الرئيس وتجديد الخطاب الدينى والتوضيح…. والتصحيح لمن يعي
بقلم / حماده علام
السيدات والساده
أردت أن أتكلم عن حديث السيد الرئيس عن تجديد الخطاب الدينى فأرجوا المعذره عن إطالة المقال….
بعد الأقاويل والفتاوى التي حصلت
ونقول الكلمتين اللذان سنتحاسب عليهم أمام ربنا يوم القيامة !!
يوم يأتى لا تكلم نفس الإ بإذنه !!
فضيلة الشيخ تكلم 13 دقيقه ..
وسيادة الرئيس تكلم حوالى 11 دقيقة ..
يعنى تقريبا 24 دقيقه قلبوا مصر ..
وكل واحد فسر الكلام على هواه ..
وكل واحد طلع الغل و السواد اللى جواه من ناحية فضيلة الشيخ و مؤسسة الأزهر ..
والإخوانجيه وتجار الدين ..
قالو أنظرو السيسى بيهدم الدين !!
و مفيش رؤية واحدة عاقله تفهمنا ماذا يقصد فضيلة الشيخ وماذا يقصد سيادة الرئيس !!
بإختصار ..
فضيلة الشيخ قال .. لا يمكن سلخ السنة النبويه عن القرآن .. وضرب مثال بالصلاة الركن الثانى فى الإسلام وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه !!
القرآن أمرنا بالصلاة و لكن لم يوضح لنا كيف نصلى ..
و أتت سنة النبى محمد لتكمل لنا كيفية اداء الصلاة و عدد ركعاتها و احكامها ومبطلاتها ووو .. إلخ
وقال حبيب الله صلوا كما رأيتموني أصلي وأشياء أخرى لم يشرحها لنا القرآن الكريم وفسرتها وشرحتها لنا السنة النبوية الشريفة فالقرآن والسنة يكملان بعضهما.
و الرجل لم يقصد إن القرآن ربع و السنة تلات أربع بالمعنى إللى إتحور و أصبحت لبانه فى أفواه المغرضين !!
وأفواه الصائدين فى الماء العكر !!
لأن أشياء كتيرة جدا ذكرت فى القرآن بخلاف الصلاة .. تركها الله لنبيه محمد ليكملها صل الله عليه و سلم .. و هذا ما يقصد فضيلته ..
نأتي هنا لكلام سيادة الرئيس وكان كلامه واضح أيضا ..
هذا الرجل لا يهاجم السنة النبويه و لا يعتدى عليها ..
الرئيس السيسى فى كلامه عز عليه أن تكون صورة الإسلام سيئة أمام العالم على خلفية ما فعلوه أهل الشر من تجار الدين !!
و طالب التحلى بالأخلاق الحسنه و الصدق والأمانة و الإتقان فى العمل.. إلخ
وتقديم صورة طيبة عن الإسلام غير التى صدرت للعالم فى السنين الأخيرة !!
و فى نهاية كلمته وجه دعوة لوزير الأوقاف أن يتم إعداد أئمة جدد يتم تدريبهم فى أكاديمية تعليم الشباب القيادة على دراسة جميع العلوم الدنيويه بجانب العلوم التى يتدارسونها فى الأزهر الشريف !!
لكن اللغط الذي حصل والهجوم الممنهج على فضيلة الإمام ومؤسسة الازهر لا يليق .. و محتاج وقفه ومحاسبة ..
ليس كل شخص سمع كلمتين من إسلام البحيرى و أمثاله ..أصبح هذا الدين !!
مش هنتعلم ديننا فى آخر الزمن من اللى لابس حظاظه فى يده وعامل شعره سبايك !!
وبونيتال وديل كلب ..
