العاصمة

الذنوب وسبل تكفيرها إيمان العادلى

0

الذّنوب هي ترك ما أمر الله -تعالى- به من أوامر وفعل ما حذّر منه -سبحانه- ممّا جاء الأمر بفعله أو النّهي عن تركه في الأحكام الشرعيّة سواءً كان قولاً أو فعلاً ظاهراً كان أو باطناً
الذنــوب آربعة فـــأنــظـُر أيــهما تَـكـُون ؟

ذنبان مغفوران:
رجل عمل ذنبا خطأ فالله يمن ولا يعذبه عليها
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه ) حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما
وقوله سبحانه : { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما } ( الأحزاب : 5 )

ورجل عمل ذنبا قد علم ما فيه فتاب إلى الله منه وندم على ما فعل وقد جزى الله أهل هذا الذنب أفضل الجزاء ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون)

وذنبان لا يغفرهما لأهلهما :
رجل قد عمل ذنبا قد علم ما فيه فأصر عليه ولم يتب إلى الله منه ولن يتوب الله على عبد حتى يتوب ولن يغفر الله لمذنب حتى يستغفر
قال الإمام الغزالي رحمه الله: “اعلم أن الصغيرة تكبر بأسباب منها: الإصرار والمواظبة، ولذلك قيل: لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار، فقطرات من الماء تقع على الحجر على توالٍ فتؤثر فيه، فكذلك القليل من السيئات إذا دام عظم تأثيره في إظلام القلب”.

ورجل زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن هذه التي يهلك فيها عامة من يهلك من هذه الأمة ».
قال تعالى[قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

وتُقسَم الذّنوب في الإسلام إلى قسمين:
صغائر وكبائر ولكلٍّ منهما تعريف خاصّ به
(كبائِر الذّنوب) كلّ ذنب مقترن بوَعيد شديد أو بعذاب أو غضب أو لعنة أو دخول نار جهنّم
( صغائِر الذّنوب) كلّ ذنب عدا الكبائر بمعنى أنّه لم يقترن بوعيد شديد أو عذاب أو دخول النار وتُعرَّف صغائر الذنوب أيضاً بأنّها ما دون الحدّين: حدّ الدنيا وحدّ الآخرة
ولأنّ ابتلاء الناس بهذا النوع من الذنوب كبيرٌ فقد جعل الله تعالى سُبُل تكفيرها كثيرةٌ وهذا دليل على رحمته بالعباد ورأفته بهم فمن سبل تكفيرها اجتناب الكبائر ومنها فعل الأعمال الصالحة قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا) وأستشعار العبد خطورة ما أقدم عليه من الذنوب والنظر في عواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرةو مجاهدة النفس وترك ما نُهي عنه و ذكر الموت وأستحضاره في الذهن فذلك يؤدي بالإنسان إلى الحرص على التوبة إلى الله وتذكّر أن رحمة الله تعالى واسعة وأنّه يغفر الذنوب جميعها والحرص على الصحبة الصالحة وترك قرناء السوء الإلحاح على الله -عزّ وجلّ- بالدعاء بالثبات على الطاعة، والبعد عن المعاصي والذنوب والفواحش

اترك رد

آخر الأخبار