مما لاشك فيه أن انحياز الرئيس/ عبد الفتاح السيسي – لجموع الموظفين بالجهاز الإداري بالدولة , وكذلك أصحاب المعاشات
نال استحسان القاعدة العريضة من فئات الشعب
وأثلج صدورهم , وثمن عليه القاصي والداني والذي يمسهم القرار فعلياً من قريب أو بعيد (فالحق أحق أن يتبع)
بعد أن أصدرحزمة من الإجراءات بحقهم , ومن ضمن هذه الإجراءات ترقية ما يقرب من (مليون) موظف بالجهاز الإداري للدولة .
وحتى تكون العدالة كاملة متكاملة يجب أن يتم مراعاة أصحاب الدرجات الوظيفية الذين كانوا يستحقون الترقية
منذ 1/7/2010 ولم (يصبهم الدور) ولم يتم ترقيتهم حتى الآن , قرابة ال(10) سنوات بعد الدرجة الأولى (كمثال) وكانوا يستحقون درجة (كبير)
في القانون رقم (81)لسنة 2016 الذي شق صف الأمة بين الموظفين الذين يعملون في نفس الجهاز الإداري بالدولة وتحت لواء حكومة
واحدة , فتسبب في نشر الحقد والكراهية بين طبقات الشعب العاملة المختلفة ,بعد أن توقف الأجر الأساسي منذ 30/6/2015
ولم يعرف السبب حتى الآن , فمن غير المنطقي أن يتساوى موظفان في درجة واحدة وهناك فارق (10)سنوات أقدمية وظيفية بينهما .
فها نحن نرى القانون يطبق على شريحة منهم دون الأخرى , مما جعل وجود تفاوت كبيراً
في الأجور الشهرية لمختلف الوظائف , رغم أن الكل يقف على (جزار وخضري وبقال) واحد,
فلا يعقل أن يحال الموظف للمعاش , ولا
يحصل إلا على (ثلث) دخله الصافي الذي كان يتقاضاه
وهو على رأس العمل بعدما قام بتضبيط أموره
على هذا المبلغ برغم أنه كان يكفيه بالكاد في ظل التحرر الاقتصادي لسوق الأسعار وزيادتها كل ساعة .
فماذا يفعل موظف أفنى شبابه وعمره في دولاب العمل الوظيفي , وخرج لسن المعاش تنهش جسده الأمراض , او لديه أبناء تحت مظلة التعليم يجب أن يستكملوا حياتهم العلمية , أو في سن الزواج ولابد من تجهيزهم .
ماذا يفعل (ثلث) المرتب في هذه الأيام ؟ (المساواة في الظلم عدل)
لذا نرجو من الساده المشرعين , وأساتذة القوانين في اللجنة التي أمر الرئيس بتشكيلها لوضع الضوابط والتصور النهائي لجدول الأجور بمختلف الدرجات الوظيفية النظر بعين
الرأفة والرحمة لإخوانهم الموظفين واخواتهم الموظفات من( الطبقات الدنيا) وتصور أنفسهم في مكانهم يتحملون نفس الأعباء والمشاكل الحياتية , لتحقيق السلم والأمن والعدل الاجتماعي الناجز,فيجب إصلاح ما أفسده الدهر من حقب وقوانين بائدة عفا عليها الزمان , ساهمت في أيلام ومعاناة وتشرزم ل(7,5 ) مليون أسرة لعقود مديدة .
لأنه من ضمن دعائم الأيمان الكامل الذي يهنىء
الأنسان به ويسعد وينال به رضوان الله ورفيع الدرجات عنده , هو الأيمان الذي يدفع المؤمن إلى عنايته بأخيه المؤمن في السراء والضراء.