهود عقله
وفي الحالتين هي البروتوكولات
وفلسفة اليهود في إنشاء المنظمات الدولية والعمل من خلالها هي نفسها فلسفة البروتوكولات كلها : العمل في الخفاء والحركة من وراء ستار حتي لا ينتبه تحد لما يريدون وما يفعلون إلا بعد ان يصبح امراً واقعاً لا يملك احد له دفعاً ذلك أنه من ذا الذي يستطيع ان يخلع قوة خفية عن عرشها ؟ … والفائدة التي نحن دائبون علي تحقيقها من هذه القوة لا تزال علي الدوام غير معروفة للعالم كثيراً كما يخبرنا البروتوكول الرابع
ومن يحاول مجابهة هذه القوة الخفية وايقاف آثار افعالها يجد نفسه في مواجهة العالم كله بأسم المروق علي النظام الدولي
وما يوجز دور المنظمات الدولية وتسخيرها لإنفاذ الارادة اليهودية والوصول الي الهدف اليهودي وما يشهد للبروتوكولات بالصحة هو أن اليهود هم القوم والملة الوحيدة في تاريخ العالم كله الذين فرغت لهم البلاد التي أرادوها من أهلها وجلبوا هم إليها من كل حدب وصوب بمخالب عصبة الأمم الطويلة وتحت رعايتها كما تنص البروتوكولات ثم ولا تنس الصدفة التفسيرية البحتة كانت دولتهم التي وضعت البروتوكولات من أجل الوصول اليها هي الدولة الوحيدة في تاريخ العالم التي انشأتها هيئة الامم المتحدة وأجبرت الجميع علي قبولها عن طريق نظامها الذي يستحيل معه أن يفشل في إخضاع كل الاقطار
أنصت فهذا مؤرخ يراجع الموسوعات ويقلب المصادر والمراجع المعتمدة وهو يضرب كفاً بكف ساخراً من هذا الخيال المريض وذاك أستاذ للعلوم السياسية يفحص المستندات والوثائق الدولية ثائراً محتجاً بأن عصبة الامم انشأتها الدول الحليفة المنتصرة في الحرب ولا دخل لليهود في إنشائها في وليدة طبيعية لظروف ما بعد الحرب .
ما لا يعرفه المؤرخ واستاذ العلوم السياسية هو ان عصبة الأمم هي فكرة واقتراح ليو بالفوسكي وهو يهودي هاجر من روسيا الي الولايات المتحدة عام 1905م وقد وصلت فكرة بالفوسكي إلي مستقرها في ذهن الرئيس الامريكي وودرو ويلسون عن طريق الصهاينة المحيطين به من كل جانب .
وقد وصل ويلسون الي مؤتمر الصلح في باريس سنة 1919م وهو المؤتمر الذي خرجت فيه من مكامنها لأول مرة فكرة عصبة الامم وفي صحبته 117 يهودياً علي رأسهم سكرتيره الخاص ديفيد هاس وكان في أستقباله عند وصوله إلي باريس وفد يهودي برئاسة لويس ليفي رئيس الحزب الأشتراكي الفرنسي .
وأما باقي طاقم مؤتمر الصلح الذي لقح فيه اليهود أذهان الزعماء بفكرة عصبة الأمم فالبريطاني لويد جورج رئيس الحكومة في صحبة سكرتيره الخاص اليهودي إيلي ساسون ونظيره الفرنسي كلمينصو في معية سكرتيره اليهودي ماندل روتشيلد .
فالمؤتمر الذي ولدت فيه عصبة الأمم جاء الزعماء ممن تراهم حول موائد المفاوضات وأمام الميكروفونات وعلي الشاشات وفي ذهن كل منهم وسواس قرينه اليهودي الذي لن تراه ابداً بعينيك ولن تعثر له في وثيقة ولا مرجع علي أسم ولا أثر .
ثب الي رشدك وأستعذ بالله العظيم من شيطان التفسير التآمري الرجيم حتي لا يتسلل الي عقلك الساذج البرئ فهذه كلها في التفسيرات المعقدة والنماذج المركبة مجرد مصادفات ليس إلا !

اترك رد

آخر الأخبار