الملك خوفو
إيمان العادلى
هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، الذي تبع الملك سنفرو على العرش ، والمُرجح أن يكون أبيه. ومن الثابت أن أمه كانت الملكة حتب حرس الموجود قبرها في مقابر الجيزة . يُعزى إليه بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة لتكون مقبرة له ، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم .
خوفو (خووّ-فووّ)، هو اسم الولادة للملك المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة ، حوالي 2580 قبل الميلاد. يعرف بالتساوي أيضًا بالاسم الهليني خوبوس أو شوبوس (باليونانية: Χέοψ من خلال المؤرخين الإغريقيين ديودورس و هيرودوت).
أرسل البعثات إلى وادي المغارة بسيناء لإحضار الفيروز. حيث وجد اسمه وصورة تمثله وهو يهوي على رأس شخص بدبوس . له تمثال وحيد عثر عليه في أبيدوس من العاج ، نقش اسمه على كرسي العرش . طول التمثال خمسة سنتيمترات ؛ وهو الآن بالمتحف المصري . حكم طبقا لبردية (تورين) حوالي ثلاث وعشرين سنة. في عهده بني الهرم الأكبر في الجيزة، وكان أعلى بناء حجري في العالم حتى بناء كتدرائية في عام 1350 ووصل ارتفاعها إلى 160 متر ، ولكن هرم خوفو هو أضحم مبنى من صنع الإنسان حتى الآن . أطلق على الهرم اسم (آخت خوفو) بمعنى أفق خوفو ، وشيد سنة 2650 ق.م. وقد اشرف على بنائه وزيره ومساعده الأول حم إيونو أو قد تنطق “هامون “وتمثاله موجود بمتحف رومر-بيليسوس بهيلدسهايم بشمال ألمانيا.
؛؛ أسمة وألقابة ؛؛
بدأ اسم حورس للملك في الظهور تاريخيا قبل عصر الأسرات في مصر ، وظل هو اللقب الوحيد الذي يتقلده الملك حتى الأسرة الثانية . ثم أتت عليه ألقاب أخرى بجانبه ابتداء من الأسرة الرابعة حتى أكتملوا فكان للملك خمسة ألقاب يتقلدها . منذ الأسرة الرابعة أصبح الملك يتقلد خمسة ألقاب ، يتقلدها عند اعتلائه العرش. تلك الألقاب هي : الاسم الشخصي ،و اسم تتويج ، اسم حورس ، و اسم ذهبي و اسم نبتي (الإسم النبتي يحمل لقب ملك مصر العليا والسفلي).
؛؛ أصول خوفو ؛؛
من الثوابت أن أم خوفو كانت الملكة حتب حرس ، وكان يعتقد أن والده الفرعون سنفرو. وكان لسنفرو أبناء أخرين عنخ حاف (والذي قد يكون في الحقيقة أبن لخوفو) ، و نفر معات و الأمير رع حتب ؛ وهم أخوات لخوفو ولكن من أم ثانية.
في أوائل القرن العشرين كان يعتقد أن خوفو كان أحد الأمراء وتزوج من عائلة سنفرو . ولكن حفريات قام بها “سيورج رايزنر” ,على هضبة الجيزة في عام 1925 أدت إلى اكتشاف مقبرة حتب حرس (G 7000x) شرق هرم خوفو ، ووجدت في مقبرتها الكثير من الأثاث و القوارير والقرابين والأختام . ووجدت على بعض تلك الآثار اسم الملك سنفرو ، كما وجد ان حتب حرس كانت تلقب ” موت نسوت ” بمعنى “أم الملك” . بهذا يبدو أنها كانت زوجة سنفرو ، وبالتالي فكان سنفرو و حتب حرس هما أبوي خوفو. وابن الملك خوفو الملك خفرع الذي بنى الهرم الثاني ؛ وانجب خفرع الملك منكاورع أو منقرع.
؛؛ مدة حكمة ؛؛
تختلف التقديرات في معرفة فترة حكمه بالضبط . تذكر بردية تورينو وهي من عهد الدولة الحديثة وتعتبر من أهم الوثائق بالنسبة لتتابع ملوك مصر أن خوفو حكم مدة 23 عاما . ويقول المؤرخ الإغريقي هيرودوت أنه حكم 50 سنة ، كما أن الكاهن المصري مانيتو الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد يعني أنه حكم 63 سنة. كما ذكر في وقت الأسرة الرابعة أن مدة حكمه كانت ” 17 تعدادات (حيث كان في العادة يتم تعداد لأعداد الماشية ومساحات الأراضي بغرض فرض الضرائب) وكان التعداد يتم عادة كل سنتين – ولكنه كان أحيانا يتم كل سنة – فإذا كان التعداد كل سنتين بانتظام في عهد خوفو فتكون فترة حكمه 34 سنة .
التجارة والبعثات
يذكر من عهد خوفو بعثتان واحدة منهما أرسلها على منطقة واحة الداخلة في الصحراء الليبية ، والأخرى إلى سيناء بغرض الحصول على الفيروز والنحاس. وتذكر كتابات هيروغليفية توجد منقوشة في الصخور على بعد 50 كيلومتر غرب واحة الداخلة ” جبل ماء جد-ف-رع” – نسبة إلى الإله رع الدائم . وبحسب تأريخ تلك البعثة فقد تمت في “عام 12 من التعداد ” وهذا ما يعادل العام 24 من حكم خوفو ؛ وفي تاريخ ثاني “عام 13 من التعداد ” وهذ يعادل العام 26 من حكم خوفو – باعتبار أن التعداد كان يتم في مصر كل سنتين.
