كنب/ أيمن بحر
حذّر الرئيس الأميركى دونالد ترامب النظام السورى من شنّ هجوم عسكرى، بدعم من روسيا وإيران، على إدلب لإستعادة آخر محافظة لا تزال خارج سيطرته، معتبراً أن مثل هذا الهجوم قد يؤدى الى “مأساة إنسانية”، وقال ترامب فى تغريدة على تويتر “يجب على الرئيس السورى بشار الأسد أن لا يهاجم بشكل متهوّر محافظة إدلب، سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانياً جسيماً إذا ما شاركوا فى هذه المأساة الإنسانية المحتملة”، وأضاف “يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا، لا تدعوا هذا الامر يحدث”، وأتى تحذير ترامب بعد إعلان “مجموعة الأزمات الدولية” أنّه لا يزال بالإمكان تفادى النتائج الإنسانية الكارثية التى يمكن أن تنجم عن هجوم واسع لقوات النظام على المحافظة الواقعة فى شمال غرب البلاد والتى تخضع لسيطرة فصائل معارضة وجهادية.
ودَعت “الأزمات الدولية” ومقرها بروكسل روسيا، التى يشكل دعمها الجوى عنصراً حاسماً فى مثل هذا الهجوم، الى إدراك أن حصول حمام دم فى إدلب سيضرّ بمصالحها، وقالت المجموعة فى دراسة من تسع صفحات بعنوان “إنقاذ إدلب من التدمير” إنه “من خلال دعمها هجوماً واسع النطاق تغامر روسيا بالإضرار بأهدافها السياسية على الأمد البعيد”.
وشارك سلاح الجو الروسى قوات الحكومة السورية فى عدة حملات منذ 2015.
وتتأهب القوات الحكومية السورية لشنّ هجوم على معاقل مسلحين معارضين وجهاديين فى إدلب، المحافظة التى يقطنها حالياً ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، وكان تم نقل آلاف المسلحين الى ادلب من مناطق أخرى إستعادتها السلطات السورية، واضافت “مجموعة الأزمات الدولية” إنه على روسيا تفادى الخيار العسكرى خصوصاً وانها “لا تسعى فقط لضمان نصر عسكرى للنظام” بل أيضاً “شرعنته مجدداً على المستوى الدولى”، وتابعت أن تحقيق النصر الذى يذهب ضحيته العديد من القتلى المدنيين ومئات آلاف النازحين “سيصدم البلدان الاوروبية” فى وقت تسعى فيه روسيا “لتشجعيها على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السورى” والمشاركة فى “اعادة إعمار سوريا”، وشددت “مجموعة الأزمات الدولية” على أهمية الحوار بين روسيا وتركيا الذى أدى فى الماضى الى “إتفاقات هدفت الى خفض العنف” بينها إقامة اربع مناطق “خفض التوتر” فى 2017.