فلطالما هؤلاء هاجموا وتكلموا فيما قاله شيخ الأزهر على الفور يجب أن تعرف إنهم مغرضين وفي ضلال لاتستمعوا للسوابق المسجل خطر إسلام البحيري وإتعلموا الدين الصحيح من شيخ الازهر الأستاذ الدكتور الطيب فهو علامة بأصول الدين الصحيح ولاتأخذوا من البحيري وناعوات ومريديهم من أمثال الشاذ خالد أبوالنجا وأبوحظاظة حمراوي ومن على شاكلاتهم
كلام فضيلة الإمام واضح .. وكلام سيادة الرئيس واضح ..
الإتنين صح !!
بلاش تظهروا جهلكم للعالم وطهروا قلوبكم من الغل ولاتنساقوا خلف الخونة الذين يريدون تدمير مصر
ركز هنا ….
الرئيس السيسي في الإحتفال بالمولد النبوي.. في إشارة لتجديد الخطاب الديني:
(يجب أن يكون رجل الدين ملما بكافة العلوم السياسية والإقتصادية إلخ… ليستطيع تفسير النصوص الدينية بطريقة صحيحة)..!!!
إذا كنت تظن..
أن رأيك في قضايا الدين التي تنشرها على مواقع التواصل الإجتماعي وجلسات الأصدقاء و الأسرة هو الرأي السديد والمنيع والأصح….فأنت لا تدري:
لا تدري من الذي أعد لك المنصة..
ويسر لك المناخ…
وشجعك على أن تكتب رأيك الذي يؤيد أحد الأطراف.
تظن…
أنك أنت الوحيد الذي يعبر عن رأيه …
وأنت لا تدري أن هناك الملايين غيرك يفعلون نفس الشيء…
وهذا الأمر هو بدايه لفوضى عقائدية تعرف ب ( الفتنة ).
وهي نفسها الفتنة التي أسقطت العقيدة المسيحية في أوروبا فتحولت الكنائس إلى متاحف.
الجميع يثرثر….
الكل يبدي رأيه و هو غير دارس أو متخصص…
يزيد من درجة حرارة الإختلاف الذي هو من سمات البشر الطبيعيين…
يسكب الوقود على النيران….بوعي وبدون وعي….
البدايات تكون دائما بحجة البحث عن الحقيقة … ولكن هل كل غير دارس أو متخصص له الحق في نشر رأيه فى دين الناس … هكذا على الملأ ؟
الفخ….
هو توريط الشعوب في الثرثرة…فيصير كل شخص له رأي وإتجاه خاص به…فتشيع الفرقة و الإختلافات … وتتشرذم العقيدة .
الفخ….
يبدأ بالنوايا الحسنة… وينتهي بالمناظرات والجدال على الملأ…تماما كما فعلوا بأوروبا منذ عدة قرون…و نجحوا.
ترك الأمر لأهله لن يضرك في شيء…لن يصيبك في عقيدتك….تجنب نشر الآراء والتعليقات في أمور عامة وخطيرة…و كلنا نعلم أننا مستهدفون في العقيدة و هناك من يعمل في الخفاء ليل مع نهار كي ينشر الفتنة الدينية بين أبناء الوطن الواحد…
وصلوا بالناس لمرحلة ” المناظرات الدينية”.
وهي مرحلة لم تأتي بالصدفة..
و لكن أنت يا من نشرت عنهم وناقشت أفكارهم صنعت لهم الدعاية حتى إشتهروا..
واليوم يتحدونك ويناظرونك في دينك…
يفاوضونك على دينك بحجة أنهم مجددين ومصلحين…
وكأننا لم نمر بفتن فوق فتن منذ 2011 ….
ولم نتعلم !!!!!
لا تتعجب من الوضع الذي صرنا إليه.
فهي إنتكاسة للعقول التي تركت نفسها كما النعاج وسط الذئاب.
عقول تصر على السقوط في الأفخاخ. مهما علت أصوات التحذير…
الأغلبية سقطت في فخ الإستقطاب والتحيز والتحزب…لأحد الأطراف فوراً…
و بدون تفكير إختار كل شخص المعسكر الذي ينضم إليه ويناصره بشدة وتطرف ….