كما ذكر اسم خوفو في الكاب وفي الفنتين وفي محاجر هاتنوب . وفي وادي حمامات . كذلك وجد اسم خوفو في محاجر الديوريت بالقرب من أبو سمبل وله هنا لوحتين منصوبتين. ويبين نقش على الصخر في وادي المغارة بسيناء تشكيلا لخوفو كحامي المناجم .وقد عثر مؤخرا في عام 2011 بالقرب من وادي الجرف على البحر الأحمر آثار ميناء ، تدل المخطوطات التي وجدت على أواني فخارية هناك أنها من عهد أوائل الأسرة الرابعة ، أي هناك احتمال كبير أنها أسست في عهد خوفو.
كذلك تمت في عهد خوفو بعثات تجارية إلى فينيقيا وكانت ترسو البعثات البحرية في جبيل (بلبنان حاليا) . وقد عثر فيها على شقفات أواني من الألبستر وعلى بلطة من النحاس مسجل عليها اسمة.
؛؛ البلاط الملكي ؛؛
الكثير من كبار موظفي الدولة من عهد خوفو معروفون من مقابرهم في منطقة أهرامات الجيزة. ويعرف أيضا أن الوظائف العليا كانت مخصصة لعائلة الملك . في عهد خوفو ظهرت رتبة الوزير بالمصرية القديمة تياتي ؛ وشغلها عدد من الوزراء ، منهم :عنخاف” و “خوفوخايف الأول” و “من-خايف” ، ويحتمل أيضا كان كا وعب وزيرا لخوفو. وقد ذكر اسم كواب على تمثال من الأسرة التاسعة عشر على أنه كان وزيرا لخوفو.
في غرب الهرم الأكبر -هرم خوفو- توجد مقابر كبار رجال الدولة الذين كانوا يعملون بصفة رئيسية في أعمال الهنة والبناء ، وكبار الكتاب. وكان من أكبر المهندسين الذين قاموا ببناء هرم خوفو حم إيونو الذي كان ابن أخ خوفو. وكان متقلدا في نفس الوقت أعمال “الوزير” ، كما حمل لقب “ناظر جميع أعمال فرعون” . أي أنه كان المسؤول عن يناء هرم خوفو وما يحيط به من منشآت .
بجانب حم إيونو تعرف أيضا أسماء مديرون في أعمال البناء مثل إيونو ، و كاإماخ و “كا-نفر” و “وب-إم-نوفرت. لم توجد دلائل على كون هؤلاء الموظفين الكبار ينتمون إلى العائلة الملكية . صحيح أن الواحد من منهم كان يحمل لقب “إبن الملك ” أو “إبنة الملك” ولكنهم كانوا لا يحملون ألقابا أخرى مثل الأمراء والأميرات . وتوجد قبورهم أيضا في منطقة مقابر الجيزة. ويبدو أن لقب “ابن الملك” كان لقبا رمزيا لا تعني بالتمام صلة قرابة للملك.
؛؛تماثيلة ؛؛
وهو تمثال صغير لخوفو عثر علية في أبيدوس. التمثال المجسم المعروف لخوفو يبلغ ارتفاعه 5و7 سنتيمتر من سن الفيل ، وقد عثر عليه باحث الآثار الأمريكي فلندرس بيتري في عام 1903 في أبيدوس جنوب مصر . هذا التمثال الصغير معروض الآن في المتحف المصري بالقاهرة وهو
يبين الملك خوفو لابسا التاج الأحمر ، تاج الوجه البحري. وكانت توجد عليه خرطوش يحمل اسم خوفو ، لم تعد واضحة اليوم ، كما يوجد على جانب العرش اليميني الذي يجلس عليه اسم حورس لخوفو ، وهذا الأسم واضحا. يختلف علماء الاثار في تقدير عمر التمثال ؛ فقد اعتبر البعض أنه من عهد الأسرة الرابعة ولكن عالم الاثار المصري زاهي حواس يقدر عمره من عهد الأسرة السادسة والعشرين.
تماثيل أخرى
يقرأ كثيرا أن التمثال العاج الصغير هو التمثال الوحيد لخوفو الذي عثر عليه ، ولكن هذا ليس صحيحا . والصحيح فقط هو ان هذا التمثال الصغير هو الأوحد الذين يبين خوفو بالكامل وفي ثلاثة أبعاد ، والذي يتأكد به العلماء بأنه للملك خوفو. وقد عثر على عدة رؤوس تماثيل وعلى عدة قواعد تماثيل يتأكد العلماء منها انها لخوفو وعثر عليها جميعا في منطقة الجيزة. واحدة منها في المتحف المصري ب تورينو تبلغ مقاييسها 3,3 × 4,5 × 2,6&سنتيمتر ، وهي من الحجر الجيري وتبين القدم اليساري لخوفو وبجانبها خرطوش يحمل جزء الاسم “…فو”
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.