هل هناك ما يسمى بالتجارة بالدين؟!
نعم هناك تجارة بالدين وليست قاصرة
على دين بعينه ولقد ذكره ربنا في كتابه ولا ينكر وجود تلك المتاجرة إلا جاهل أو ج
يقول الله جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران:77]
ويقول قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا
تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}[آل عمران:187]
{اشتروا به ثمنًا قليلًا}؛ هذه حالة أخرى اختار أصحابها أن يتاجروا بما معهم من
كتاب الله وما تعلنوه منه وما وهبه الله لهم من علم مقابل الثمن القليل وهو وإن
ظهر للناس أنه لا يُعد ولا يحصى فإن يظل قليلًا إذا قورن بما عند الله وبما ينتظرهم
إن لم يفرطوا فيما معهم من الخير الذى وهبه الله لهم
ولنذهب معآ أولا للتعرف على مصطلح التجارة ما هو ؟
هو مصطلح يطلق على عمليات تبادل
البضائع بمختلف أنواعها وقد كان التبادل لفترات طويلة من الزمن عن طريق مقايضة بضائع ببضائع أخرى أو مقابل
خدمات او عن طريق تقدير ثمن البضاعة ودفع ثمنها نقودًا تساوي قيمتها كما هو الحال اليوم ومما لا شك فيه إن التجارة
أسهمت بشكل مباشر فى تنمية وتقدم الأمم
ولكننا هنا نتناول التجارة بالدين فهل هى شئ أخر سوى البيع والشراء بمقابل مادى
فهى تجارة غير رابحة حذر منها الله
سبحانه وتعالى لأننا نقوم بتسليع الدين وهذا أمر مرفوض ولابد لنا أن نرفضه ونمنعه ونجتهد لكشفه فلابد للداعى إلى الله ان يكون مخلصآ ونزيهآ وليس تاجرآ ي
أكثر من سلعة بديلة ويروج لها أو يوظف الدين لدعم السلطة أو حتى للحصول على
مكانة مرموقة وهذا الفساد لا يسلم منه المجال الديني الذي يفرض فيه البعض
نفسه وسيطا، فيستغل المعتقدات للتكسب والربح المادي والمعنوي فهي أخطر تجارة
فاسدة على وجه الأرض لأنها تستغل لأهداف خسيسة ووضيعة القيم الروحية
والمقدسات الدينية وتحولها إلى “سلعة” قابلة للتداول ومدرة للأرباح والمكاسب
المادية والمعنوية على حساب القيم والمعتقدات
فمن هم من هم تجار الدين؟
هم كل الذين يستغلون الدين والتدين سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو كانوا
أحزابا أو حركات لتحقيق مكاسب دنيوية تحت الغطاء الديني فأن يقوم البعض بعمل
ظاهره إحسان وباطنه استغلال حاجة الناس وفقرهم لحسابات معينة شخصية
كانت أو جماعية هو من صميم المتاجرة بالدين وأن يتم استغلال أماكن العبادة
وتوظيف الدعاة والوعاظ للدعاية لهذه الهيئة أو تلك أو لهذا الشخص أو ذاك، هي
متاجرة بالدين بكل تأكيد وأن يقوم تجار الدين بإرسال الناس إلى الفردوس الوهمي
باسم الجهاد- في حين ينعمون هم بالفردوس الأرضي بعدين عن بؤر الصراع و
ليس من التجارة التي لن تبور في شيء(أي لا علاقة لها بالتجارة مع الله عز
وجل)؛ بل هي متاجرة بالدم البشري ونَصْب على الضحايا الذين يدفعونهم إلى
الانتحار وارتكاب جرائم في حق الآمنين والمؤمنين من الناس مسلمين وغير
مسلمين بعد التغرير بهم بالطمع في الجنة وفي حور العين
جار الدين المستثمرين في الغفلة.
والشاري هنا فى مجال المتاجرة بالدين إما أن يكون مُغفَّلا وساذج و جاهلا وبالتالي
يسهل خداعه بالخطاب الأخلاقي المحرك للعواطف والمتستر خلف التقديس الروحي
وإما أن يتم استغفاله من قبل البائع باستعمال كل الحيل وكل أساليب التضليل
لطمس الحقائق وتزويرها للوصول إلى الهدف فالبائع، هنا يبذل كل جهده
لتصريف بضاعته لذلك لا غرابة أن يلجأ تجار الدين إلى خداع المسلم وإيهامه بأن
دينه في خطر وأن عليه أن يقاتل ويحارب لنصرة دين الله
و كما أن هناك من يتاجروا بالدين فهناك من لا يقبل ذلك ولا يشتري بآيات الله ثمنًا
قليلًا؛ هم أيضًا يتجارون لكن تجارتهم مختلفة تمامًا إنها تجارة مع الله تجارة