الكذب وآثاره وأسبابه

 

إيمان العادلى
تعريف الكذب يعرّف الكذب بأنّه القول المخالف لحقيقة الأمر والواقع، فعندما يقال كذب فلان على فلان فهذا يعني أنّه تكلّم معه بحديثٍ لا يمتّ للواقع بصلة
من آفات اللسان الخطيرة ومن شروره المستطيرة الكذب وهو من أقبح هذه الآفات على صاحبه ومن أسوئها أثرًا وأشدها خطرًا ولم لا؟ والكذب أقرب طريق إلى النار وهو شعبة من شعب النفاق بل النفاق أثرٌ من آثاره وهو سبب محق البركة وعلامة ذهاب الإيمان وسبب الريبة والاضطراب
الكذب يكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسيا وإجتماعيا وهو عكس الصدق والكذب فعل محرم في أغلب الأديان الكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة وقد يقترن ببعض المهن أو الأدوار مثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية الإعلامية ولكن لماذا نكذب ؟

يجد الإنسان في الكذب الطريقة التي يريد أن يقدم بها صورته أمام الآخرين

(أسباب الكذب كثيرة نعرض منها)

1- الخوف من العواقب
التملّص والإفلات من العقوبة أو الخوف منها فيلجأ الشخص للكذب من أجل الفرار من العقاب على أفعاله.

2- أكتساب فوائد
أحساسه بالضعف والعجز فيتمّ أختراع الأكاذيب من أجل التغطية على موضوعٍ معينٍ أو التخلّص من تحمل المسؤولية

3- تجنُّب ذكرياتٍ مؤلِمة
فيقابلها بالكذب والتخيلات للبعد عنها أو عدم الحديث عنها

4- الخيال الخصب
عدم القدرة على المواجهة فيتخذ الكذب حيلةً دفاعيةً عند عدم مقدرته على قبول أو مواجهة الواقع بحيث يرفضه ويحاول الابتعاد عنه بتأليف الأكاذيب

5- الحفاظ على المكانةِ الاجتماعية وحب الظهور
يجد الإنسان في الكذب الطريقة التي يريد أن يقدم بها صورته أمام الآخرين
ومن بين أبرز الأسباب التي يمكن أن تدفع بأي شخص منا إلى الكذب هي محاولة تحقيق مصالحنا الشخصية

6- العداء للآخَرين فيتَّهمونهم أو يقذفونهم أو يصِفونَهُم بصفاتٍ كاذبة
الانتقام فيكون الكذب في الكثير من حالاته رغبةَ وسبباً في الانتقام و الحسد والمنافسة يتوجّه الإنسان لإخفاء الحقيقة عندما يرى أنّ الحقيقة تجعله ضعيفاً أو أقل مستوى من أقرانه وزملائه أو يكون يجهل أمراً ما فيدّعي المعرفة به

7- الأعتياد على الكذبِ والتربية عليه
النشوء في بيئةٍ تتعامل مع المذنب بشكلٍ كبيرٍ فيصبح عادةً عند الشخص وملازمة لسلوكه

8- الشعور بالنَّصرِ على من يكذب عليه
لفت الانتباه وجلب الأنظار عندما يرى الشخص أنّ وجوده لا قيمة له ولا أحد يستمع لرأيه فإنه يلجأ إلى اختلاق أحداثٍ غير صحيحةٍ لم تحدث بغرض جلب انتباه الآخرين إليه وإثبات وجوده

(طرق علاج الكذب)

محاولة معرفة الأسباب التي أدت إلى الإقدام على الكذب والعمل على علاجها بمختلف الحلول والطرق.
توضيح أنّ الكذب وإخفاء الحقيقة عن الآخرين لا يؤدي إلى أيّ نتيجةٍ في النهاية
إقناع الشخص بأنّ الكذب عادة مذمومةٌ وتُنفّر الآخرين منه
علاج الكذب عند الكبار إنّ الكذب قد يكون عند الصّغار والكبار على حدّ سواء ولكن علاج الكذب عند الصّغار قد يكون أسهل من الكبار بسبب أنّ الكبير قد تراكمت عنده السّنون وهو مقيم على هذه العادة ولكن يؤكّد علماء النّفس على أنّ الإنسان قادر على تغيير سلوكه في كلّ مراحل حياته ومن الوسائل التي تعين على معالجة مسألة الكذب عند الكبار نذكر: إقناع الكبير بأنّ الكذب هو من الأخلاق الذّميمة والصّفات السّيئة التي تبعد عن الإنسان سمة الصّلاح والتّقوى وأن نذكره بحرمة الكذب شرعًا وأنّه لا يجوز سواء كان الإنسان مازحًا أو جادًا في قوله وكلامه

(الأثار السيئة للكذب )
هناك آثار سلبيّة عديدة على الفرد والمجتمع منها:
أستحقاق الكاذب غضب الله عزّ وجل وأستحقاقه بُغض الناس وكراهيّتهم وتسمّم العلاقات الأجتماعية وأنعدام الثّقة لدرجة لا يأمن فيها الفرد على غيره وتفويت العديد من المصالح العامّة والشخصيّة نتيجة أنتشار الكذب وشيوعه التّعامل مع الشخص الكاذب الحذر من أقواله وإفاداته وعدم إقامة أحكام عليها ولا سيَّما فيما يتعلّق بالجانب الحقوقيّ للنَّاس كشف أمره والتّحذير منه قدر الإمكان بما يسمح له الموقف في ذلك بحيث لا تكون له مساوئ أكثر تجنّب مجادلته والدّخول معه في سجالات لفظيَّة بما يشعره أنّه صادق

وأخيرآ يأمرنا الأسلام ويحثنا على
1- على التحلِّي بالصدق

2- تنمية السُّلوكياتِ الحسَنة لدى الطِّفل

3- تقديم قُدوات إيجابيَّة لكي يَقتدي بها الطِّفل
وأخيرآ فإن الصدق من الصفات الحميدة التى حثنا الأسلام على التحلى بها فالصدق من أهم أسباب حب المجتمع للأشخاص ومن أهم أسباب ترابط المجتمع وما أحوجنا للحب فى هذا الزمان