وهناك من خطط لهذه الفتنة و يقرأ على مواقع التواصل الإجتماعي مردود كل مرحلة من مراحل تطور الفتنة…
فلما تأكد أن الأغلبية العظمى أعلنت السقوط في فخ الإستقطاب و كل شخص إتخذ طرف يناصره…..
قام الذي يخطط بتقديم الوجبة الرئيسية من العشاء المسموم……و هي …المناظرة.
المناظرة هي السيف الذي يضربوا به الدين في النفوس و يبثوا الشكوك و يسهلون المناخ للناس للتفرقة و التحزب وكراهية الرأي الآخر وأصحابه.
المناظرات هي السلاح الذي قصموا به ظهر المسيحية في الغرب -في العصر الحديث- و بعد كل مناظرة يتجه كل طرف لبدء طائفة دينية خاصة به و يصير له من الأتباع و الأنصار..
و قليل منهم يعلمون من الذي يقف خلف كل هذه المسرحيات.
ونفس الحرب على العقل قاموا بشنها على الإسلام و أهله قديماً و حديثاً..
فظهرت المذاهب والأشياع والجماعات والفرق..
والكل يتشدد بالرأي..
والقياديون يحركون الأتباع كما قطع الشطرنج..
فكلما زاد عدد الأتباع زادت القوة التي يتحصن خلفها القياديون.
الإختلاف في الآراء و العادات والتقاليد والأعراف والألسنة والأعراق سنة من سنن رب العالمين.
ولكن هناك آداب حددها رب العالمين ليلتزم بها من يريد أن يختلف طبقاً للشرع ..
هذا إذا كان غرضه من الإختلاف إظهار الحق..
وليس مأجور مخادع ناشر لفتنة قديمة معادة ومكررة.
بسم الله الرحمن الرحيم
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ “
صدق الله العظيم.
سورة النساء. الآية 59.
لم و لن تسمعهم يردون شىء إلى الله والرسول الكريم صلى الله عليه و سلم …
فهم يردون أمورهم للسباب والتطاول والشتائم والتقريع والسخرية والتهكم والتطاول والتشكيك وإثارة الكراهية بين الناس و تأجيج مشاعر الحقد و البغضاء.
فهؤلاء الذين يردون الأمر المتنازع عليه إلى الله و الرسول يخضعون لشرط ذكر فى الآية الكريمة و هو ” إن ” كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر…
هذا هو الشرط الذي على أساسه سترد الأمر إلى الله والرسول…..
وبالمنطق البسيط جداً..
إذا كنت ترد الأمر إلى غير الله وغير الرسول كما نرى ونسمع..
إذن الشرط لا يتحقق ..وأنت أيها المجادل وكل من على شاكلتك لا تؤمن بالله و اليوم الآخر.
لا أرى إلا فكر و تخطيط صامويل هنتنجتون Samuel P. Huntington
يتحقق و لكنه ليس ” صدام الحضارات ” كما أراد ….
فقد تفوق الصنائع المأجورون على أنفسهم و جعلوها صدام بين أبناء الدين الواحد و من نفس الوطن الواحد !! عصر الدولار و اليورو…
لا أحد يقول لي أنهم يعملون بالإعلام لينشروا الحقيقة مقابل الثواب في الآخرة…
هؤلاء وقودهم الذي يحركهم هو الدولار واليورو
فنحن في :
عصر جديد من الفتن والوصول لمرحلة المناظرات الدينية على الملأ بحجة إظهار الحقيقة.
حتى الإعلان الدعائي أصبح مثل مناظرات المنبع الأساسي لتخريب الأديان بالجدل والإستقطاب.
الإعلان يقول :
مواجهة للمصارحة وليس للتصادم !! و في هذا تدليس و كذب لإنها دعوة صريحة للتصادم و نشر الفتن. أما الإعلانات الغربية فهم على الأقل لا يدلسون على الناس و يدعون أنها ” للمصارحة “…
والدليل أن مناظرتهم بالغرب تتم بين شخصين على نفس المستوى العلمي ونفس الدرجة الدينية بل و نفس التخصص..
