القدس بين هدوء الترقب وقدسية الأقصى

يارا المصري
مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة، تسود أجواء من الهدوء المشوب بالترقب في مدينة القدس، خصوصًا في البلدة القديمة والمسجد الأقصى. جاءت دعوات من كبار الشخصيات الدينية وأئمة المساجد للمصلين للحفاظ على قدسية المكان وتجنب أي مظاهر سلبية قد تهدد الأمن أو إقامة الصلاة، خصوصًا مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وأكد الأئمة على أهمية ضبط النفس وتجنب إثارة التوترات، مع الدعوة إلى توفير أجواء ملائمة لتمكين سكان القدس الشرقية من الوصول إلى المسجد الأقصى وأداء شعائر الشهر الفضيل.
خيمت أجواء من الحذر والترقب على البلدة القديمة، حيث شهد المسجد الأقصى مشاركة عشرات الآلاف في صلاة الجمعة الأولى عقب الاتفاق. ورغم الحضور الكبير، كان المشهد مختلفًا هذا العام، إذ وصفه مسعد حمدان، أحد المصلين القادمين من رام الله، بأنه “هادئ بشكل غير طبيعي”. وأشار إلى غياب الحركة النشطة في الأسواق مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل الانتشار الأمني المكثف الذي شمل 3000 عنصر من الشرطة الإسرائيلية.
تعكس تصريحات المصلين قيود الوصول المفروضة على المسجد، حيث ذكرت جميلة أبو عوض، مسنة فلسطينية، أنها كانت معتادة على زيارة الأقصى أسبوعيًا، لكنها مُنعت هذا العام من الدخول رغم محاولتها الحصول على تصريح. ورغم السماح للأطفال دون العاشرة والنساء فوق الخمسين والرجال فوق الخامسة والخمسين بالدخول خلال رمضان، فإن الحصول على التصاريح ليس دائمًا مضمونًا.
قال الشيخ الخطيب إن الأوضاع خلال الصلاة سارت بسلام، مشددًا على ضرورة الحفاظ على هذا الهدوء في الأيام المقبلة. المسجد الأقصى، الذي يخضع لإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن، يمثل رمزية دينية عميقة، كونه ثالث أقدس موقع في الإسلام وأحد أهم المعالم الدينية في القدس.
مع دخول شهر رمضان، تأمل الأوساط المقدسية في أن يستمر الهدوء، ليتمكن الجميع من أداء عباداتهم في أجواء آمنة تحترم قدسية المكان.

عن العاصمة

شاهد أيضاً

تحذيرات أمنية في القدس: تداعيات الاحتفالات غير المصرح بها

يارا المصري تتزايد المخاوف الأمنية في القدس الشرقية ومحيط المدينة القديمة بعد توقيع الاتفاق الأخير …

اترك رد

آخر الأخبار