العاصمة

الفرارٌ من ذلّ المعصيه ومرارتها إلى عز الطاعة وحلاوتها …

0

بقلــــم / ولـيـــد صبـــرى
الفرار من المعصيه الى الطاعه يقتضي منا أن نقبل على كتاب الله عز وجل بالتلاوة والتدبر

والنظر في معانيه والعمل بأحكامه، نفر إلى الله بالدعاء وقيام الليل وصيام التطوع وإخراج الصدقات .

يقول الإمام ابن قيم الجوزية: “وله في كل وقت هجرتان : هجرة إلى الله بالطلب والمحبة والعبودية والتوكل والتسليم والتفويض

والخوف والرجاء والإقبال عليه وصدق اللجوء والافتقار إليه، وهجرة إلى رسوله في حركاته

وسكناته الظاهرة والباطنة بحيث تكــون موافقة لشـرعه .
الفرار إلى الله وليس من الله …..

والفرق كبيرٌ بينهما، كل الناس في حالة فرار، أما السعداء منهم ففرارهم إلى الله عز وجل،

إلى رحابه ورضاه و جنته و هؤلاء السعداء يفرون صعوداً إلى السماء .
وأما الأشقياء ففرارهم منه لا إليه ينشغلون

عنه بملهياتٍ كثيرة تبعدهم عن ربهم جل جلاله وهؤلاء الأشقياء يفرون سقوطاً إلى الأرض.

يقول الله تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].
ويقول الله تعالى::{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي

الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي

الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد 20 )
الفرار إلى الله فرارٌ من حظ النفس والهوى إلى مراد الله ورضوانه: الفرار إلى الله فرار من حظوظ النفس الظاهرة والخفية التي تقطعك

عن الله جل جلاله وتصرفك عن بابه، الفرار إلى الله فرارٌ من صحبة سوء تحول بينك وبين مولاك،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
حين يتكالب الأعداء على الاسلام والمسلمين

وتقوى شوكتهم ويشتد أمرهم، وحين توجه الضربات تلو الضربات للإسلام وأهله، والمسلمون في حالة من الخذلان والضعف،

فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فهو يجير ولا يجار عليه.

اترك رد

آخر الأخبار