أما دعاة التدليس والفتن بالفضائحيات المتصهينة فتعلن عن مناظرة بين إعلامي وعالم أزهري بدرجة الدكتوراه..
إذن أي مصارحة ؟ إذا كانت هناك ” فجوة معلوماتية ” هائلة بين الإثنين؟
التحذير يتكرر: لا تسلم عقلك للفضائحيات الصهيونية والمأجورين بها..
هؤلاء يقبضون الملايين ليعبثوا بثوابت الدين والوطن ومسؤولية كل شخص عاقل أن يقاطع هذا السخف.
خدعونا فقالوا… السياسه نجاسه ..
بح صوتنا… ومن زمان…
وعلى فكرة…
الإلمام بالعلوم مش محتاج أزهر…
محتاج رجل دين عنده رغبة في التعلم…
عنده رغبه في حمل أمانة العلم كاملة…!!!!
وذلك لكي لا يخوض الشرفاء غمار السياسة وينتصروا للقيم النبيلة…ويبقى ميدان السياسة خالياً لأعداء الشرف..!!
وكان نتاج تخويف الناس من السياسة… وجود رجال دين على مستوى عال في العلوم الدينية..
ومستوى متدني من العلوم السياسية…
ففقدنا ربط الدين بالسياسة فأصبحنا نفكر بعقول العلماء السابقين وفقدنا الإبداع والتطور وتفسير العلوم الدينيه بطريقة تواكب العصر..!!!
مع أن السياسة هي علم قديم الأزل…
إستخدمه الله وأنبياءه الكرام…!!!
فعندما يذهب موسى إلى فرعون ويقوده إلى مبارزه على الملأ…ليثبت للجميع بغيه وقلة حيلة سحرته في مقابل الإعجاز الذي منحه الله لنبيه موسى … فتلك قمة السياسة أن تجبر عدوك للنزول إلى ملعبك الذي تجيد فيه..!!!
وعندما يقول المسيح الوجيه لأتباعه (حبوا اعداءكم)…
فتلك المقولة إلى جانب أنها سمو أخلاقي ومنتهى السماحة…
إلا أنها منتهى الفهم السياسي الذي يحمل الطرف الآخر كل أسباب الخلاف…!!!
وعندما يقول رب العالمين لأحمد الأمين سيد الخلق وجادلهم بالتي هي أحسن ..
وعندما يجلس المصطفى مع كفار مكة في صلح الحديبية ويقودهم بوثيقه مكتوبه لنهايتهم وإيجاد سبب لفتح مكة..!!
فهذان مثالان لأهمية السياسة…والحث من رب العالمين على تعلم فنونها وجدالها…!!!
لو أن عالم الدين لديه علم السياسة لأفهم الناس أن تجمع بلاد العالم على الوطن العربي من أجل الغاز ما هو إلا المعنى الحرفي لقول الصادق الأمين(ستتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة علي قصعتها).. فلا أكل ولا قصعه إلا بالنار التي يطهى بها … ولا نار يطهى بها بدون الغاز..!!!
لو أنه فهم سياسة لكشف للناس ضعف حديث حرب السيوف النهائية… لأن الأعداء يريدون إرتكاننا إنتظاراً لنفاذ البترول لنهزمهم في حرب السيوف…
في حين أنهم يسرقون غازنا ليحركوا به معداتهم وأسلحتهم الحديثة للفتك بنا..!!!
لو أن علماء الأزهر تعلموا العلوم السياسية لما كانوا صيدا سهلا للإعلاميين الذين أساؤوا لهم وأساءوا لأزهرنا الشريف في معاركه… والتى إنتبه لها شيخ الأزهر ومنع الأزاهرة من الظهور إعلامياً…!!!
