القبض على ياباني لاتصاله بالشرطة أكثر من 1300 مرة في شهر
إيمى عاطف
ألقت شرطة محافظة سايتاما اليابانية القبض على رجل يبلغ من العمر 69 عامًا للاشتباه في عرقلة الشرطة أثناء أداء واجباتها، بعد أن اتصل بمركز شرطة كاواجوتشي اليابانية أكثر من 1300 مرة خلال شهر واحد، مستخدمًا لغة مسيئة لتقديم شكاوى.
وقالت الشرطة إن المشتبه به، ويوشيو شيمادا، الذي يعيش في نيشيكاواجوتشي بمدينة كاواجوتشي، اتصل بمركز الشرطة 1307 مرات حتى 9 يوليو، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن إتش كيه”.
وأفادت الشرطة بأن المتهم أهان بشكل متكرر كل من أجاب على الهاتف بتعليقات مثل “أنت مطرود” و”أنتم لصوص ضرائب وأغبياء” و”أحتاج إلى مذكرة اعتقال”.
وأكدت الشرطة أن شيمادا أجرى المكالمات من هاتفه المحمول وحذرته الشرطة من مكالمات مزعجة مماثلة من قبل.
ونقلت الشرطة اليابانية عن شيمادا قوله: “أعتقد أنني اتصلت مرات عديدة فقط”.
-المتهم ليس الأول
وفي واقعة مشابهة، اعتقلت الشرطة اليابانية، في العام الماضي، سيدة تبلغ من العمر 51 عامًا بتهمة إزعاج السلطات بعد إجرائها 2761 مكالمة طوارئ زائفة على مدار 3 سنوات.
وأجرت نيروكو هاتاجامي وهي من محافظة تشيبا شرق طوكيو، تلك المكالمات بين شهري أغسطس 2020 ومايو 2023.
وذكرت صحيفة “مترو” البريطانية، أنه تم إلقاء القبض على السيدة بعد عرقلتها عمليات إدارة إطفاء محلية، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وكانت إدارة مطافئ ماتسودو اليابانية قد تقدمت بشكوى إلى الشرطة يوم 20 يونيو، في حين اعترفت السيدة بأنها أجرت الاتصالات مع الشرطة؛ لأنها شعرت بالوحدة وأرادت أن تُمنح الاهتمام.
وادعت السيدة في اتصالاتها بأنها تعاني آلامًا في المعدة، وألمًا في الساقين، وأعراضًا أخرى، وكانت ترفض دائمًا المساعدة الطبية.
ووفقا لما نقلته شبكة “روسيا اليوم”، فبين أغسطس 2020 ومايو 2023، أجرت المرأة مكالمات متكررة تطلب من إدارة الإطفاء في ماتسودو إرسال سيارات إسعاف، وكانت في الأغلب تقول إنها تشتكي من آلام في المعدة، أو تناولت جرعة زائدة من الدواء، أو أن لديها ألما حادا في الساقين وغير ذلك الأعراض.
فعندما كانت تصل سيارات الإسعاف إلى بيتها كانت ترفض نقلها إلى المستشفى، قائلة: “لا أريد أن أستقل سيارة إسعاف ولست أنا من اتصل بكم”.
وعلى الرغم من تلقيها تحذيرات من إدارة الإطفاء والشرطة، استمرت في إجراء مكالمات الطوارئ ما أدى إلى اعتقالها.
-الشعور بالوحدة في اليابان
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 1.5 مليون شخص يعانون من الشعور بالوحدة في اليابان، وذلك بسبب تفاقم الوضع بسبب جائحة كوفيد التي أجبرت الناس على البقاء داخل منازلهم.
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها وكالة الأطفال والعائلات اليابانية في نوفمبر، أن ما يقرب من 2% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما قد تم تحديدهم على أنهم “هيكيكوموري”، وهو مصطلح باللغة اليابانية يشير إلى الأشخاص الذين انعزلوا عن التواصل الاجتماعي.
وفي فبراير من عام 2021، عينت الحكومة اليابانية، تيتسوشي ساكاموتو وزيرا للوحدة، في محاولة للتعامل مع آثار وباء كوفيد – 19 على العزلة الاجتماعية.
وقال رئيس الوزراء في ذلك الوقت يوشيهيدي سوغا: “تعاني النساء من العزلة أكثر من الرجال، وعدد حالات الانتحار في اتجاه تصاعدي”.
يشار إلى أنه في عام 2013، تم القبض على امرأة يابانية، تبلغ من العمر 44 عاما، بعد أن اتصلت بالشرطة نحو 15 ألف مرة على مدار 6 أشهر، علما بأن أفرادا من سلطات إنفاذ القانون كانوا قد أنذروها في منزلها أكثر من 60 مرة قبل اعتقالها.