كتب لزهر دخان
مؤسسة روسية عملاقة لا تزال تزعج الغرب بصفتيه عامة وخاصة . فمن جهة عامة ترى أوربا أن تلفزيون وموقع روسيا اليوم.
لا بد أن يكفا عن محاربة المصالح الأوربية. ومن جهة خاصة تتحدث كل من بريطانيا والولايات المتحدة عن نفس الضرر .وتحاربان
بنفس الأساليب كي تتمكننا من الإنتصار على روسيا متلفزة .وعلى روسيا ممثلة في مركز تطوير الأنترنت. الذي تتهمه
شركات وجهات رسمية أمريكية بتزوير إنتخابات الرئاسة سنة 2016م .حيث قامت روسيا آن ذاك. بتلفيق أكثر من خمسة
مليون حساب كاذب دعمت بهم الرئيس ترامب عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وأيضا دعمت بهم النزاعات والفوضى. هذه
القضية أصبحت شائكة . ولا يمكننا أن نقول أخيرا بالنسبة لتطوراتها. لأنها لم تنتهي أخيراً ومفاوضاتها أصبحت ماراثونية.
ووصلت إلى حد إقتراب موعد القطيعة الدبلوماسية التامة بين القوتين. فالحرب المدمرة التي قد تبدأ فلا تنتهي. إلا عندما
ننتهي جميعاً على يد أزرار ترسانة القوات الأعظم في التاريخ .
واحدة من قيادات هذه القوات تحدثت مؤخراً .وهي السيدة سوزان سبولدينغ نائبة وزير الأمن الداخلي السابقة في الولايات
المتحدة . وهاجمت مرة أخرى مصدر رزق روسيا الإعلامي القوي جداً .وقالت واصفة وسائل الإعلام الروسية بأنها تقول
الحقيقة . لكن ليس من أجل جعل الأمريكيين أفضل حالاً، بل لإضعافهم.
إن رأي السيدة سوزان سبولدينغ الذي جاء بتاريخ 28/11/2018م لم يبتعد عن رأي بريطانيين كبار كان أبرزهم الوزير المستقيل
جونسون وغيرهم من أعضاء حكومة ماي . وأيضاً سبق للإدارة في هيئة الإذاعة البريطاني بي بي سي . ولبت مضاعفة
الإنفاق المالي على الهيئة كي تتمكن من إيقاف المؤسسة الروسية العملاقة. التي باتت الأقوى في أوربا. وتمكنت من سلب
الإتحاد الأوربي والحلف الأطلسي حلفائهم . وقالت الهيئة آن ذاك أن الإعلام الروسي كان سبب تدني شعبية الحلف
الأطلسي في السويد . حيث ظهرت إستطلاعات للرأي تؤكد أن الشغب في السويد .بات لا يوافق على إنظمام البلاد إلى
الناتو.
وفي ذات الحديث الحديث قالت المسؤولة الأمريكية السابقة سوزارن سبولدينغ . خلال مناقشات مكرسة للأمن العالمي في
مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (نحن في حاجة إلى رفع مستوى الوعي العام.. أعتقد أنه من الضروري أن يشرح
المسؤولون الكبار، كيف يستخدم خصومنا حرب المعلومات، وأحيانا أدوات تكنولوجيا المعلومات، لإضعافنا. وفي بعض الأحيان لا
يحتاجون حتى إلى إختلاق أي شيء، وهم يستخدمون معلومات صادقة ويرددونها فيما يبدو من جانب واحد)
إنها كانت نائب وزير الأمن الداخلي في الولايات المتحدة .ولذا ربما لها دور كبير جداً في قرار محاربة روسيا بالتي هي أخشن .
وكانت القبضة تتكون من حصار وطرد للدبلوماسيين . وإلغاء معاهدات . وحرب إعلامية أمريكية قادتها أمريكا بكل أطيافها .