لو تعلم رجال الأزهر العلوم السياسية والحداثة وربطوها بما لديهم من مخزون ديني.. لما أستطاع الذين تدربوا في جامعات ويلز الإنتصار عليهم في المبارزات الحوارية..!!!
وقد رأى العالم أجمع على مدار سبع سنوات ماضية… كيف أن مصر أدارت أقوى ملحمة سياسية عسكرية إقتصادية دبلوماسية في التاريخ الحديث… وانتصرت علي نصف الكره الأرضية فيها…
(ادارتها بمنتهى الشرف وإنتصرت…!!!)
يا سادة…
السياسة ليست نجاسة… فليس هناك علوم نجسة.. وإنما النجاسة والشرف تكمن فيمن يمارس ذلك العلم..!!!!!
الآخرون قلوبهم تملؤها النجاسة ف بالتبعية سياستهم نجسة..!!
أما مصر فهي الشرف نفسه … لذلك فهي تدير معركتها بمنتهي الشرف…!!!
يا دعاة الخير والسلام.. تعلموا العلم ومارسوه بشرف… دفاعاً عن العلم ودفاعاً عن الشرف..!!!
ولمن يفقه فقط
نعم ياسيدي السنة(الصحيحة) هي ثلاثة أرباع التشريع والدين قرأن وسنة صحيحة
بنص القرأن نفسه وبأيات القرأن والغرض
نقطة نظام يجب على الجميع أن يدركها ..
حديث شيخ الأزهر عن أن القرأن ” رُبع الدين ” ليس به حرج لا على فضيلة الإمام ، ولا على القرأن ذاته .
منذ العام 2011 ونحن ننتظر كل حدث لنبدأ التقطيع ، إما تقطيع الحديث وصاحبه ، أو تقطيع أنفسنا ضد أنفسنا بإختلاف الآراء .
ولا أحد يسأل نفسه عن مدارك علومه فيما سيتحدث أو يُفتي أو يُدلي بدلّوِه .
فضيلة الإمام قال ” القرأن رُبع الدين ” ، ولم يقل أن القرأن ناقصاً ! والفارق كبير .
الله سبحانه وتعالى يقول ” ونزّلنا عَليكََ الكتابَ تِبياناً لكل شيء “
أي أن القرأن جاء تِبياناً لكل شيء ، كاملاً غَيرَ منقوص ، يتحدث فيه رب العزة عن العبادات وما بها من صلاة وصيام وحج .. إلخ ، وتحدث أيضاً عن المعاملات بما فيها من المواريث والديون والربا .. إلخ
وقام القرأن بتغطية كل ذلك ” تِبياناً لكل شيء ”
إذن سنبحث سوياً في القرأن عن عدد ركعات صلاة العصر ، فهل سنجد ذلك مكتوباً ؟
لن تجد ، مع أنك في ذات الوقت ستجد أركان الوضوء للصلاة موجودة .
ستجد أن الصلاة مذكورة ” إن الصلاةَ كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ” ، وستجد أيضاً الحديث عن جمع وقصر الصلاة مكتوباً في القرأن !
إذن الصلاة مذكورة بدون أركان ، بالرغم من أن الوضوء بأركانه مذكور !
والجمع والقصر في الصلاة مذكور ، بينما عدد الركعات غير مذكور !!!!
هل تغافل القرأن عن ذكر الصيام ومواقيته ؟
أو الحج وأركانه ؟ بل جاءت مُفصلة ، ولكن هل حدد القرأن ميقات وموقع الإحرام ؟ هل قال عليكم أن تحرموا من رابغ أو من أبيار علي أو أو ؟!
القرأن ذكر الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام ، ولكن هل حدد قيمة زكاة الفطر مثلاً ؟ هل قال زكاة الفطر تُقدر بـ صاعِِ من الأرز أو الزبيب أو ما شابه ذلك ؟
الوحي ” جبريل ” لم ينزل على رسول الله بالقرأن فقط ، بل كان يتنزل أيضاً لتفاصيل أخرى ” إفعل ولا تفعل “
إذن القرأن ذكر لنا تِبيان كل شيء رئيسي ، ثم أبلغ رسوله وحياً بالتفاصيل الدقيقة .
