الغفلة وتصرم الأيام
بقلم / ايمن عبدالجواد
القسم الدينى
تتوالى علينا الأيام والشهور والسنون وتمضي بنا الحياة بحلوها ومرها وخيرها وشرها…
ونرى ونشاهد بأعيننا كل يوم أحبة لنا كانوا بيننا تخطفتهم أيدي المنون.. منهم الشيخ المسن… ومنهم الشاب اليافع… ومنهم ما دون ذلك..
ونعجب عندما نعرف أن فلانا قضى فجأة ولم يشكو يوما من داء.. وننسى أن الحياة أنفاس معدودة فمن استنفذ هذه الأنفاس رحل عن هذه الدنيا إلى مستقره الدائم وموطنه الأبدي ليس معه إلا ما قدم من عمل صالح.
وقد يتأثر الواحد منا بمشهد من المشاهد ولكنه سرعان ما ينسى ويعود على سابق عهده من الغفلة والضياع..
إن أسوأ ما يصيب المرء المسلم في هذه الحياة هو داء الغفلة الذي يجعله كالسكران الذي يعيش في نشوة سكره ولا يبالي بما حوله… أو كالمريض الذي أصيب بغيبوبة فتعطلت كل جوارحه عن ممارسة وظائفها…
قال ابن القيم رحمه الله : ( ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف .. ونحن جمعنا بين التقصير … بل بين التفريط والأمن )
أخيرا …
إن الإنسان المؤمن يحتاج إلى قدر كبير من اليقظة والانتباه لأنه محصور بين مخافتين ورد في بعض الآثار:
(إِنَّ الْعَبْدَ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ: أَجَلٌ قَدْ مَضَى لا يَدْرِي مَا اللَّهُ فَاعِلٌ فِيهِ..
وَأَجَلٌ قَدْ بَقِيَ لا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ… فَلْيَأْخُذِ الْعَبْدُ مِنْ نَفْسِهِ لِنَفْسِهِ… وَمِنْ دُنْيَاهُ لآخِرَتِهِ… وَمِنَ الشَّبِيبَةِ قَبْلَ الْكِبَرِ… وَمِنَ الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ)..
فمن استيقظ وانتبه من رقدة الغفلة فإنه يستطيع أن يتدارك ما وقع منه من تفريط وتقصير في حق الله تعالى واستخفاف بأمر الآخرة وذلك بالتوبة النصوح والإنابة إلى الله عز وجل والإكثار من الإستغفار والعمل الصالح فيما بقي يستقبل من عمره
أسأل الله تعالى أن يردنا إليه ردا جميلا.. وأن يحي قلوبنا بتعظيمه وخشيته .. إنه سميع مجيب .