موحدة من أجل الخلاص من العنكبوت المعلوماتي الروسي. الذي عثر على أمركيين في الأطلسي وما زال لم يطلق صراح
حدودهم الإلكترونية . ومن بين وسائله في قمع حرية التعبير ودمقراطية أمريكا يستخدم البرنامج الأسبوعي لقناة RT
المسمى “Americas Lawyer” وللنائبة سبولديغ رأيها في البرنامج .الذي قالت أنه أحد أدلتها على أن لروسيا هجومات مرتبة
تشنها على موطنها .حيث رأت أن الموضوع الرئيس يرتكز على القول بأن (المنظومة القضائية الأمريكية فاسدة
ومدمرة)وبألسنة سياسيين وخبراء. لذا فلا بد أن يتم أداء الواجب ومكافحة برنامج وقناة عملا على إلحاق الضرر بالمنضومة القضائية الأمريكية.
أيضاً نستطيع القول أن النائبة سبولديغ وجدت نفسها بحكم مهنتها السابقة تراقب من (يؤكدون ببرامجهم، صحة هذا التصريح) وعندما يتم إتهام المنظومة القضائية فهذا يعني أن بعد الإتهام ستتم المكافحة وهذه المكافحة ألا تلحق الضرر بالأمن الداخلي . ولذا قادت سبولديغ نفسها إلى شرح تهمتهم لمستمعيها قبل أن يفسد مستمعوهم كل أمريكا وقالت (لا أعتقد بأن شيئا ما هناك كاذب. لكن هذا رأي غير مبرر وأحادي الجانب. لذا فإن الرسالة التي يجب أن ننقلها هي أنك تستطيع أن تتفق مع ما يقولونه في هذه الدعاية، لكن هذه الدعاية وجدت ليس بغرض الإجابة عن أسئلتك. روسيا ليست مع أي طرف، هي تقف مع نفسها، وطموحها ليس في أن تجعلنا أفضل ولا في أن تثير مشكلاتنا وتحلها، وليس في أن تساعد في حل مشاكلنا مع الهجرة، بل أن تجعلنا أكثر ضعفا)
وبالإعتماد على أنفسنا نستطيع أن نفهم أن أمريكا تود أن تتوقف روسيا عن محاربتها أو تحاربها علناً . وهذا يعني أن روسيا لا بد أن تكون في صالح المصالح الأمريكية تلقائية ومن تلقاء نفسها . وإذا فعلت ستكون في واشنطن سبولديغ أخرى. أما الحالية فهي لا ترحم والحصار والعقوبات ثم ماذا؟لا بد أن نفهم من تلقاء أنفسنا أن هذه هي سياستها.
وحتى في روسيا اليوم عندما تصفحنا موقعها الإلكتروني اليوم 28/11/2018م قرأنا(يذكر أن العلاقة في الغرب مع وسائل الإعلام الروسية، أصبحت في السنوات الأخيرة أكثر صعوبة بشكل متزايد، حيث إتهم عدد من الساسة الغربيين، بمن فيهم أعضاء في الكونغرس، وكالة أنباء سبوتنيك وشبكة RT بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، إلا أنهم في نفس الوقت لم يقدموا أي دليل.)
بالمقابل كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وتركيا وعموم الإتحاد الأوربي، قد قدموا إلى روسيا أكثر من دليل .ولكنها لا تريد إلا صور طبق الأصل من حلب ودمشق وحمص ،مدن العرب المدمرة .كي تقتنع بأنها أخطأت . وكلما تدخلت أمريكا وقدمت أدلة .وصف المسؤولون الروس هذه التصريحات بأنها عارية من الصحة. وللإشارة فإن السيدة مارغريتا سيمونيان رئيسة تحرير سبوتنيك وشبكة RT هي أيضاً لا تتحمل مجرد الشك في مصداقية قناتها ووكالة أنبائها العملاقة . التي يتابعها الملاين يومياً ولا أخفي عليكم سراً أني أسمع وأشاهد وأقرأ كل ما تقدمه .Rtوهذا منذ سنوات. بينما أقلعت عن متابعة بي بي سي وسي أن أن منذ سنوات. وهذا يعني فعلاً أن أمريكا والإتحاد الأوربي وبريطانيا في مهب سبوتنيك؟
المصدر: نوفوستي