الآن خذ القرأن وحده واترك السُنّة النبوية ، ودعني أراك كيف ستصلي العشاء ، كيف ستُخرج زكاة الفطر ؟ من أين ستُحرم إلى الحج ؟
فلنجعلها مِزاجية إذن ، ولنبتعد عن السُنّة الشريفة ، وكل عائلة تختار لنفسها عدد ركعات الصلاة ! ولتكن الصلاة في المساجد بلا أذان ولا إقامة ، حيث أنهما لم يردا في القرأن !
الغرض مرض
وأرجو ألا يأخذني البعض عن حديث خارج نطاق الموضوع ، فعندي من الملاحظات مثل ما عندكم ، لكنني أتحدث في مسألة يسعى الكثيرين لهدمها ، وهي إهدار السُنة النبوية بإدخال ما ليس فيها ، ليذهب الأمر بعد ذلك لإلغاء آيات من القرأن ، وهكذا .
(يبقى لنا الآن أن نعرف عدونا الأزلي )
“شيخ الإسلام”
منصب إخترعه العثمانيون لبسط سطوتهم العسكرية والسياسية على الدول التي احتلتها جيوشهم باسم الدين، فكانت أولى جرائمه تشويه الإسلام نفسه.
لم يكن هذا اللقب معروفا، قبل تدشينه رسميا في بلاط الحكم في إسطنبول، إلا على سبيل المجاملة في كتابات بعض الفقهاء وعلماء الدين المتأخرين في العصر المملوكي، وعلى سبيل المجاملة أو التعصب لفقيه بعينه.
شيخ الإسلام في تركيا كان أشد وبالاً على الإسلام والمسلمين، في كل الدول التي إحتلتها تركيا وحولت حياة شعوبها إلى جحيم وأيام سوداء مظلمة، فلم تكن منظومة الإفتاء العثمانية ورئيسها الأعلى “شيخ الإسلام” بمعزل عن سطوة السلاطين وألعاب الساسة والنساء، فكان أول من أسند السلطان عثمان الأول إليه هذا اللقب هو الشيخ “إده بالي” في العام 1325، فأورث الذل للمنصب الذي ظل أسير نزوات السلطان، وكل سلطان من بعده حتى النصف الأول من القرن الـ 15، عندما أصبح “شيخ الإسلام” ركنا وشريكا في الإستبداد التركي في المنطقة كلها.
أطماع السلاطين التوسعية فرضت عليهم خلق منصب يضفي الشرعية على جرائمهم، فوضع مراد الثاني خطة لـ”تأميم الدين”، ولكي يصبح، هو نفسه، متحدثا باسم الله، عين الشيخ شمس الدين الفناري كأول فقيه للخلافة وشيخا للإسلام، على الطريقة العثمانية في العام 1425، ويقول الصدر الأعظم لطفي باشا في العام 1560 إن “شيخ الإسلام أبو السعود أفندي لم يملك علما أو فقها يعادل ما بلغه من شهرة”.
تمكن العثمانيون من بناء مرجعيتهم التشريعية الخاصة بالمال والمصالح المشتركة، فارتبط شيخ الإسلام بمنظومة الفساد العثماني، عندما حدد سليمان القانوني صلاحيات شيخ الإسلام وجعله رئيس هيئة العلماء، وأعطاه نفوذا غير محدود على الرعية، وأجاز له فرض الغرامات وتحصيل الإتاوات، وإختصه السلطان بحصة من غنائم الحروب، كما منحه الجواري والغلمان، فانغمس أصحاب هذا المنصب في مكائد جمع الأموال ونبذوا الزهد الإسلامي وتحولوا إلى أثرياء و”أهانوا اللقب الشريف” كما يقول أكرم كيدو في كتابه “مؤسسة شيخ الإسلام في الدولة العثمانية”.
