المغيرة.. بين أصالة البحر وحداثة المهرجانات في قلب مهرجان الظفرة البحري

 

 

 

كتب:إبراهيم عمران

 

عندما تنطلق الفعاليات البحرية التراثية في مهرجان الظفرة البحري، تتحول مدينة المغيرة في منطقة الظفرة إلى نقطة التقاء فريدة بين الماضي العريق والحاضر المتجدد، حيث تمتزج سباقات المحامل الشراعية، بروح المغامرة الحديثة، ليعيش الزوار تجربة استثنائية تجمع بين التراث والحداثة وسط طبيعة ساحرة تمتد على ضفاف الخليج العربي.

 

وجهة بحرية نابضة بالحياة

المغيرة، التي تبعد قرابة الساعة والربع عن العاصمة أبوظبي، ليست مجرد مدينة ساحلية، بل هي قصة ممتدة من التاريخ البحري الأصيل، حيث كانت نقطة انطلاق رحلات الصيد والغوص الموسمية، ومحطة تجمع الصيادين الذين ورثوا عشق البحر أبًا عن جد. واليوم، تأخذ هذه المدينة زوارها في رحلة مشوقة عبر مهرجان الظفرة البحري، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، مقدّمًا مزيجًا فريدًا من السباقات التراثية والرياضات البحرية الحديثة، والألعاب الشاطئية، والمسابقات التراثية، والفعاليات الترفيهية والتعليمية، إلى جانب السوق الشعبي الذي يعكس روح الحياة الإماراتية الأصيلة.

 

مهرجان الظفرة البحري.. تواصل بين الأجيال

بالتزامن مع انطلاق مهرجان الظفرة البحري، تزدحم شواطئ المغيرة بالزوار الذين يأتون للاستمتاع بمشاهدة سباقات المحامل الشراعية التي تعيد إلى الأذهان مشاهد البحّارة القدامى، بينما تضج الساحة بمنافسات حديثة في سباقات التزلج المائي والدراجات البحرية، ليجد عشاق المغامرة والتراث متعة فريدة في كل زاوية من المهرجان.

ولا تقتصر أجواء المغيرة على السباقات، فالمكان ينبض بالحياة من خلال بطولات صيد الكنعد، التي تجذب الصيادين المحترفين والهواة من مختلف أنحاء المنطقة، إلى جانب كون المغيرة نقطة النهاية لسباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية فئة 60 قدم، الذي يعد أحد أضخم السباقات البحرية التراثية في المنطقة.

 

الطبيعة والتراث في تناغم فريد

 

وسط هذه الأجواء الحافلة، يجد زوار المغيرة أنفسهم في قلب مشهد طبيعي خلاب، حيث تمتزج محمية القرم بغاباتها الساحرة مع شاطئ المغيرة بمياهه الفيروزية، في لوحة طبيعية تعكس رؤية الإمارات في الاستدامة البيئية وتعزيز جودة الحياة. ويتيح ممشى المغيرة الممتد وسط أشجار القرم فرصة فريدة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، بينما توفر أبراجه نقاطًا مثالية لمراقبة الطيور والحياة البرية.

وفي محيط المهرجان، تنتشر منافذ البيع والمطاعم والمقاهي، إلى جانب المرافق الرياضية مثل ملاعب كرة القدم، السلة، والكرة الطائرة التي تستضيف مسابقات المهرجان، إضافة إلى حديقة مائية، وحلبة تزلج، ومراكز للألعاب، لتضمن تجربة متكاملة تناسب جميع أفراد العائلة.

 

المغيرة.. وجهة لا تُنسى

مع كل شراع يرفرف على مياه الخليج، ومع كل موجة تحمل أصوات الحاضر والماضي، تثبت المغيرة أنها ليست مجرد مدينة ساحلية، بل هي وجهة نابضة بالحياة تجمع بين الحداثة والتراث، وموطنٌ لمهرجانٍ يعكس روح الإمارات الأصيلة. في مهرجان الظفرة البحري، يتجدد اللقاء مع البحر، وتستمر المغيرة في احتضان الحكايات التي لا تنتهي.

اترك رد

آخر الأخبار