الدولار الأمريكي هو الأقوى بين العملات خلال جائحة فيروس كورونا
كتب/ فهمي عرفة
لقد أجبر الفيروس جميع الأنشطة سواء الاقتصادية أو الخدمية على التوقف، وجعل من الصعب التنبؤ بكيفية
أداء الاقتصاد خلال العام المقبل بسبب رؤية الخسائر
التي سيُلحقها بالاقتصاد العالمي، وستكشف البيانات الاقتصادية القادمة عن المزيد من الأضرار التي ستصيبه.
ومع استمرار تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم وتوجه الدول عمليات الإغلاق القاسية في محاولة
لاحتواء انتشار الفيروس لحماية مواطنيها، فإنه ليس من المستغرب أن يكون لهذا تأثير مباشر على سوق الفوركس وأسعار العملات..
أثر الفيروس على أسواق الأسهم العالمية التي سقطت بقوة لتمحو أخر عامين ونصف العام من مكاسب السوق
وتركت الملايين من العاطلين عن العمل، ومع تزايد الفوضى الاقتصادية تدفق المستثمرون وأصحاب الأعمال
إلى الدولار الأمريكي الذي حقق مكاسب غير متوقعة، وسط مخاوف متزايدة حيال الركود العالمي وعدم اليقين
بشأن الأصول الآمنة.
الدولار يلعب دور الملاذ الآمن خلال أزمة كورونا
يعرف المستثمرون جيدًا في جميع أنحاء العالم أنه إذا استمرت الأزمة فسوف يحتاجون إلى احتياطيات
رأسمالية كبيرة من أجل البقاء خلال هذا الانكماش الاقتصادي الشديد، خوفًا من أزمة السيولة حيث أن
معدلات الطلب على النقد تفوق معدلات العرض بشكل كبيروبالتالي فإنهم يجذبون الدولارات، فالدولار الأمريكي
هو أكثر من مجرد عملة احتياطي رئيسية إنها العملة التي يلجأ إليها المستثمرين في لحظات الأزمات.
وحقق الدولار الأمريكي ارتفاعًا في شهر آذار/ مارس مسجلا أعلى مستوياته عندما عانت أسواق الأسهم
والسندات من أشد مراحل تأثير الوباء، وبعد شهر تقريبًا ظل الدولار قويًا بشكل غير عادي فقد تم اعتباره أنه
الملاذ الآمن في أوقات التوتر.
يرجع ارتفاع الدولار في المقام الأول إلى موقعه المتميز
كعملة احتياطية في العالم في وقت الأزمات، حيث يرغب المستثمرون وضع أموالهم في ملاذات آمنة حتى إذا كان
الاقتصاد الأمريكي في وضع صعب.
يعتبر الدولار أيضا العملة الأكثر تداولا في العالم في سوق
الصرف الأجنبي، وقد أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه سيسهل مقايضة العملات مع العديد من البنوك المركزية
الأخرى حتى يتمكنوا من زيادة احتياطياتهم من الدولار، ومن جهة أخرى ارتفع الطلب على الدولار بشكل خاص
في الأسواق الناشئة المثقلة بالديون المقومة بالدولار.
أداء الدولار أمام العملات الأخرى
ارتفع زوج EUR/USD بنسبة 3.5% منذ بداية هذا العام، وساعد انهيار أسعار النفط الدولار على الارتفاع أيضًا أمام
الروبل الروسي والدولار الكندي والكرونة النرويجي، حيث تعتمد اقتصادات تلك الدول على النفط.
في بداية الأزمة ومع انتشار الفيروس في الصين تأثر الدولار الاسترالي بشدة لأن الصين هي أكبر شريك تجاري
لأستراليا بالإضافة إلى حالات الإصابة التي انتشرت فيها، ولكن مع انتشار الفيروس وتوسعه في المنطقة الأوروبية
والضغوط المالية والصحية المتزايدة على المنطقة، كان أداء زوج اليورو/ الدولار الأمريكي في اتجاه هبوطي، بالرغم من الإجراءات التحفيزية من قبل البنك المركزي
الأوروبي التي عززت نسبيًا من ثقة المستثمرين الذين كانوا يفضلون الدولار الأمريكي باعتباره العملة الأكثر استقرارًا.
في بريطانيا كان الحكومة بطيئة في تطبيق إجراءات
الأمان ضد الفيروس، مما أثر على ثقة المستثمرين في
الجنيه الاسترليني،كما أن تخفيض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة الأساسية إلى 0.1% وعجز الحساب الجاري
واستمرار حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من
الاتحاد الأوروبي أدى إلى زيادة عمليات البيعللجنيه
الإسترليني ونتج عنه انخفاض قيمته.
وعلى الرغم من إحجام الولايات المتحدة الأولي عن
اتخاذ تدابير مبكرة لمنع انتشار كوفيد19، إلا أن
المستثمرون مستمرون في شراء الدولار الأمريكي
بسهولة، يتعلق جزء من هذا باستعداد البنك الاحتياطي
لتوفير أكبر قدر ممكن من السيولة في السوق، وكذلك
الدولار الذي يُنظر إليه تاريخيًا على أنه “عملة الملاذ الأخير”، مما يساعد حاليًا في الحفاظ على قيمة الدولار للمستثمرين .
من المفهوم أن هناك الكثير من الشكوك المحيطة بالاقتصاد العالمي في الوقت الحالي مما يؤثر بشكل
مباشر على أسواق الفوركس، ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا
توجد فرص لمواصلة التداول بنجاح حيث أن أسواق الفوركس تشهد مستويات من التقلبات.