لعب شيخ الإسلام دور “راعي الشريعة” في السلطنة، فسن التشريعات الوضعية للدولة فيما عرف بإسم “قانون نامه”، بما يفترض أنه من وحي الأحكام الشرعية، ووضع بروتوكولات لاستصدار الفتاوى السلطانية التي كان يطلبها السلطان وفق الحاجة، فيرد عليها بالموافقة بعد إتصالات غير رسمية مع السلطة للإتفاق على صيغتها النهائية، بما يخدم مآرب السلطان ويظهرها أمام العامة بأنها “مطابقة لأحكام القرآن والسنة”.
وجد العثمانيون المخرج الديني لكثير من معضلات الحكم لدى شيخ الإسلام، الذي لم يتورع يوما عن تسييس الفتوى لخدمة مصالح السلطان وحاشيته، فأطلق على سليم الأول لقب “خليفة المسلمين” بعد حروبه مع المماليك، تلك التي أضفى عليها قدسية خاصة، ليخلص أخيرا إلى الفتوى بأن “طاعة السلطان جزء من الدين، والخارج عليه مارق من الإسلام”.
فتوى “البغي”..
سلاطين ساروا على رقاب إخوتهم
كثيرا ما أفتى شيخ الإسلام – في ثوبه العثماني- بقتل الإخوة والأبناء، لحسم تنازع عائلي على العرش لصالح الأقرب أو من يدفع من الأمراء. استغل محمد الثاني “الفاتح” تلك الفتاوى ودبر مؤامرات ضد اثنين من إخوته بعد أن خلصت إليهما الولاية، وتمكن أخيرا من قتلهما بعد أن استصدر فتوى من شيخ الإسلام فخر الدين عجمي أهدرت دماءهما تحت اسم “حد البغي”، وهي الفتوى التي رسمت طريق سلاطين الدولة على رقاب المعارضين، وجاء فيها: “إن قتل الأخ والابن جائز للسلطان لأجل المصلحة العامة وحفظ النظام”.
أصبح شيخ الإسلام أداة طيعة في يد السلطان وبلاط القصر لتبرير جميع الإجراءات الشائكة، وصار الانقلاب على السلطان الحاكم عادة “يرضاها الله ورسوله” بفتواه القاتلة، فأفتى أحدهم بعزل 4 سلاطين بناء على طلب سيدات القصر “الحرملك”، وساعد آخر عثمان الثاني في خلع عمه مصطفى، فكافأه على فتواه بتزويجه من ابنته، الأمر الذي تكرر مرات في عصر سلطنة الحرملك.
ذبح 40 ألف مواطن بفتاوى الاضطهاد الديني
أصدرت مشيخة الإسلام العثمانية عشرات الأحكام لاضطهاد الأقليات العرقية والدينية، فأصدر أحدهم فتوى للسلطان سليم الأول تبيح قتل القبائل الشيعية المجاورة للدولة الصفوية، فاتخذها فرصة وسفك دماء 40 ألف شيعي، كما أفتى بإكراه رعايا الدولة المسيحيين على اعتناق الإسلام وقتل المعترضين، وصار هذا الأمر تقليدا عثمانيا، كل واقعة اضطهاد تصاحبها فتوى شرعية.
أضفت المشيخة مشروعية على كل حروب العثمانيين، فكان السلطان كلما عزم على الخروج لمعركة لجأ إلى المفتي الأكبر لحمله على الإفتاء بأن “أهداف الحرب لا تتعارض مع الدين، القول إن أسبابها القوية “تعانق الشريعة الإسلامية”، إلى جانب بث الوعاظ في أرجاء الدولة لإيهام الرعية بأن “الحرب القادمة هي حرب الدين ضد أعداء خليفة المسلمين”، ومناشدتهم “الوقوف صفا واحدا مع جيش الإسلام في معركته”.
هزائم العثمانيين تكفلت بإظهار الوجه المتناقض لمشيخة الإسلام، وفي كل مرة كانت تضطر الدولة إلى عقد معاهدات استسلام لم تكن مؤسسة الإفتاء تتورع عن تبريرها، مثلما حدث في معاهدة أدرنة العام 1829، عندما تجرع محمود الثاني مرارة الهزيمة على يد الروس، واعترف باستقلال اليونان تحت حمايتهم، وتنازل لهم عن الأفلاق والبغدان، وحاول تبييض وجهه باستصدار فتوى من شيخ الإسلام تبرر موقفه المتخاذل.
(( نقاط ضعف وخلل))
بمرور الوقت، تحول شيخ الإسلام من جهة رقابة أخلاقية على الساسة والحكام، إلى نقطة ضعف الدولة القاتلة، ما جعله محل هجوم الكثيرين ممن نادوا بدعوات الإصلاح السياسي في القرن الـ17، مثل دعوة قوجيه بك التي وجهها للسلطان مراد الرابع في العام 1630، وجاء فيها جملة من الملاحظات الكاشفة لوضع تلك المؤسسة وما أصابها من خلل، ليصرح أمام الناس بـ”ضياع هيبة المشيخة، وانحراف الشريعة، وانطفاء نور العلم، وتسليع مناصب القضاء”.
وفي إشارة إلى تحجرهم، أفتى شيخ الإسلام بعزل السلطان سليم الثالث العام 1807، لأنه أعاد تنظيم الجيش وفق الأساليب الأوروبية، قائلا: “كل سلطان يدخل أنظمة الفرنجة وعوائدهم ويجبر الرعية على اتباعها لا يكون صالحا للملك”، على الرغم من أن تلك التحديثات انعكست إيجابيا على قدرات الجيش وقتها.
اللافت أنه تم للمشيخة ما أرادت بعزل السلطان وقتله على يد الإنكشارية الذين وقفوا، بدافع المصالح الشخصية، في وجه كل محاولة لإصلاح الجيش وتطوير نظامه وأسلحته.
أدى هذا الانقسام والفوضى إلى تراجع شرعية شيخ الإسلام أمام أصحاب النفوذ والوزراء في الدولة، وفي العام 1655 فجرت الإنكشارية والسباهية ثورة كان مطلبها الأول عزل وإعدام شيخ الإسلام، وفي العام 1703 اندلعت انتفاضة شعبية في إسطنبول ضد شيخ الإسلام بسبب احتكاره الوظائف العليا لعائلته، وأدت تلك الانتفاضة إلى عزل الشيخ ثم إعدامه.
حرصت جماعة الاتحاد والترقي، بعد أن آلت إليها السلطة عقب انقلاب 1909، على تقليص سلطة شيخ الإسلام، وتجريده من اختصاصاته وامتيازاته، فنزعت عنه مهمة الإشراف على القضاء، وانتهى المنصب في نهاية المطاف إلى مشايخ ضعاف، تلاعبت بهم أطراف خارجية، وأجبرتهم على مباركة مجازرهم ضد الأقليات الدينية، ثم روج أعضاء الاتحاد والترقي أنفسهم – رغم عدائهم المعلن للإسلام- للجهاد المقدس في الحرب العالمية الأولى، فاستعانوا من جديد بشيخ الإسلام بغرض حشد الأمة وراء المعركة، قبل سقوط الدولة العثمانية بعامين فقط، ليؤكد صيحة داعية الإصلاح جمال الدين الأفغاني في العام 1895 الشهيرة “شيخ الإسلام أصبح عائقا أمام التحديث والتنوير.. والإسلام…
” الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه “
أرجوا أن اكون قد وضحت الرؤيا على قدر إستطاعتى لكم احترامي
ندعم مؤسسة الرئاسه والأزهر والكنيسة
حفظ الله مصر
تحيا مصر بلادي